23 ديسمبر، 2024 2:41 م

الارهاب متعدد الابعاد

الارهاب متعدد الابعاد

البعد الاول
ضربت يد الارهاب الدموي التكفيري اليوم مناطق متعددة من العاصمة الجريحة بغداد وبالخصوص مناطق ذات صبغة شعبية واكثرية سكانها ينحدرون من طائفة معينة وكانت الحصة الاكبر في مدينة الصدر التي لم تبرح ان تندمل جراحاتها حتى تجدد حزنها ونكبتها على ابنائها الذين يذهبون (شأنهم شأن بقية اخوانهم في انحاء البلد الاخرى) ضحية الساسة الفاشلين والسياسات الشيطانية التي تروم اما اسقاط الآخر شعبيا وانتخابيا او اعادة الحرب الطائفية لكي يكونوا امراءا لها وكذلك عجز الاجهزة الامنية غير المزودة بما تتطلبه مرحلة يمر بها بلد يواجه اعتى موجة من الارهاب المنظم منذ احد عشر عاما والتي تعتبر فترة طويلة جدا في قياس امكانيات دول غنية مثل العراق في مكافحة جماعات متفرقة في مناطق متعددة من البلد. لقد عجزت الحكومة ومؤسساتها عن ايجاد الحلول المناسبة لمعالجة هذه الهجمة لعدة اسباب منها على سبيل المثال لا الحصر عدم اعتمادها على العناصر الكفوءة من ابناء الشعب واتخاذها من الوصوليين من البعثيين السابقين والضباط الفاسدين الذين لاهم لهم سوى تجميع اكبر عدد من الجنود (الفضائيين) من اجل زيادة الغلة الشهرية والامثلة عديدة بطبيعة الحال ولايخفى على احد منا مثال او اكثر مما ذكرت يضاف الى ذلك كارثة الضباط ( الدمج) التي لا تجتاج الى تعليق.

البعد الثاني
عند ذهابي الى رئاسة الجامعة المستنصرية هذا اليوم من اجل متابعة معاملة اضافة الخدمة السابقة لي والتي بدأت بها منذ عام 2007 اي قبل سبعة سنوات بالضبط توجهت الى احدى الموظفات التي تحمل شهادة الدكتوراه في احد التخصصات الانسانية والتي استبشرنا خيرا بتكليفها بهكذا امور تتعلق بحق الاساتذة والموظفين بضم خدماتهم السابقة الى خدماتهم الحالية في الجامعة الى اني تفاجئت بطريقة استقبالها التي اقل ما يمكنني القول عنها انها غير لائقة بضيف او مراجع يحمل شهادة الدكتوراه في تخصص يفوق تخصصها بمئة مرة وقولها انها لا طاقة لها للكلام ( مابية حيل احجي ) واعادت هذه العبارة لاربعة مرات تقريبا حيث كان سؤالي بسيط جدا وهو (ماهي الاوليات المطلوبة مني؟) حيث انه لو غيرت حروف مرة واحدة من جوابها الساذج وعديم المسؤولية لكانت قد اجابتني عن تساؤلي البسيط,اما من ترك البلد في احلك الظروف بين الاعوام 2005 الى 2010 فتضاف خدماتهم على انهم كفاءات عائدة وبكل سهوله وبساطة وكأنهم لم يفروا تاركين البلد ليواجه مصيره المحتوم حالهم حال الاخوة البعثيون الذين تضاف خدمتهم السابقة ايام الزيتوني والتحية الرفاقية ويملئون الان مفاصل الدولة حيث ارتدوا زي هذا الحزب او ذاك واصبحوا اكثر ملكية من الملك!!!! اما المواطن البسيط وعند مراجعته لاحدى دوائر الدولة فحدث بلا حرج ويؤلمني الخوض بهذا الخصوص. ان الاهمال في ادارة المؤسسات الحكومية التي تناط مسؤولياتها الى اشخاص لا يتمتعون بالمستوى المطلوب من القدرة والكفاءة والنزاهة ومخافة الله في عباده والترهل الوظيفي وتعيين اشباه المتعلمين في مناصب تمس مصالح الناس والمجاملات ومراعاة المصالح الشخصية وحب البقاء في المنصب وبيع الضمير وشرف المهنة خارج الدائرة الحكومية من اجل مصالح زائلة والانتماءات الحزبية والجهوية وغيرها كل ذلك ادى الى ماوصل اليه البلد من فساد اداري ومالي والذي لا يمكن التخلص منه الا بارادة وطنية خالصة وتعاون وتفاني وابتعاد عن المغريات الزائلة واداء ما موكل الينا بكل اخلاص فأن الانسان زائل الا عمله الذي انيط به فهو يمثل هويته التي كتبها بسنوات عمره من العمل ومن منا لايريد ان يحمل معه ارقى هوية؟

البعد الثالث
الى كل اخوتي واصدقائي وزملائي وجيراني ومن اعرفهم ومن لااعرفهم ممن يقرأون كلماتي هذه…… ارجو منكم وبكل صدق وانسانية وتطبيقا لشريعة الاسلام السمحاء ان تكونوا ناصحين في المجتمع وخاصة في موضوع الملبس الذي ترتديه الكثير من بناتنا في الجامعات والكليات وغيرها من الاماكن الذي اصبح اكثر شفافية اوضيقا على الجسم ومبرزا لتفاصيله حتى ان هذه العيوب بدأت تضهر حتى في الازياء التي من المفترض ان تكون اكثر حشمة مثل ( الجبة) ولنحثهن على الالتزام بالملبس المحترم الذي لايبدي من جسد المرأة شيئا وليعلمن ان معهن في اماكن تواجدهن في الدراسة والعمل زملاء واخوة لهن في مرحلة الشباب وعليهن المحافظة على قواعد الحشمة والوقار وان يكن مدعاة فخر لاهليهن واخوتهن وازواجهن لا ان يكن محط انظار المتلصصين ممن يتلذذون بالنظر الحرام الذي تشاركهم به من ارتضت لنفسها ان تكون بضاعة رخيصة او مجانية الثمن متباهية بانها اكثر جاذبية من سواها من المحتشمات ولنعلمهن ان الجاذبية الحقيقية تتضح عندما يصل الموضوع الى مرحلة الارتباط الدائمي الذي شرعه الله سبحانه وتعالى وهو الزواج فما اكثر خاطبي ذات الحشمة والخلق الرفيع وما اقل من يذهب الى ذوات العروض المجانية والذين من المؤكد ان يكونوا من ذوي ذات العروض في عوائلهم. ان محاربة هذه الظاهرة المستفحلة في المجتمع والقضاء عليها وان كان صعبا ويحتاج الى وقت وجهد وتثقيف في مختلف ومن مختلف طبقات المجتمع كفيل بأنتاج جيل من الشباب اكثر عطاءا ونشاطا واقبالا على الدراسة والعمل والتفكير بمستقبله وتطوير قابلياته بعيدا عن الشهوات والغرائز التي يدفع اليها اينما ذهب وحيث حل.