23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

الازدحام يحوّل بغداد إلى سجن والضجر واضح على اهلها

الازدحام يحوّل بغداد إلى سجن والضجر واضح على اهلها

تغص العاصمة بغداد  يومياً بكم هائل من الإجراءات والتشديدات التي تؤدي إلى زحام شديد لايمكن وصفه بكلمات قليلة، فوضى مرورية وزحام يملأ الشوارع في بغداد بات من المشاكل والهم الذي يرافق  المواطن البغدادي يومياً حيث يعاني الأمرين من اجل الوصول إلى مكان عمله او الطالب الى المدرسة  وكذا الكليات بالنسبة للاساتذة، حتى اخذ المواطن يتذمر ويسخط على الجهات المسؤولة عن هذا الازدحام وخاصة اذا كان هناك انفجارات او اجتماع سياسي مع وجود المفارز والسيطرات التي اسهمت إلى حد كبير في تفاقم المشكلة وقد تطرقت  بعض من الصحف والقنوات الفضائية هذه المعضلة المرورية التي تفاقمت هذه الايام وبشدة. في هذا التحقيق نسلط الضوء على الكثير من الجوانب التي أسهمت إلى حد كبير في ازدياد وظهور تلك الأزمة ولكن بدون جدوى برغم ان حل المشكلة قد يحتاج إلى معجزة او يجب ان نحتاج إلى إرادة حقيقية تشترك فيها جميع الجهات ذات العلاقة بالموضوع والهيئات المسؤولة .
كنا في وسط الزحام وقمت بجولة بين الناس وراجعت المتخصصين لنصل بهذا التحقيق ونضعه امام الرأي العام . 
(الموظف)  فراس معاذ  يقول : نحن وفي كل يوم نخرج من الصباح الباكر قبل شروق الشمس فنرى ازدحام ليس له نظير ويزداد مع اقتراب موعد الدوام حتى تحول من بحث عن لقمة العيش الى نقمة علينا، لان الخطط الأمنية جاءت لحماية الناس فاصبحت معضلة عليهم، حتى وصل حال الشعب من المعانات بحيث لا احد يفكر بأدنى حل، حتى العطلة التي أعطيت للموظفين والمدارس والكليات الاسبوعية يكون الازدحام اكبر من الايام العادية وهذه تؤثر على حساب الكسبة الذين يعيشون على قوتهم اليومي، فقد حرموا من ادنى حق لهم ، باستهلاك  الوقود وتصليح سيارتهم وتاخيرهم بحيث لايعلمون مثل كل الايام العادية التي كانو يعملون فيها، وطبعاً هذا سيؤثر سلبا على تطور البلد فنحن اليوم قد تخلفنا إلى الوراء  اكثر من خمسين عاماً، فلا يمكن إن نزيد الآمر تفاقما وكل هذا من اجل ماذا لا احد يعلم، ولا يختلف اثنان ان التفجيرات لم تتنتهي ولازالت كما ان الجريمة باشكال مختلفة تقع في اجزاء كبيرة من العاصمة ونادراً ما نسمع ان تم القاء القبض على مجرمين، فماذا سوف يجني المواطن في ظل كل هذة الازمات التي سوف تعطل النهوض بالبلاد وتجعل المواطن يكره وجودة في بلده والارهاب يسكون له يد مستغلاً الاوضاع، ولايمكن إن يحصل المواطن على شيء جديد.
 (الصحفي) ابراهيم نبيل  يقول : ازدحام السيارات، والتأخير عن الوصول إلى العمل بوقت لا يقل عن ساعتين آو ثلاث هي الحالة العادية والماشية بالبلد كل يوم ولهذا نرى الناس كلهم يتحدثون ويتململون صباحاً داخل سياراتهم  ويظر الضجر واضح والغضب على محياهم حتى ان لو احد تجاوز او حدثت مشاحنه ترى المواطن كانه قنبله بارود  مشتعله، الحديث عن الازدحام ذو شجون منهم من يعزوه الى تأخير السيطرات العسكرية للمرور، ومنهم من يعزوه الى كثرة السيارات المنطلقة صباحا التي تم استيرادها بعشوائية متناهية وغير معقولة، فضلا على المناسبات والتفجيرات والعبوات، كلها تعطل او توقف السير وخاصه الصباحي، و لطالما جعلتنا نقطع الطرق والجسور مشيا على الإقدام.
