دأبت وكعادتها الحكومات العراقية المتعاقبة ومنذ سقوط الصنم على مفاجئة العراقيين بأجراءات او قرارات تمعن في تحدي مشاعر الشعب وأرواح الشهداء الذين سقطوا وهم يقتلون غدرا اما بافعال الارهابيين او عبر المواجهات المباشرة معهم ، فرجالات الحكومة وقادة الكتل قد ازاحوا نقطة الحياء في جباههم ينفذون الاوامر وان تقاطعت مع مصالح العراقيين لا لشيء سوى تحقيق احلام مريضة في التمتع بالسلطة والمال بعد ان تسيدوا في غفلة من الزمن على اغنى بلد في العالم ، واوهموا انفسهم بان هذا الذي يسلكونه هو ثمن كفاحهم في اسقاط نظام صدام ، وما دروا انهم يكذبون على انفسهم فلولا جيوش الاحتلال ، لما وطأت قدم احدا منهم ارض الوطن ، لانهم وفي المنافي كانوا يخافون بطش النظام وظل هذا الخوف يلازمهم حتى بعد اعدام الطاغية وربما يتلبسهم هذا الخوف الى يومنا هذا ،
ومن هذه القرارات الجديدة اعادة تدوير بعض النفايات التي اوغلت في دماء العراقيين واذكت نار الطائفية وما خلفته من مئات الالاف من الضحايا واليتامى والثكالى في البلد ناهيك عن الحقد والغل الذي شاع بين العراقيين بعضهم لبعض ويصعب تجاوزه في زمن قصير دون ثمن باهض من حياة هذا الشعب ، حيث تصدرت اخبار المحطات الفضائية قرب تبرئة القضاء العراقي (النزيه) لاربعة من اعمدة الاقتتال الطائفي المقيت الذي لم يسلم منه لا الشيعي البسيط ولا السني البسيط ، وكانوا هم المستفيدين فقط
وسؤالنا الم يكن هذا القضاء هو من اكد وطيلة السنوات ىالماضية بانه اصدر احكامه وفقا للادلة الصريحة والقاطعه التي بحوزته على ادانة هؤلاء واصدار القرارات القضائية القاطعه بحقهم ، فما بدا مما حدا ، هل القضاء كان في غيبوبة وصحى الان وادرك ان ما كان بالامس دليلا صار اليوم خبرا مفبرك وغير صحيح ، ثم ان كانت هنالك بعض الفبركة فبالتاكيد انها قد تشمل شخصا او بالكثير شخصين ، ولا يمكن ان تكون الصدفة قد جمعت هؤلاء مرة واحدة ، اليس من الحكمة ان يجعلوا الامر على وجبات وفي كل مرة عذر ويتم اطلاق الواحد تلو الاخر لكي ينطلي عمل مطابخ السياسيين خدمة للاجنبي ،
ثم ان حالة كهذه تعني ان هنالك قرارات قد صدرت من هذا القضاء الذي يستطيع الانقلاب بمائة وثمانين درجة بحق اخرين وتحمل نفس السمة بالامكان التراجع عنها ، ام ان الامر يخضع للمزاجيات السياسية التي تلقي بضلالها على القضاء وتسلب استقلاليته ،
وتتوالى الاسئلة وهي محقة وبحاجة الى اجابة ، ما الذي يجعل هؤلاء الاربعه اكثر اصرارا للالتحاق بالعملية السياسية العرجاء بوجود انداد لهم في الحكومة ، وتظللهم غمامة الارهاب ، اي كيف يكون سلوكهم وهم بهذه الخلفية المهينة، ان كانت وطنيتهم هي الدافع ، فما سنقوله يدحض هذا بالاطلاق ، فطارق الهاشمي الذي لم يملك المائة الف دولار قبل السقوط بما فيها داره ، صار من اصحاب مئات الملايين من الدولارات بعد السقوط ، او العيساوي الطبيب الفاشل الذي رافق القوات الاميركية عند دخولها الفلوجة وقد لهم الخدمات لذلك كان رجلهم ليكون واحدا ممن اختارتهم لتفرضهم كممثلين للمكون السني ، وهو من قبض ثمن ترسيم الحدود مع الكويت طبقا لقرارات مجلس الامن التي ظل صدام على رعونته يرفض تطبيقها والتي تقضي باستقطاع جزء من ام قصر وتلحقها ، اما اثيل النجيفي فكان احد بائعي الموصل ومن نتائج ذلك تدمير محافظة بكاملها واذلال اهلها وطردهم من بيوتهم الامنة والعيش في سرادق بالية في العراء دون طعام يكفيهم او ملبس يقيهم قساوة الاجواء او خدمات تفي بابسط حاجاتهم الانسانية ، اما الاخر فان كان الكلام عنه يعطيه وزنا وهو الذي لا وزن له ، فيكفي انه صار معروفا عندما انبرى ليكون تحت عباءة المالكي الباحث عن جنود لاجندته وارتضى هذا الحاتم ان يكون احدهم ، وبعد ان احس بحلاوة الاموال التي كانت تضخ له صارا شرطيا اجيرا لمن يدفع اكثر لذلك تلاقفته ايادي الخليج الغنية ، فترك عطايا المالكي القليلة ، ليكون صوتا طائفيا يتفوه قيحا ، وعونا لداعش في استباحة محافظة الانبار وما اصاب هذه المحافظة من دمار
الفساد وشهوة المال و السلطة يا سادة هو من يدفع بهؤلاء لان يبحثوا عن منافذ العودة ، حيث انهم يرون الجميع ينهبون وهم بعيدون عن ميدان الخسة هذا
ما ذا ستقول الحكومة والقضاء للمحافظات التي دمرها داعش المدعوم علنا وكما تضج مقاطع اليوتيوب باحاديث هؤلاء ، الا يعني انها تكافيء هؤلاء وتعاقب ضحايا ارهاب داعش ، اليس من العيب ان ننصب هؤلاء ممثلين للسنة ، هل يليق بهذه الطائفة التي قدمت قامات عملاقة من المبدعين المخلصين للعراق طيلة فترة بناء الدولة العراقية منذ الاستقلال في عشرينيات القرن الماضي ان لا يمثلها الا من كان بمواصفات هؤلاء
ثم اين المباديء التي طالما تشدق ويتشدق بها السياسيين وخصوصا الشيعه منهم الذين اوجعوا رؤوسنا بالقيم و المثل والاخلاق واهم الابعد عنها دوما ، ام انهم يفضلون تنفيذ اجندة الاجنبي على المباديء والقيم التي يدعون وصلا بها ،
فان كان شعارهم المصالحة ، فهم بذلك يكذبون لان المصالحة تكون بين طرفين اختصما في امر ما ، دون ان يحدث شرخا بينهما وعودة المياه الى مجاريها حال اتمام المصالحة يكون سهلا ، ولنا في مصالحة نلسون مانديلا اسوة حسنة ، حيث ان من اقترف او اسهم في القتل نال جزاءه وفي ذلك وفاءا واحتراما للشعب الذي عانى اما في حالتنا فلا احد يمكن ان يصادر رأي الشعب مهما كان سنده الخارجي ، وان مثل هؤلاء فسيكون اهالي الضحايا ومنكوبي المحافظات هم من يحدد رأيه اولا ومن ثم الشعب باكمله ، لان الارهاب ، بعد استباحة الدماء اغرق العراق بالديون واضاع فرص للبناء وساهم في ديمومة الفساد الذي يعتاش على الازمات.