حادثة تفجير ميناء ام قصر كشفت وجها جديدا من وجوه تداخل عمليات الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية مع العمليات الارهابية التي راحت تتفاقم للدرجة التي صار من الصعب السيطرة عليها ، تداخل هو اقرب الى التخادم بين الطرفين جاعلا من الجريمتين المخلتين بالشرف والوجدان والضمير وجهين لعملة صدئة زائفة.
واذا كان هذا التخادم يجري تحت استار مهلهلة في بعض وزارات الدولة ودوائرها ومؤسساتها وحتى برلمانها ليشكل احدهما ( الفساد الاداري والمالي) غطاء التمويل مقابل التستر والحماية فيما يشكل الطرف الثاني ( الارهاب ) اشغال الدولة بعمليات التفجير لتحقيق اهداف كثيرة من بينها التغطية على عمليات الفساد بكل انواعها ، اذا كان التخادم يجري تحت تلك الاستار فان عملية تفجير ميناء ام قصر فضحت ذلك التخادم تحت الشمس ،حيث ان التفجير استهدف شحنة السكر التالف المنتهي الصلاحية والتي اعيدت للمرة الثانية بعد رفضها من الجهات المختصة حيث فرغت باكياس جديدة للتمويه، المصيبة ان الجهة المستوردة سبق وان استوردت شحنة من الشاي المنتهي الصلاحية والمفروض ان يتوقف التعامل معها ومع ذلك كلفت باستيراد صفقات غذائية والسكر التالف احدى هذه الصفقات التي عولجت بفعل ضاعف الاضرار والخسائر البشرية والاقتصادية!!.
عشر سنوات ..الم تكن كافية للتعرف على كيفية الاستيراد المنتظم وتحديد الجهات المتلزمة والشركات الموثوقة ؟!.
ابسط التجار قد يرتكب خطأ للمرة الاولى لكنه يترك التجارة ويعتزل العمل اذا كرر الخطأ ويعد احمقا في عرف التجار!!.
فكيف اذا كانت وزارة تمتلك كادرا وظيفيا يعد بالاف وفيهم من يدعي الخبرة والحذاقة؟!.
انه التخريب المقصود .. قاتل الله الجشع الذي افسد النفوس وافقدها الشرف والنبل والامانة والاخلاق .