23 ديسمبر، 2024 3:13 م

الارهاب وطاعون الفساد

الارهاب وطاعون الفساد

في كل مرة حين تنفتح شهية الكلاب المسعورة شهيتها ضد المواطنيين الابرياء في سلسلة من الفواجع الدامية باقتراف جرائم موجعة للمواطن العراقي . يخرج علينا مسؤولي الملف الامني ليتحفنا بالخبر اليقين او بالصيد الثمين ويدلي بتصريحات مكررة الى حد التخمة  , واصبحت اسطوانة مشروخة . ويفيدنا بلهجة المنتصر , بان مرتكبي هذه الجرائم هم حثالات زمر القاعدة وايتام البعث المنهزمين , كأن الشعب غافل ويتجاهل هذه الحقيقة التي صارت معلومة ومفهومة لابسط مواطن , ويدرك تماما من يرتكب الجرائم , ومن يقف وراءها وخلفها وحولها , ومن يحاول التستر عليها , وماهو الغرض والاهداف في تفجيرها , ان مثل هذه الاعمال المرعبة المنافية للقيم الانسانية ومبادئ دين الاسلامي الحنيف في قتل الابرياء ظلما وعدوانا ودون ذنب سوى انهم يحملون الجنسية العراقية , ان المواطن البسيط يدرك ويعلم بشكل كامل لاينقصه الوعي السياسي والثقافي من يمارس لعبة الموت ؟ ومن يضحك على عقول الناس بممارسة دورين او وجهين
وجه مصلح وحريص على الدم العراقي ويدعو الى لغة التسامح والاخاء وتخطي العقبات السياسية والتوجه الى المشاكل الاساسية , ووجه يعمل في الخفاء وخلف الكواليس الى دفع الامور الى التعقيد والتأزم والاحتقان السياسي واشعال نار الفتنة الطائفية ووضع العصي والعراقيل في تطوير العملية السياسية في اختيار الطريق السليم  , ويقوم بدعم الجماعات الارهابية ويمارس لعبة المصالح والمنافع الذاتية وهي بعيدة عن تطلعات الشعب والوطن . ان هؤلاء ( الديناصورات ) هم
مصيبة التي ابتلى بها العراق بدورهم الانتهازي الشرير بممارسة مختلف الادوار في وقت واحد بشكل ذكي وحاذق وببراعة يحسد عليها . هؤلاء هم الذين يعملون على انتهاك امن المواطن وفقدان الاستقرار ووضع سلامة المواطن على كف عفريت , ويحاولون بجهد ومثابرة على احداث شرخ كبير في اللحمة الوطنية واباحة الدم العراقي . ان العصابات الارهابية والاجرامية لم يهبطوا من السماء بسياراتهم المفخفخة وعبواتهم الناسفة , بل مروا في الطرقات والشوارع والحواجز,  وعشرات نقاط السيطرة والتفتيش وفحصت بالاجهزة الكاشفة للمتفجرات المزيفة والتي لاتستطيع الكشف عن ألة الموت والدمار وجلبت بصفقات مالية مشبوهة ابتلعتها حيتان الفساد الذين يتاجرون بالدم العراقي ,نحن نعلم وندرك بان هذه الزمر تحت اي مسمى يملكون القدرة المالية الهائلة ويستخدموها في تسهيل نشاطاتهم الارهابية ووصولها الى الهدف المطلوب دون عرقلة او صعوبة ودون معوقات بفتح شهيتهم المسعورة بالحقد الاعمى في تشغيل ألة الموت والدمار , وهذا مايثبت بشكل قاطع بان المنظومة الامنية والمخابراتية مخترقة الى حد العظم بفعل الصفقات المالية المريبة , وانهم يستطيعون ان يدفعوا بالعملة الصعبة التي بحوزتهم ان يفعلوا الكثير من الاعمال التخريبة وان يفتحوا شهيتهم في اي وقت يشاءون , وحتى يستطيعون تهريب ذئابهم من السجون او تبرئتهم من التهم رغم الادلة الدامغة , ان طاعون الفساد المالي مسيطر على كل مرافق الدولة الحيوية هو علة العلل ولا يمكن للاجهزة الامنية والمخابراتية ان تثبت فعاليتها وقدرتها على ضبط الامن
وصيانة المواطن من عبث العابثين دون معالجة مشكلة الفساد المالي , مهما كان عدد السيطرات ونقاط التفتيش , ومهما كانت صرامة وقساوة الاجراءات الامنية ان تحقق هدفها المنشود في احلال الامن والاستقرار , اذا لم تعالج مشكلة الفساد المالي . ان هذه الحقيقة الساطعة رسختها بقوة وبالدليل القاطع تجربة الاعوام الماضية , بان طاعون الفساد المالي هو المصيبة الكبرى في احداث التخريب وتسميم المناخ السياسي والامني بالغيوم السامة , لذا ان اولى المهمات الاساسية هي مواجهة الفساد اذا ارادت الاطراف السياسية التي بيدها صنع القرار السياسي ان تبحث عن حلول ومعالجة صائبة في سلخ الفساد المالي من مرافق ومؤسسات الدولة وايقاف ألة القتل والدمار, يجب الكشف عن الذين يتاجرون بالدم العراقي دون ضمير رادع , يجب ان تكون القوانيين رادعة وصارمة ودون تأجيل وتماهل , يجب ان تكون المحاسبة والمراقبة والمتابعة لحيتان الفساد بقوة وبشدة لا هوادة فيها يجب اعلان حالة حرب ضدهم لانهم أفة العراق, لان الارهاب والفساد لا اخلاق لهم ولا دين لهم ولاوطن لهم ولا طائفة او قومية لهم , انهم مقابل المال الحرام  يسهلوا ويساعدوا على اباحة الدم العراقي .