18 ديسمبر، 2024 9:15 م

الارهاب واختلاط المفهوم

الارهاب واختلاط المفهوم

نعم قد تختلط مفاهيم المصطلحات وايحاءاتها في احيان كثيرة الى حد يصعب التمييز بينها كما يصعب التميز بين الفجرين الصادق والكاذب , وهذا بحد ذاته (اي اختلاط المفهوم) يعد ركيزة اساسية وبنية من بنى السجال الايديولوجي , وهذا ما يحصل غالبا في المصطلحات التي يقل تداولها وتضعف هيمنتها , اما لقلة الحاجة اليها لمحدودية شأنها او لتعرضها لتطورات المفهوم , فنُحت الفهم الاول واعُيض عنه بفهم ثان اكثر وعيا وملائمة لمتطلبات الحاجة والعصر والتوجه الحاصل في النسق العام والخاص , ولكن عندما يكون الحديث عن مصطلح الارهاب وفهمه لا بد ان يكون هناك وضوحا وعدم التباس وغلق لباب التأويل في فهمه على الاقل , لان العالم اليوم من اقصاه الى اقصاه يتداول هذا المصطلح , نتيجة للحراك العالمي (ظاهرا) لتقليص هيمنته بعدما اكتوت بلظاه كبار دول العالم , والسؤال الكبير هنا , هل ثمة اختلاف او اختلاط في الايحاء المفاهيمي لمصطلح الارهاب ؟ الجواب ظاهرا لا يوجد , بدليل وجود سقف واحد من الاستخدام لمفهوم هذا المصطلح من قبل دول التحالف الدولي , هذا اولا , وثانيا , المعني به (اي فهم مصطلح الارهاب ) اولئك المتطرفون المتشددون من الذين يُحسبون على الاسلام , حيث اصبحوا المصداق الحقيقي لمفهوم الارهاب وفقا للمنظومة الغربية , وارى ان هذا بيت القصيد الذي تريد ان تصل اليه الماكنة الغربية بمنظوماتها المختلفة (السياسية والدينية والاعلامية) , ولكن الواقع يختلف كثيرا , فمفهوم الارهاب وفقا للرؤية الغربية (يعني استخدام العنف غير المشروع لترويع الامنين ولأكراههم على قبول ما لا يريدون وخصوصا عندما يكون هذا الارهاب تمارسه السلطة الحاكمة ضد المحكومين) اي ارهاب دولة , بينما مفهوم مصطلح الارهاب وفقا للغة العربية والقران الكريم يختلف جذريا عن المفهوم الشائع للارهاب والذي هو رجع الصدى للفهم الغربي , فقد ورد في كتاب (المفردات في غريب القران) للراغب الاصفهاني ما يشكل نقيضا للمتداول , فهو( الرهبة بمعنى المخافة مع تحرز واضطراب ) واعتقد ان الباحث اللبيب العاقل لا يمكن ان يجعل المخافة والرهبة في ميزان التعادل مع العنف , واذا حصل ذلك فثمة سيناريو ضخم وخطير جدا يحاك ضد المنظومة الاسلامية باجمعها , والحر من الاشارة يفهم .