23 ديسمبر، 2024 4:04 م

الارهاب وسيكولوجية القتل ضمن الجماعة

الارهاب وسيكولوجية القتل ضمن الجماعة

يعد مصطلح الارهاب الاكثر تداولا” وشيوعا” واثارة” للجدل من غيره, فنحن نسمعه باستمرار في مختلف المجالات سواء كانت المجال الاعلامي او السياسي , بل  والاكثر من ذلك اننا نلمس اثاره في العراق من قتل وترويع, يعرف الارهاب في اللغة الانكليزية ب (terrorism) التي تعني  الترويع والرعب, كما يعرف  في الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب, (بأنه فعل من افعال العنف او التهديد به أيا” كان بواعثه واغراضه يقع تنفيذا” لمشروع اجرامي فردي او جماعي يهدف الى القاء الرعب بين الناس وترويعهم وتعريض حياتهم للخطر) (التعريف بالإرهاب ص35), وتتنوع مصادر الارهاب تبعا للأهداف , فقد يكون ارهابا تمارسه دولة كما تفعل اسرائيل مع الشعب الفلسطيني, وقد يكون ارهاب جماعات منظمة كتنظيم القاعدة, وجماعات المرتزقة كما هو الحال في بعض الدول الافريقية, وتعددت اسبابه كذلك , فمن اول وأهم الاسباب لنشوئه الدول الاستعمارية التي  تمثل حاضنة للإرهاب , وذلك لبسط سيطرتها في المنطقة العربية خصوصا, وتتراوح الاسباب الاخرى بين الفقر الذي يمثل ارضا” خصبة له , وبين انضمام بعض الافراد لهذه الجماعات لأ سباب نفسية مثل البحث عن الهوية, وتقدير الذات, من اجل الحصول على القوة والسلطة , فمن اشخاص مشردين وضائعين الى ما يسمى لديهم بالأمير او القائد حسب اصطلاحهم, وايضا من الاسباب الاخرى, ان البعض لديهم  نوع من الاضطرابات النفسية والميول الاجرامية ورغبة في القتل بسبب خلل بالكروموسوم حسب علم النفس الجنائي والابحاث الطبية التي اجريت على عدد من المجرمين , وبذلك فأن الانخراط في  صفوف هذه الجماعات يحقق  لهم مبتغاهم في القتل ويوفر لهم الغطاء ايضا” للقيام بذلك, ومن الملاحظ ان الارهاب لا يندرج ضمن العمل الفردي  الا نادرا”, فالطابع الذي   يغلب على هذا السلوك  والفكر  هو التشكيلات والانضمام للمجاميع , التي تكون غاية في التنظيم والتدريب, تتخذ مقرات, وقيادات , ومعسكرات ,وتكون لها شعارات, وتكون مدعومة من دول بعينها في اغلب الاحيان من حيث التمويل والمتابعة والاشراف عليها, والسبب في الانخراط ضمن المجاميع هو ما يسمى بسيكولوجية القتل  او ممارسة العنف ضمن المجموعة, ويفسر غوستاف لوبونle  bon   هذا التصرف في كتابه سيكولوجية الجماهير(( ان  الفرد بمجرد انضوائه داخل صفوف الجمهور ينزل درجات على سلم الحضارة, فهو عندما يكون فردا معزولا ربما يكون متعقلا, ولكن ما ان ينضم للجماعة او الجمهور فأنه يصبح مقودا بغريزته وبالتالي همجيا” ويتصف بعفوية الكائنات البدائية وعنفها وضراوتها)), وفقا” لهذا الاساس فأن الانضمام للجماعة يحقق الهدف المنشود, فالفرد عندما يكون وحيدا” لا يتمكن من تحقيق المطلوب لأسباب عدة فقد يتردد في الاقدام على القتل, وقد يعود الى طبيعته البشرية للحظات لكن عندما ينخرط ضمن جماعة جميع افرادها ليس لهم عمل سوى ذلك فأنه سيكون اكثر قدرة وجرئة وأكثر تجردا” من الانسانية, بالإضافة الى ان الاساليب التي تعتمدها هذه الجماعات هي بث روح الحماسة بين الصفوف وأيهامهم بأن  هذا نوع من الجهاد  ونصرة للدين, في حين ان ذلك ليس اكثر من مجرد قتل مدفوع الاجر , وتنفيذا” لأجندات خارجية , وتحويل حياة الامنين ساحة حرب ليس لهم فيها ناقة ولاجمل ولم يقترفوا ذنبا”  الا ان القائمين على هذه الجماعات والممولين لها ,لديهم مصالح وغايات قائمة على القتل وأراقة  الدماء, والتلذذ بآلام الضحايا, ويجعلون من هذه الجماعات وسيلة لتحقيق ما يصبون اليه, وبدلا من ان يجدوا أنفسهم  مع الحور العين , سيكونون في جهنم خالدين, مصداقا” لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم( ومن يقتل مؤمنا” متعمدا” فجزاؤه جهنم خالدا” فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا” عظيما”) ,سورةالنساء اية93,  فطريق الحق واضح وطريق الباطل واضح لا لبس فيه , كيف لا وقد نظم الخالق العظيم العالم  وبين الحدود والشرائع من خلال الرسل والكتب السماوية, فمن  المستحيل ان يحكم الكون بعد ذلك وفق شريعة الغاب الا لمن أتخذ من الضلال طريقا” ومن الشيطان صديقا” ولايؤمن بشرائع السماء وما انزل الخالق جل وعلا, نعم فهذا هو سبيل صناع الموت.