لم تمر على البشرية جائحة كما هي الان في ظل فايروس كارونا ، فقد مرت أزمات مثل مرض الطاعون وكذلك الكوليرا والحصبة والجدري والتدرن الرئوي (السل الرئوي )نقام العلماء ، فقدت الإنسانية الكثير من أبنائها ، ولم تكن هناك الإمكانيات التشخصية والعلاجية ، الا بعد ان انكب العلماء و الأطباء والمخبريين في دراسة هذه الامراض لإيجاد العلاج واللقاح وفعلا جرى اكتشاف مصل وقائي للسل وكذلك شلل الأطفال واللقاح الثلاثي وبهذا انتصر العلم في هذا المجال الطبي ، ومع التقدم العلمي وتطور أجهزة التشخيص المبكر للمرض وكذلك تطور علم الصيدلة و الأدوية مما اعطى الامل للإنسان ان يكون متوسط العمر فوق السبعين ، والكل اشترك في السباق من اجل النجاح في هذه الاكتشافات .
اليوم والبشرية تعاني هذا الفايروس الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية انها جائحة عمت العالم والان ان عدد الإصابات بتصاعد تنقل تباعا من قبل خلايا الازمة الصحية المشكلة في كل بلد من العالم والذي يعاني منها ،وهناك إجراءات اتخذت على مستوى الوقاية من الوباء ومنها الحرص على عدم انتشاره بين السكان ،ومنها غلق الحدود مع الدول المصابة ، حظر التجوال في المدن والشوارع ، والتزام الحجر الصحي وذلك بملازمة أماكن السكن والعمل عن بعد من خلال أجهزة الكومبيوتر ، وعدم الخروج من المنازل الى في حالة التسوق او الذهاب الى المستشفيات او الصيدليات ،وفعلا وبوعي لدى الكثير من سكنة المعمورة جرى التزام بالتعليمات والتي تصب لمصلحة المواطن .
ولكن للأسف نجد ان رئيس يعد لأكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية لا يبالي بما يحدث ، عندما ظهرت الحالات في إقليم الصيني ، كان ناقوس الخطر يدق ليعلن ان هذا الخطر قادم فالرئيس الأمريكي لم يأخذ المسألة بمحمل الجد ، حتى انه يسخر ويقول وبتهكم انه (الفايروس الصيني ) ولم يهيئ حكومته وشعبه وخاصة المستشفيات والأجهزة الطبية و منها سيارات الإسعاف الخاصة لنقل المرضى بعد التأكد من الاعراض الدالة ، وصرف مبالغ من المال لشراء أجهزة طبية وانشاء مستشفيات ميدانية والاستفادة من تجارب الأطباء في الصين الشعبية في عملية تطويق انتشار الفايروس ، وانتشر الفايروس في بلدان أوربا الغربية مثل إيطاليا واسبانيا وألمانيا وبلجيكا وهولاندا وفرنسا ودول حلف شمال الأطلسي وطلبت هذه الدول المساعدة ولكن لم تجد الاذن الصاغية من قبل الحلفاء .
وعندما وجدت الحكومة الاشتراكية في كوبا تطوع الأطباء الكوبين للذهاب الى إيطاليا والمشاركة مع زملائهم الأطباء وهذا يدل على ان الكوبين لازالوا ملتزمين بوصايا قائدهم وباني كوبا الاشتراكية عندما كان يقول اننا لا ننتج أسلحة دمار شامل للبشرية ولا أسلحة بايلوجية قاتلة ، وانما نعد الأطباء من اجل انقاذ البشرية ، هكذا هي الاشتراكية تعمل من اجل الانسان صحته ومن ثم انتاجيته .وهكذا هبت الصين الشعبية لنقل تجربتها في محاربة الفايروس الى الدول التي ب أمس الحاجة الى المساعدة مقدمة الكوادر الطبية والأجهزة اللازمة والمساعدة في بناء المستشفيات ، ولا ننسى اقدام روسيا في طرح المساعدة على الحكومة الامريكية للتقليل من الخسارة ، ولكن الرئيس الأمريكي مشغول ب كيفية التخلص من قادة بلدان مثل فنزولا تحت حجج واهية ، وقضية ان يبدأ العمل في الشركات الامريكية من اجل الربح غير ابه بصحة الانسان وبمواجهة خطر الفايروس القاتل ، والمهم لديه المزيد من المال والمزيد من الصناعات العسكرية للقتل وتأجيج الحروب ، وهو العارف الان ان بعض الدولة التي تعمل وفق الاقتصاد ريعي يعتمد على بيع النفط كما هو العراق واصبح الان سعر البرميل الواحد ثلاثة عشر دولار بعد ان كان اكثر من 50 دولار ، وهذه ضربة اقتصادية تشل الدخل الوطني للبلد وتشل امكانيته في مقاومة المرض وذلك بشراء الأجهزة الطبية وتشيد المستشفيات لاستيعاب المرضى وتوفير الطعام الازم لمقاومة اجسام الناس ولتعزيز مقاومة الجهاز المناعي لدى الكثير من المتقدمين في السن . ان النظام الملائم للشعوب ليس هو النظام الرأسمالي بل هو النظام الاشتراكي وكما قال كارل ماركس : الانسان هو أثمن رأسمال .