23 ديسمبر، 2024 1:58 م

الاساس لحل المشکلة الايرانية جذريا

الاساس لحل المشکلة الايرانية جذريا

هل إن النظام الايراني قوي ومنيع کما يدعي قادة النظام؟ هل هو يمتلك کل أسباب القوة التي تجعل منه بحق ندا للولايات المتحدة الامريکية بحيث يهدد وزير الخارجية الايراني بأن أي رد عسکري ضد نظامه على خلفية الهجمات الاخيرة ضد السعودية سيفضي الى حرب شاملة؟ لابد لنا أن نقر بأن النظام الايراني يمتلك قوة عسکرية وتسليحية غير عادية ولکن مقارنة مع دول المنطقة وبلدان العالم الثالث وليس مع القوى الکبرى وخصوصا أمريکا، ثم إن إيران التي تمتلك قوة عسکرية وتسليحية کبيرة لکنها لاتمتلك إقتصادا قويا بل ولا حتى متماسکا بل وحتى آيل للإنهيار، فهو يکاد أن يعتمد على تصدير البترول، وإن منع النظام من تصدير النفط طبقا للعقوبات الامريکية وماجرى للأوضاع المعيشية والاقتصادية داخل إيران کي نستشهد به کدليل حي وعملي على مانرمي إليه، ثم إننا لو قارننا القدرات العسکرية والتسليحية لإيران مع أمريکا، فإننا سنجد الفرق شاسعا من نواح کثيرة جدا، على سبيل المثال لا الحصر أمريکا تقوم بصناعة وإنتاج کافة الاسلحة التي تمتلکها أما إيران فإنها ليست کذلك أبدا، ولو قارنا بين الاقتصادين، فإن الفرق شاسع وهو کبعد السماء عن الارض.
إيران بعد قرابة 4 عقود من عمر نظامها الحالي، صارت تمتلك جيشا جرارا من الفقراء والجياع بإعتراف المسٶولين الايرانيين أنفسهم، وإن مشاهد من قبيل مهاجمة الجياع لشاحنات تنقل مواد غذائية نافذة الصلاحية وتستولي عليها، أو السکن في المقابر أو المبيت في بيوت من الورق المقوى أو بيع أعضاء الجسد بل وحتى بيع الاطفال الرضع والبنات القاصرات، وغيره من الاخبار المأساوية المفجعة، تعطي للمتابع ثمة إنطباع واضح عن إيران کما هي من دون رتوش.
الحديث عن الکابوس الذي صار يشکله النظام الايراني أو بالاحرى النظام السياسي ـ الفکري في إيران للمنطقة، کان ولايزال من إعتماده على الورقة الطائفية واللعب بها لصالح أهدافه ومراميه بل وحتى لخدمة مشروعه الخاص، ولاريب کان بإمکان دول المنطقة”لو أرادت” أن تلعب نفس الورقة مع هذا النظام خصوصا وإن هناك مکون سني کبير في إيران يتوزع بين البلوتش والاکراد والترکمان وغيرهم، وهم محرومون من کثير من الامتيازات وطبقا لما يقوله المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإنهم محرومون من الکثير من الامور ويخضعون لإضطهادين، لکن المشکلة إن دول المنطقة لاتعرف أو بالاحرى لاتريد المتاجرة والمزايدة بالقيم الدينية والطائفية، إذ تحترمها وتقدرها وتعتبرها أسمى من أن يتم إستغلالها لهکذا مأرب، بيد إننا يجب أن نشير الى إن الشعب الايراني برمته بما فيه هذه الاعراق تغلي سخطا ضد النظام وإن أية لحظا مناسبة تکون أشبه بالشرارة التي تشعل النار في الاوراق الصفراء المتيبسة، وقد جاءت إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، لتؤکد هذه الحقيقة عندما إنتفضت 160، مدينة إيرانية خلال تلك الانتفاضة وطالبت بإسقاط النظام من خلال شعارها الرئيسي”الموت للديکتاتور”، أي المرشد الاعلى للنظام و الذي کما هو معروف فإن النظام کله يختصر فيه، وإن على شعوب المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام أن يراهنوا على قضية دعم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية قبل أي شئ آخر فهي الاساس لحل المشکلة الايرانية جذريا.