23 ديسمبر، 2024 8:34 م

الازمات السياسية مسؤولية من وكيف تحل ؟

الازمات السياسية مسؤولية من وكيف تحل ؟

كثر الكلام وعلى طول الوقت عن ازمات سياسية متعددة يمر بها البلد ويعاني منها ووضعت وطرحت حلول كثيرة متنوعة لها ولكن على الورق فقط ولم يؤخذ بها والسبب كل مقتنع بوجهة نظره وباهدافه ولامجال للتخلي عن اي شيء وحله ,وبالطبع ان وراء كل هذه من بيده تحريك الادوار والممثلين على الساحة والمشهد السياسي الغريب والكل يعرف ذلك ,ومع هذا فان فاتورة الاتعاب يدفعها الشعب الصابر المسكين من دمه وعرقه ومستقبله العاثر ,وايضا الكل يدعي وصلا بليلاه .
ان لكل شيء وحل وما من مشكلة او خلاف الا وله بداية واساس ,ولم عدنا وبصراحة الى اساس مشاكل العراق فهو واضح وضوح الشمس وبنقطتين فقط لاتحتاجان الى الذكاء والدراسة الاكاديمية وقد سبق لنا ان اشبعناهما شرحا وقراءة واصبحت القناعة بهما كالقناعة بان الاكل والشرب هما اساسيات حياة الكائنات الحية في الوجود ,اعود الى النقطتين الاولى هي عدم وجود قناعة بين مكونات الشعب الواحد بالاخر فكل يرى ان له الحق في قيادة البلد ولايصل الجميع الى حل وسط وهذا مما تسبب في تاخير العراق من ان يصبح دولة مؤسساتية تؤمن بالكفاءة والمهنية للتقدم والبناء ,واضاف ايضا بعدا نفسيا لدى كل الاجيال الحالية والمستقبلية من خلال غرس هذا الشعور مع التربية البيتية لكل اطفالنا ومع الاسف وايضا ادى الى ظهور قراصنة فكرية يعملون على تغذية هذا الشعور ليستفيدوا من الصراع والتناحر لمصالحهم الخاص وتكوين امبراطوريتهم في المنطقة ولو بعد حين ,ان فقدان الشعور بالاحترام والثقة بين مكونات العراق حتما سيتضرر منه المواطن عامة تذا فان اي معالجة غير ممكنة مع تزايد الدفق الفكري الممنهج والذي يدعوا تهميش البعض واقصاءه وباي شكل كان .
النقطة الثانية وهي لاتقل اهمية عن الاولى وهي الارتباط بالغير من دول الجوار والمخططات الاقليمية الداعية الى عودة التاريخ الى الوراء وان تصبح المنطقة من محميات القرون الوسطى وهذا به شيء من الغرابة وبحاجة الى التوضيح المبسط .
ان التقدم الحاصل في العالم اليوم ووصوله الى مراحل غاية في النمو والروعة من حيث تطور وسائل الحياة بشكل ملفت للنظر فهذه المواصلات والصناعة والتكنولوجيا وكل مناحي الحياة اصبحت عنوان تقدم الانسان ورقيه,وبما ان المنطقة وهي اقوى منتج اقتصادي في العالم فيجب ان تبقى خارج معرفة قدراتها وامكاناتها وان لاتدار بايدي وافكار محلية اي يجب ان تبقى السيطرة عليها بيد من يريد ان يستفيد من المنطقة وهو معروف ,لذلك يجب ابقاء الفتن والحروب والمشاكل والمعاناة داخل اطار هذه المنطقة وهلها ونقل فوائد وادوات التطور والعيش الرغيد الى مناطق الدعاة الى ذلك وترك المنطقة في جهل وفقر مدقع وغباء حياتي حتى لاتنهض وتحصل على حقوقها والعريب ان الكل يعرف ذلك ويعمل على انجاحه في تخريب بلده وذاته والسبب هو تنمية الشعور لدى هؤلاء الجهلة بانهم القادة وانهم العظماء وانهم كل شيء والباقي يجب ان يكونوا اداة بيدكم لتحقيق ماتريدون وهذا الكلام مع الجميع وليس مع جهة دون اخرى .
نحن نرى اليوم نتائج هذه الاعمال والى اين اوصلتنا وفي اي محرقة وضعتنا وتحت اي ترتيب مركزنا ومع ذلك لانتحرك لتغيير هذه المنظومة الخطيرة الفتاكة والتي يراد لها التدمير ..التدمير ..التدمير ,الى اي مدى وصل استهتارنا بانفسنا وغمطنا لحقنا ,ااصبحنا عبيدي ذاتنا الجاهلة المريضة ام اننا متنا سريريا كما يقول الطب ,اذا اردنا الحلول والتحرر من مشاكلنا علينا العودة قبل اي امر الى الله تعالى ونرى اوامره في ان يكون الانسان الهدف والغاية من كل قوانين السماء ,ثم نعمل جادين لمعرفة كل شيء واسباب تدهور حالنا فنعمل على ازالة الادران والامراض التي زرعها قسم من مفكرينا بحجة الانتماء الى الدين وتشويه صورة الدين بشكل مقرف,ثم ناتي بكل حل ونضعه في محله فمثلا ندعوا الى وحدة هدف حقيقية مع صدق نوايا الدعوة وان لايكون هناك فرق بين عراقي واخر الا على اساس المواطنة فقط لاغير وان نسلم امرنا لمن نحس به هذا الاحساس وان نبعد النوايا الصفراء في ما بيننا ونجعل المحبة عنوان اخوتنا ,وهذا الامر ليس سهلا ابدا لانه يحتاج منا العمل الجاد وتثقيف الناس وبشكل مستمر على هذا …
ان ابتلاء العراق بهذه الامراض هو استحقاق نستحقه لانا لم نقف لنعرف اين نحن من العالم بل كنا دائما تابعين لمن يتكلم نيابة عنا ولو بصورة غير صحيحة ومن يقول ان لدينا مفكرين عمالقة قرؤا التاريخ وعرفوه فهو واهم لانهم لو لوجد مثل هؤلاء لاستطاعوا التاثير على اصحاب القرار ولعادوا بالعراق الى مكانه الطبيعي ,نعم هناك استثناءات ولو بسيطة ولكنها لم تمثل الحجم الحقيقي للذي يريد التغيير والعمل على الاصلاح .
من هنا ادعوا الجميع مخلصا الى النظر وبدقة لماكتب هنا والتفكير بجدية بمصلحة العراق واهله قبل الجزء والطائفة والدين والمذهب والحزب والفئة ,لاننا ايها الاخوة سنقف مسائلين امام الباري عز وجل عن دورنا وماعملناه وكيف اضعنا بلدا وناسا بخلافاتنا وبتعصبنا وكره بعضنا البعض .