ساتكلم في مقالتي هذه عن شخصية اعلامية مثلت محافظة نينوى في عدة محافل محلية ودولية انه الاستاذ فرحان الغرب ابن منطقة جنوب الموصل قرية صف التوث مواليد 1942 عمل مدير وكاله الانباء العراقيه في محافظة نينوى ومدير الاعلام الداخلي لمحافظة نينوى ومدير المكتبه المركزيه في جامعه الموصل يحمل عدة شهادات جامعية منها الادارة والاقتصاد والقانون ومعهد الصحافة من جمهورية مصر العربية..وللعلم ان آخر شهادة هي القانون حصل عليها وعمره 63 عام كان ذلك في عام 1998 في نفس السنةالتي احيل بها الى التقاعد لاكماله السن القانوني .. عرفته في سبعينيات القرن الماضي عن طريق ابن اخته علي حسن رحمه الله الذي استشهد في حرب الخليج الاولى وتطورت العلاقة بيننا عندما كان مدير الاعلام الداخلي لمحافظة نينوى وكان مقر الدائرة في شارع نينوى…
يحمل من الصفات الحميدة والاخلاق العالية مايعجز عنه الوصف في هذه المقاله متواضع جدا ورغم كل الشهادات التي يحملها في تلك الفترة ولقاءاته بالطبقات المثقفة في المجتمع الموصلي الا انك تجد الطابع الريفي في كل تصرفاته وملامحه فتجد صورة الفلاح وهو يشجع على الزراعة وتجد الكرم والرجولة في تصرفاته اليومية.. لم يسعى يوما الى كرسي السلطة واتذكر جيدا عندما عرض عليه منصب اعلامي رفيع في العاصمة وتكون هناك منافسة لهذا المنصب مع صديق له اعتذر وقال هذا صديقي احق مني… وهذا يدل على معنى التضحية الحقيقية….
خدم كل اهالي محافظة نينوى بجميع اطيافهم وكان مجلسه الاعلامي يضم ابناء كل الطوائف من عرب وكرد ومسيحيين وايزيدين وله اصدقاء في كل مناطق محافظة نينوى اضافة الى معرفته الشخصية مع الكثير من رجال الاعلام والسياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر في كل انحاء العراق…
ورغم انه رجل الاعلام الاول في محافظة نينوى في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي الا انه لايحب الظهور دوما اعلاميا ونتيجة لذلك نرى اغلب زملاءه وتلاميذه اليوم لهم بروز واسع في الساحة الاعلامية في حين لم ينصف هكذا شخصية اعلامية ولو ببرنامج اومقالة اوكتاب احد من الذين خدموا معه وله الفضل الاول في ايصالهم الى ماهم عليه…
نعم استاذنا الفاضل عشت تعمل في عجلة الاعلام بعيدا عن الشهرة ورحلت صامتا بعيدا عن وسائل الاعلام …
لقد رحل عنا الاستاذ فرحان حسين غرب الجبوري بتاريخ 30/8/2018 تاركا خلفه مسيرة اعلامية وعلمية حافلة بالعطاء. ولابد ان تدرس سيرتك يوما ما في بحث علمي او كتاب تربوي يشيد بانجازاتك كافة..
لقد اختار الاستاذ فرحان ان يعيش اواخر عمره في المناطق الريفية فتم نقل سكنه الى مسقط رأسه قرية صف التوث الواقعة على ضفاف نهر دجلة في جنوب الموصل وشيد في عام 1988 جامع في تلك القرية على نفقته الخاصة ليبقى صدقة جارية له ولعائلته….
رحل عن الدنيا وترك من بعده ذرية صالحة يحملون شهاداتهم الجامعية فالدكتورة ساجدة الجبوري التدريسية في جامعة الموصل كلية العلوم السياسيه والست رنا الغرب طالبة دراسات عليا والاستاذ القانوني محمد خريج كلية القانون والسادة علي وحسين يعملون في القطاع الخاص….
نعم ايها الرجل الصالح لقد اديت الامانة بما يرضي الله وحافظت على مبادئك التي تربيت عليها… فالسلام عليك يوم ولدت ويوم حافظت على العهد ويوم تبعث حيا…….