18 ديسمبر، 2024 10:02 م

الارهاب الحکومي..قضية أسدي نموذجا

الارهاب الحکومي..قضية أسدي نموذجا

لايمکن القول بأن حادثة إغتيال العالم الايراني محسن فخري زادە والذي تم إغتياله يوم الجمعة 27 نوفمبر 2020 في مدينة آبسرد في دماوند أي في نفس يوم محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي في بلجيکا، قد تمکنت من التغطية على المحاکمة تجاهلها بل إن مختلف وسائل الاعلام الدولية ظلت ترکز عليها بقوة ولعل ماقد أعلنه المحامي جورج هنري بوتيي الذي يمثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بمعية زميله الفرنسي ويليام بوردون: “إننا نحقق الآن في قضية واضحة المعالم تتعلق بالإرهاب الحكومي”، تصريح لفت أنظار وسائل الاعلام هذه حيث تناقلتها بإهتمام وإن ماقد وكالة الأنباء الفرنسية في 28 أكتوبر 2020 من إنه: “في القضية التي صاعدت من التوترات مع نظام الملالي؛ سيحاكم دبلوماسي إيراني في بلجيكا يوم الجمعة بتهمة التخطيط لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في ضواحي باريس. وتكشف هذه القضية عن إجراء مقلق آخر من الإجراءات الدولية التي يتبناها نظام الملالي”، وعندما تصف هذه الوکالة المحاکمة ب”إجراء مقلق” فإن القلق يأتي لأن المحاکمة التي جرت في وينتروب لم يتم خلالها محاکمة أفراد تابعين لتنظيمات إرهابية وإنما لأفراد تابعين للنظام الايراني ويقودها دبلوماسي بدرجة سکرتير ثالث في سفارة النظام بالنمسا، ولذلك فإنه إرهاب حکومي منظم وهو مايعني بأن النظام الايراني هو بنفسه وبصورة واضحة لاتقبل الجدل يمارس الارهاب.
محاکمة أسدي، وکما ذکرت وكالة “رويترز” للأنباء في 28 أكتوبر 2020:” هذه هي المرة الأولى التي يحاكم فيها بلد أوروبي مسؤولا تابع لنظام الملالي بتهمة الإرهاب.” ونقلت رويترز عن رئيس جهاز الأمن البلجيكي في رسالة إلى النيابة العامة إنه “يتضح من المؤشرات أن هذا الهجوم نفذ باسم النظام الايراني وبأمر من قيادته.” کما ذکرت مجلة ناشيونال أمريكان في 28 أكتوبر 2020 أنه قيل إن أسد الله أسدي هو الشخص الذي كان يعتزم البدأ في العمل على تدفق حمام الدم في قلب أوروبا، وأنه جاسوس بارز في نظام الملالي من الطراز الأول حيث أنه يتمتع بمهارة ملفتة للنظر في إخفاء بصماته. هذه التصريحات وتصريحات أخرى مماثلة وبنفس السياق تدل على إن العالم قد أصبح على علم وإطلاع کامل بما کانت تعنيه وتقصده تلك العملية ولاسيما بعد أن صار ثابتا بأن رٶوس النظام الايراني من يقفون خلف تلك العملية، ولذلك فإنه وبعد هذه المحاکمة قد تغيرت الصورة وصارت النظرة للنظام الايراني مختلفة عن السابق تماما، وهو أمر من شأنه أن يساهم بتغيير الکثير من الامور من حيث التعامل الدولي مع هذا النظام وزيادة الحذر منه وعدم الثقة به تماما کما طالبت وتطالب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بذلك.