18 ديسمبر، 2024 6:41 م

الازدواجية في المواقف الامريكية

الازدواجية في المواقف الامريكية

امريكا دولة عظمى تتصرف وفق رؤية سياسة مرسومة بدقة تسعى من خلالها الى حماية مصالحها في العالم ولذلك فهي لاتتصرف بعواطف او اجتهادات شخصية او ارتجالية تجاه مايجري في المنطقة .
فقد إلتزمت الصمت ازاء تظاهرات الشعوب في البحرين والسعودية واليمن بل وقفت مع انظمة تلك الدول بكل قوة ولكنها في الوقت نفسه ساندت التظاهرات في سوريا واليوم تدعم بقوة التظاهرات التي تجري في ايران .
هذه الازدواجية تدل على ان امريكا ليست حريصة على حقوق الانسان وحرية الشعوب وانما حريصة على مصالحها في المنطقة فتقدم الدعم الى الانظمة والحكومات المطيعة لها والتي تتبنى الرؤية الامريكية ومصالحها وتدخل ضمن المحور الامريكي الصهيوني وفي المقابل فانها تحاول الضغط بقوة على الدول التي تقف بوجه المخطط الامريكي في المنطقة وتستخدم كافة الوسائل لفتح جبهات داخلية فيها كما وتشجع حالة الفوضى السياسية والتصادم الاجتماعي لاضعاف الانظمة المعارضة للسياسة الامريكية ومن هنا تجدها الان تدعم المتظاهرين الايرانيين لاضعاف الموقف الايراني واستخدام هذا الملف كورقة ضغط لترتيب بعض الامور المتعلقة بالملفات الشائكة في ساحة الصراع على النفوذ الذي يدفع ثمنها شعوب المنطقة .
لسنا ضد حرية الاخرين ومطالبهم المشروعة ، فالتظاهر السلمي المطالب بالحقوق او المعترض على سياسات الانظمة حق مشروع لكل الشعوب ولكن عندما تضع امريكا يدها وتسعى لتحويل التظاهر الى ورقة سياسية دولية حينها نشعر بالخوف على الشعب الايراني من ان ينجرف الى آتون فوضى ربما ستكلفه الكثير ويفقد حينها الامن والاستقرار والتماسك الداخلي وتكون آثاره قاسية على المدى البعيد .