23 ديسمبر، 2024 7:11 م

الارهاب والمعايير المزدوجة

الارهاب والمعايير المزدوجة

الارهاب ظاهرة العصر الحديثة ، اضحى شبكة عالمية تديره مؤسسات خيرية وتجارية وصناعية وغسيل الاموال وتجارة المخدرات عبر الحدود ، ولم يعد الارهاب عاجزاً عن تمويل برامجه وخططه جراء امتلاكه رؤوس اموال كثيرة تودع في بنوك عالمية رصينة بحسابات رجال اعمال معروفين او شركات مختلفة الاعمال  كي لا تلحق هذه الاموال الشبهات جراء الايداع والتحويل  بمرأى الدول التي تدعي محاربته ، ويجري تحويل امواله بانتظام لاي بلد في العالم وقد ثبت ان بعض دوائر المخابرات الاقليمية والدولية هي من تتابع عن كثب هذه الاموال بغية انفاقها في البرامج التي يتم تحديدها سلفاً . وتعتبر المخابرات الامريكية والتركية والقطرية من اكثر الدوائر اهتماماً برؤوس اموال تنظيم القاعدة ، وتقوم باعطاء الضوء الاخضر لبنوكها للتعامل مع المنظمات الارهابية والمتشددة خاصة تشكيلات تنظيم القاعدة المنتشرة في العالم بمسميات متعددة . اما اذا رجعنا الى الوراء في حقبة الغزو السوفيتي لافغانستان نجد ان تنظيم القاعدة الذي ترعرع وفق نظرة ايدولوجية متشددة امتزجت بين تطبيق الثوابت الاسلامية برؤية فقهية سلفية من جهة ومواجهة الثورة الاسلامية الايرانية من جهة اخرى واخذ زمام المبادأة في مقاومة الغزو السوفيتي واسقاط النظام الشيوعي في افغانستان ومحاصرة الثورة الايرانية التي اعلنت انها ثورة اسلامية عالمية ضد (الاستكبار العالمي ) والذي يُقصد به الولايات المتحدة . وقد اشتركت السعودية وامريكا في رصد الاموال وتهيئة المقاتلين ، ووصلت اموال تنظيم القاعدة الى ( 15) مليار دولار واكثر من (50) الف مقاتل متشدد وتم استثمار هذه الاموال لتنميتها باسماء مستعارة او رجال اعمال او شركات تتمتع بشخصية معنوية وبالتالي لا يستطيع احد متابعة اموالها ووضع اليد عليها ، ولا زالت رؤوس هذه الاموال هي القوة الضاربة لتنظيمات القاعدة في التحرك وادارة عملياته في اي مكان في العالم .الا ان احداث سبتمبروتفجير برجي التجارة العالمي عام 2001م تراجعت امريكا بشأن تعاملها مع تنظيم القاعدة بالضغط على البنوك لمعرفة مقدار الاموال المصروفة بغية معرفة عدد ونوعية خططه التي يريد تنفيذها  . نعتقد ان امريكا تعرف الان بشكل دقيق ما تمتلكه تشكيلات تنظيم القاعدة من اموال وبالتالي هي حريصة على تشجيع استثمار هذه الاموال بدلاً من سرعة تبذيرها وانفاقها في عمليات تعتبرها امريكا لا تخدم النظام العالمي الجديد وسياستها في مناطق العالم المختلفة . لذا فأن الارهاب هو صنيعة امريكية حد النخاع ومهما استخدمت عمليات التمويه والغش فأنها معايير مزدوجة ساعدت التنظيمات المتشددة اشاعة ثقافة العنف وشرب الدماء .