 والتساؤل المشروع هل يبقى الحال على ماهو عليه؟! والى متى يبقى حديث الازدحام قائما كل يوم وكل ساعة خاصة في الصباح؟!.
 لو تابع كل واحد منا  تجارب وحلول بعض الدول التي شهدت شوارعها اختناقات مرورية وزحمة شديدة في حركة المرور والنقل كما تشهده اليوم شوارعنا، لوجدنا أنها استطاعت التغلب عليها من خلال السيطرة على عملية الاستيراد أو إيجاد قوانين للترحيل وتلك حالة طبيعية يسعى إليها جميع الدول لعدم تجاوز حدود طاقة الشوارع الاستيعابية، وعدم ترك الأمور سائبة وشائكة، كما هو الحال في بغداد خاصة تم استيراد من تجار همهم الوحيد جني الارباح الطائلة، وسيارات مستوردة من دول ربما يكون العراق هو الوحيد المستورد لها بل ولم نسمع بمثل هذه الماركات من قبل حتى وصل الحال بنا إلى ادخال سيارات مصنوعة ما قبل الإلفين، وهي مستهلكة تصل إلينا تحت باب ثاني، لتضاف إلى آلاف المركبات الهرمة والعليلة عندنا، وأخرى نطلق عليها خطأ حديثة عن طريق الشركات الخاصة التي فاق عددها حدود المألوف وهي تستورد أنواعا لا تتوفر في معظمها شروط المتانة والأمان، أما الشركة العامة لتجارة السيارات فلها حصة الأسد من هذا الاستيراد المفتوح وغير المنضبط والعشوائي، وبدون أي تخطيط أو تنسيق مع دوائر المرور، كما هو الحال في البلدان التي عملت على تفعيل دور قطاع النقل العام، وشقت الأنفاق وشيدت الجسور لتسير عليها قطارات النقل المعلقة وخطوط المترو وحافلات النقل العامة في الشوارع، بحيث أصبح باستطاعة المواطن هناك عدم استخدام سيارته الخاصة والاستعانة بهذه الخطوط للوصول إلى الأماكن التي يشاء بلا معاناة، فلو كانت لدينا خطوط نقل منتظمة ومتاحة لاستغنى أكثر من نصف مالكي المركبات الخاصة عنها ورحموا أنفسهم ورحمونا، كل هذا في بغداد اليوم وغدا، وجاءت المصائب ليكتمل الهم ولا شيء سوى ألم فوق ألم ووجع فوق وجع فوق كاهل بغداد الحبيبة فلله درك يا بغداد يا صاحبة الصدر الرؤم.(المحامي) زياد حمد يقول : اليوم نرى فوضى مرورية وازدحامات كبيرة وانقطاع طرق وسلسلة تفجيرات وهجمات عجيبة برغم التشديد الأمني الذي ليس له مثيل فماذا نفسر هذا الا يدل فشل الخطط الأمنية التي تغير كل مرة، وكأنها ضد الناس والتي من المفترض ان تكون وضعت من اجل الوطن فنحن وان كنا نريد ان نصل بسلام الى اعمالنا كما نريد الخير يعم العراق واهله، ولكن هل يمكن ان يكون على حساب الناس؟. واليوم الدمار في كل ارجاء بغداد التي علمت الناس الكتابة وهي التي شرعت القوانين للعالم فهل يمكن إن تواجه هذا المصير فاهلهنا يستقبلون يومهم على طبق من دم الأبرياء المساكين، فقد اعتاد اهل بغداد في كل يوم على استقبال صباحاتهم بجملة من الأزمات والاختناقات المرورية والازدحامات التي تبدآ قبل توجه المواطن إلى العمل، حتى صار البغداديون يخرجون قبل الفجر لكي يسابقوا الزمن قبل الازدحام الذي لا يمكن آن يطاق.

