23 ديسمبر، 2024 8:22 ص

الارهاب هذه الكلمة الاكثر تداولاً بين الاوساط الرسمية و غيرها تعود الى مالها من تأثير في النفوس و دمار في الحياة , حيث تعددت التعريف و التسميات بين الحكومات و المختصيين و يرجع ذلك الى الاختلاف في اسباب النشؤ و الغرض منها و الاهداف التي تحققها .
اعلنت الحكومة الاتحادية العراقية في 9/12/2017 انتهاء سيطرة داعش عسكرياً على الاراضي التي أحتلتها و انهيار دولتها الارهابية التي اسستها على الجماجم و الخوف و لكن دون ذكر دور الثيشمةرطة في التصدي لداعش طيلة السنوات الماضية و تقديمه للألاف من التضحيات بين شهيد و جريح و ان الوثائق المحفوظة دلائل واضحة على ذلك , مما اثار حفيظة وزارة الثيشمةرطة و الشعب الكوردستاني في ردود افعالهم , و قدم دول التحالف و خاصة امريكا الترحيب و التهنئة الى القوات العراقية بنصرهم العسكري .
و لكن نقطة الالتقاء التي تجمع الحكومة الاتحادية و الكوردستانية و دول التحالف و حتى المختصين بشأن الجماعات الارهابية بأن دحر داعش عسكريا لايعني نهايتهم و ان المرحلة القادمة تحتاج الى بذل المزيد من الجهود الامنية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية بل يكون اكثر صعوبة من ذي قبل و ان كان قوة السلاح حاكماً فالايام القادمة تتطلب صقل الفكر المتطرف من العقول و استبدالها بالمعتدل و يبمساهمة جميع فئات المجتمع في هذه العملية و تستغرق مدة طويلة :
ان الاسباب التي تفرض بان الارهاب لم يندحر بعد تعود الى :
ان الجماعة الارهابية (داعش) خلال فترة سيطرتها على المنطقة لأكثر من ثلاث سنوات قد عملت و بجد على غرس الفكر المتشدد في العقول الصغيرة و الكبيرة عن طريق المراكز التدريبية والمدارس و نشر الوعي المتطرف بحيث لايمكن التخلي عنها بسهولة اضافة الى ان العديد من العائلات التي انظمت اليها خلال فترة حكمها و الاستفادة منها اقتصادياً و قتل افرادها في معاركها مع القوات العراقية و الثيشمةرطة او عند قصفها من قبل طائرات التحالف و لا زالت هذه العائلات موجودة تسكن مناطقها إلا القليل منها قد فرت الى اماكن مجهولة لذا فأنها لاتفك ارتباطها بها بسهولة .
إن الاقرار بعدم دحر داعش تعني بقاء القوات الامريكية المنتشرة في العراق لفترة زمنية أخرى من اجل حماية مصالحها في المنطقة و الحد من نفوذ ايران و تمددها , هذه القوات التي ارغمت على مغادرة العراق عام 2011 و استغلت ظهور داعش للعودة اليها ثانية فأنها تبحث عن المبررات لبقاءها اطول مدة ممكنة .
ان الاعتراف ببقاء داعش و استمراره فكرياً يفتح الابواب على مصراعيها لظهور جماعات ارهابية اخرى و ان كان مختلفاً في الاسم و الأليات كلما سنحت لها الفرصة و الاسباب و يعد هذا تخوفاً من بطشها و جبروتها و من جانب اخر حفاظاً على مصالحهم و حماية امنهم لأن الاستخفاف بالعدو يجر الى الخيبة و الخذلان .
ان الاقصاء و الطائفية المقيتة و التهميش القسري و عدم معاملة القيادة السياسية في العراق على اساس المواطنة مع جميع مكونات الشعب اسباب ادت الى ظهور الجماعات الارهابية و خاصة (داعش) او على اقل تقدير تكوين حاضنة آمنة لنموها و تطورها و اقرار الحكومة الاتحادية بعدم نهاية داعش تشير الى ان الحكومة لاتزال مستمرة على منهجها السابق و ان مواقفها دالة على ذلك مما يفسح المجال امام الارهاب ان يعود الى سابق عهدها مع الاختلاف في القوة و الاسم لذا فأن القيادة السياسية في العراق تحمل وزرها من وراء نمو الارهاب و ضربها للتوافق و الشراكة و التوازن عرض الحائط .
و من اجل اقتلاع الارهاب من الجذور من اوصالها نقترح :
ان تبني الحكومة الاتحادية مشروعاً شاملاً من اجل الوحدة الوطنية و لم شمل الجميع تحت قبتها .
تفعيل دور منظمات المجتمع المدني و دور العبادة و الاعلام لمحاربة الفكر المتطرف .
الضرب بيد من حديد على الجماعات الارهابية مهما كانت .