18 ديسمبر، 2024 4:15 م

الاسباب الحقيقية وراء أحتلال العراق

الاسباب الحقيقية وراء أحتلال العراق

أسقطت واشنطن باحتلالها العراق الدولة العراقية محققة هدفها
الاول على خريطة الاحتلال الغاشم، والدليل هو حل الجيش العراقي وكافة المؤسسات الامنية، لان الدول تسقط عندما تسقط جيوشها، فكان اول قرارات الحكم المدني الامريكي بول برايمر هو حل وتفكيك الجيش الوطني العراقي الباسل ثم توالت عمليات الدمار والتخريب تباعا وفي مقدمتها فتح ابواب العراق والساحة الوطنية لتنظيم القاعدة الارهابي بعد ان وفروا له ملاذات امنة والسماح بانتشار السلاح غير الشرعي خارج سلطة الدولة بظهور مجاميع مسلحة متعددت الولاءات للقوى الفاعلة على الساحة الوطنية التي عملت على ملء الفراغ السياسي الذي حدث في البلاد بعد الاحتلال وسقوط النظام البائد. كل هذه القوى الاقليمية والدولية عملت على اعطاء غطاء سياسي لكل المجاميع المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة وقواتها المسلحة اي خارج سلطة الجيش الوطني واصبحت تعمل تحت امرة من يدفع ويمول بالمال و بالسلاح، والحقيقة لم يكن هدف احتلال واشنطن للعراق هو مظلومية العراقيين ومعاناتهم من دكتاتورية النظام البائد اومن اجل حقوق الانسان و اشاعة الديمقراطية وحمايتها كما يروجون بل كان الهدف من الاحتلال هو اسكات قوة وعنفوان العراق بحل جيشه واسقاط دولته لتبدأ صفحة التغيرات السياسية وكانت النتيجة ما يسمى بالربيع العربي المشؤوم الذي دمرت من خلاله جيوش العديد من الدول العربية في مقدمتها العراق، والشعار الامريكي لا دول وطنية بعد اليوم بعد تدمير جيوشها وقواتها المسلحة ونشر السلاح المنفلت خارج سلطة الدولة والمقترن باضعاف القوات المسلحة الوطنية مِلك الشعب المعنية والمسؤولة عن حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها وصون وحماية دستورها والدفاع عن الديمقراطية حفاظا على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها، ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد، و المعروف ان الدولة وحدها لها الحق في انشاء القوات المسلحة ويحظر على أي فرد أو هيئة أو جهة أو جماعة إنشاء تشكيلات أو فرق أو تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية”؟ لان جيش الوطن الرسمي هو عمود خيمته، وهو الحارس والمؤتمن على حدوده وعن ثرواته ومقدراته في البر والبحر، وعلى توفير حالة الطمأنينة والأمان للشعب، ومن هنا نلاحظ محاولة اعداء العراق وبطانتهم تحديد امكانيات الجيش العراقي وهناك من يريد افشال الدولة وعدم تمكينها من شراء الاسلحة الحديثة الفاعلة والمتطورة لتقوية الجيش الوطني لكن ما يحدث هو اشاعة صفقات الفساد في عمليات شراء الاسلحة المتطورة التي تقتنيها الدول ومنها المحيطة بالعراق، وما زالت محاولات ومخططات تدمير العراق وجيشه ومؤسساته الامنية مستمرة وبدون توقف وكذلك حال مؤسساته العلمية والتربوية والاقتصادية.
اعتقد ان اصحاب الاختصاص واصحاب النهج والمواقف الوطنية والمتتبعين لتسلسل الاحداث الامنية والسياسية في الاقليم يدركون الاسباب الحقيقية وراء كل هذه الفعاليات والافعال لاضعاف العراق والعديد من الدول العربية وتدمير جيوشها ومقوماتها من اجل التطبيع مع اسرائيل واهدافها العنصرية التوسعية، فتدمير الجيوش العربية واسقاط الانظمة المعادية للتوسع والتطبيع مع اسرائيل الهدف منه هو تحقيق وبناء الطوق الامني لاسرائيل، وما زالت واشنطن والعديد من الدول الغربية الداعمة لاسرائيل في بناء طوقها الامني على حساب تدمير جميع القدرات والقوى العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للدول والمقصود بذلك اضعاف القوى الجارة المحيطة بها وهي تتمكن من ذلك بلعبها على حبال الزمن ومراهنتها عليه، وما تفكيك وتدمير الجيش العراقي وقواه الامنية بعد الغزو الغاشم الا من هذا الباب والمنطلق المنهجي التدميري للامة العربية والاسلامية، وما السماح بتاسيس داعش الارهابي ودعم انشاء السلاح خارج سلطة الدولة الا لتحقيق هذا الهدف والكل يعرف كيف عملت داعش على استيعاب وجذب العديد من افراد الجيش العراق تحت شعارات وعبارات وافكار متعددة بعد تدمير وتفكيك الجيش العراقي، والهدف اضعاف وانهاء دولة المؤسسات العراقية القوية وتشريد جيشها وانهاء قدرات العراق العسكرية وضرب الخبرات المهنيه والعقائدية لهذا الجيش الذي اسس في اغنى الدولة العربية والاقليمية والذي عرف بمهارته الفنية والمهنية والقتالية العسكرية، ونحن نشهد ما يعانيه العراق بعد تفكيك وخراب جيشه الذي تمت اعادته على اسس تحاصصية طائفية عرقية مذهبية وهذاهو المطلوب
تدمير البلد الذي كان ينتظره مستقبل واعد وجديد بعد ازاحة النظام الدكتاتوري البائد تراه بين فتره واخرى يعود الى مربعه الاول لتنهش به انياب الاعداء والحاقدين الذين ينفذون اجندات اعداء العراق من حيث يدرون بعد ان بات العراق تنهشه الولاءات الداخلية والخارجية التي تحرك البعض منها الاطماع الاقليمية التي لا تريد ان يعود العراق الى بنيته العسكرية ودولته المدنية القوية باسسها وثوابتها وقواعد منطلقاتها المؤسساتية لذلك يحاول ان يلتف عليها اللئام الحاقدون على العراق وشعبه بحقد دفين بلا حدود لا يراد له ان ينتهي ونحن نشهد تامر المجتمع الغربي والاقليمي على العراق ولا يسمح بتسليحه كما هو مطلوب وعلى غرار الجيوش الوطنية القوية.. نعم هكذا عملت واشنطن واسرائيل وعملاؤهم في المنطقه وما زالوا على هذا النهج المتبع في اشاعة الفساد والفرقة والمحاصصات الطئفية المذهبية العنصرية الطائفية، وزرع مظلات ورؤوس الفساد بكل انواعه، بعد ان ادخلت المخدرات لتدمير وتخريب بنية المؤسسات الشبابية العراقية، كل هذه عوامل ووسائل تصب وتعمل على الاستمرار في اضعاف الجيش العراقي الباسل درع الوطن وخيمته، ليتمكنوا بعدها من مصادرت قراراتنا السياسية السيادية الوطنية، ولكي تدار شؤونه من خارج الحدود الوطنية، لذلك دفعوا داعش لاحتلال ثلث العراق وارادوا له ان يتمدد لكن استحضار الارادة الوطنية الشعبية في التمسك بالجيش العراقي ودعمه بمقاتلي الحشد الشعبي لتغيير اللعبة وافشال العديد من المخططات.
اليوم كل ما هو مطلوب من اسرائيل والغرب وبعض دول الجوار الاقليمي هو بقاء العراق يدور بازماته وبجراحاته ليبقى مأزوما يعيش دوامة من الازمات ليضعف ويسيح ويتبخر اكثر من عشرة اشهر مضت على الانتخابات ونحن بلا حكومة نتعثر بايامنا وشهورنا وسنواتنا العجاف وغير قادرين على اختيار رئيس للدولة والحكومة، والنزاعات تتواصل والسلاح المنفلت خارج سلطة الدولة يعمل على قدم وساق والدولة غائبة عنها قدراتها وامكانيتها في فرض سلطتها على البلاد والامن ومؤسسات الدولة كما يجب بعد ان نخرها الفساد وطوقها السلاح المنفلت وغير الشرعي.. من كان يتصور ان العراق يصل الى كل هذه الفوضى والاوضاع الامنية لولا تفكيك وحل جيشه من قبل واشنطن وبتخطيط مسبق اعد له قبل غزو العراق واحتلاله، وما زالوا يعملون اليوم لدق الاسفين بين الشعب العراقي وجيشه الباسل وقواه الوطنية الساندة من الحشد الشعبي والعراقيين وهم على يقين وقناعة وايمان بأن الجيش هو الشعب وبالعكس، لان ابناء القوات المسلحة وحشده الشعبي هم ابناء الشعب العراقي والوطن العزيز العراق.