نرى الكثير من الشوارع تقف فيها السيارات بشكل طويل حتى تشكو الشوارع من كثرتها فاذا أردت ان تنتقل من منطقة إلى أخرى فما عليك إلا إن تقضي أكثر من ثلاث ساعات لتصل إلى المكان الذي تروم الوصول إليه، ولا نعلم ماهو الحل الذي يمكن إن يتحقق للناس المساكين، الذين يعانون وما زالوا فمن ينظر الى حالهم فلو كان معهم مريض فلن يستطيع الوصول  الى المستشفى بل انه يموت قبل الوصول إليها ولا يحصلون على شيء. فهل هناك صيغة حل والى متى نبقى هكذا؟!, فقطوعات احترازية للطرق مفاجأة جعلتنا نتمنى إن يمشي احد المسؤولين معنا ونحن نعبر كل هذه المسافات امام مشهد كهذا مملوء بشوارع  تغص بالسيارات وهي متوقفة تنتظر دورها لتمر، فاي قانون واي دستور يجعل ابناء بلدنا يكون فيها مثل هذا البلاء، واين حقوق الانسان التي ينادى بها ؟.

(الدكتورة ) مريم مصطفى  تقول : نحن نضع اللوم الأكبر على الحكومة لعدم توفيرها أقل الخدمات لنا ولقد مضت سنوات ونحن لم نذق طعم الأمان فمَنْ المسؤول عن ذلك لا احد يستطيع الإجابة ففي كل يوم تزداد الاختناقات المرورية القاتلة في العاصمة الحبيبة القوات الأمنية المنتشرة بالاضافة الى الحواجز الكونكريتيه  والسيطرات في مداخل الشوارع والغلق المستمر للطرقات حيث بلغ عدد الشوارع  الرئيسية المقطوعة أكثر من سبعة وسبعين وتحول الاختناق المروري إلى وضع كارثي وتوقف السير تماما وجاءت التفجيرات لتثبت إن كل هذه الخطط ضاعت وفشلت امام هكذا عمل جبان يستهدف الأبرياء المساكين العاملين من اجل هذا الوطن الذي يخرجون صباحا للحصول على لقمة عيش لايمكن إن نقف امامهم إلا بإجلال وتوقير إمام ضحايا مساكين يسقطوا بمثل هذه الايام الدموي، إن ساعات الذروة مع بدء الدوام  وكذلك عند عودتهم يوميا في كل العالم إلا في بغداد حيث الذروة تشهد ساعات متواصلة وغير محدودة الأوقات، إضافة إلى عملية التأخير والتضيق والتفتيش في النقاط المنتشرة في اغلب طرقات وشوارع العاصمة بغداد.(رائد المرور) غسان الدغستاني  يقول : مازال عملنا مستمر على مدار اليوم ولم نعرف الراحة خلال الأسبوع كله،بسبب الزخم الكبير من السيارت، ولكن الازدحامات كانت سيدة الموقف وهكذا يقع على كاهلنا التخفيف منه ونحن وجدنا من اجلهم، ونحن نعمل لكل العراقين من اجل الوصول بخير الى المكان الذي يروم المواطن الوصول إليه ولهذا نحن نقوم بعمل مهم وكبير ونلتزم بكل ما يسهم في راحة المواطن والتخفيف عنه ولا نريد ان نكون سببا للتأخير آو عرقلة السير، وقد تتحمل بعض نقاط الحرس والجهات الأمنية مسؤولية ذلك.
ويقول ( النقيب ) اسماعيل محمود : نحن ملتزمون بالتعليمات القانونية من اجل الحفاظ على الأمن وقد نضيق بعض الشيء على المواطن ولكن يجب إن يعلم الجميع نحن منهم وهم أهلنا ويجب إن يتحملونا واليوم يجب إن نعطي الفترة المقبلة اولوية خاصة لأنها فتره حساسة ويجب إن نكون على قدر الامانه ونبيض وجوهنا امام شعبنا اولا والحكومة ثانيا، وجاءت توجيهات الحكومة مع تخفيف كل زحام وأعطت ايعاز برفع بعض السيطرات كما اوصت بفتح بعض الشوارع الرئيسية في بغداد لكي يستطيع المواطن إن يتحرك بحرية ولا يكون ملتزما اتجاه دائرته آو المؤسسة التي يعمل بها وهذا يساعد الناس ولو بشكل بسيط لحين إن تنقضي المشكلة  ويحل السلام لبغداد الحبيبة من جديد ويكون الجميع مطمئنين في  خروجهم من بيوتهم ولا يكون إزعاج في تنقلهم من مكان لاخر. 
هكذا كانت رحلة الازدحامات التي لانهاية لها مع نخبة من المواطنين والمتخصصين والأساتذة  ومن المؤكد ان الحلول بيد الحكومة التي تتحمل الجزء الأكبر في عرقله السير  والطرقات التي أغلقت ولا يمكن إن تكون حلولا  إلا بخطط صحيحة وبرامج تضع حلا مثاليا لمثل هذه المشاكل وليست مجرد كلام  او  افكار ترقيعية  لا تجدي نفعاً ولانريد ان يكون كلامنا كهواء في شبك.