” فقدان المصداقية” مرض عضال ، وخرق كبير لكل الموازين …
ان الصدمة لكبيرة ، لا على الفرد وحده ، بل على المجتمع بأسره ..!!
لقد تَمّ توزيع سندات التمليك لقطع الأراضي من قبل الحكومة الاتحادية على الفقراء في أكثر من محافظة عراقية .
وهذه خطوة مباركة وان جاءت متأخرة ..!!
ان تزامنها مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العامة ، يجعلها مثار جدل ونقاش ، ويدفع بالبعض الى اعتبارها ” دعاية انتخابية ” لصالح الجهة التي وزعت الأراضي ..!!
ان هذه المسألة ترتبط بالنوايا ، والسرائر ، ولا يعلم بذلك الاّ الله، الذي لا يغيب عنه شيء ..
وقد أثار استغرابنا الشديد ، تصريح بعض أعضاء مجلس المحافظة في كربلاء حين قال :
ان هذه الأراضي الممنوحة للفقراء ليس لها وجود في الواقع ..!!
ومبعث الحيرة هنا :
أننا لاندري كيف نفسّر هذا الأمر ؟!
ما معنى منح الفقراء سندات الملكية لأراضٍ ليس لها واقع ؟
ومن الذي خَدَعَ الحكومة ؟
ولماذا ؟
وهل كانت الحكومة على علم بذلك ، قبل ان توزع سندات التمليك ؟
وكيف يتم اقناع المواطنين الذي حصلوا على سندات التمليك ان السندات المعطاة لهم صُورية لا وجود لها ؟
وهل بلغت اللامبالاة بأحاسيس المواطنين ومشاعرهم الى هذه الدرجة ؟!
انها أمواج من ” فوضى ” تحتاج فترعُب ، وتستمر فتُتعب ..!!
انه خلل إداري فظيع ، يكشفُ عن اضطراب عميق في البُنية الادارية للعديد من الأجهزة والمؤسسات الرسمية ، ويُنذر بالكوارث والمصاعب ..!!
انّ ما تَمَّ التصريح به ، يتقاطع كلياً مع ما أقدمت عليه الحكومة الاتحادية ، وهو يسلب الثقة والهيبة ، ويثير مواجع المواطنين العراقيين جميعاً ولا يقتصر الأمر على أصحاب السندات الصورية ….
إنّ مَثلَ هذه العمليّة الغريبة مَثَلُ من يكتب (الصكوك) دون ان يكون له رصيد حقيقيّ في الحساب ….
لابُدَّ اذن من تشكيل لجنة تحقيق خاصة لتقف على كل دقائق هذه المسألة المخجلة ، ومعاقبة كل المتلاعبين، والاعتذار ممن قُدمت لهم سندات التمليك الصورية ، مصحوباً بتقديم سندات تمليك حقيقية …..
ولا مناص من المبادرة السريعة الى التدارك والتصحيح .
[email protected]