21 مايو، 2024 3:02 م
Search
Close this search box.

الارهابي هو من تريده امريكا ان يكون ارهابيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم تستطع الدول لغاية هذه اللحظة الاتقاق على تعريف الارهاب ، وذلك بسبب تعدد المواقف والنوايا من هذه الظاهرة التي اجتاحت العالم  بعيد الحرب في افغانستان ، وخلق ما يسمى بالقاعدة ، وتوجيه الانظار الى قادتها اسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري ، ولقد مكنت الويلايات المتحدة هذه الزعامة على التمركز في افغانستان وايجاد الملاذات الامنة لها ولعناصرها في الباكستان ، واخذت القاعدة بمرور الزمن تولد منظمات اخرى تقوم على ذات التوجه والتنظيم مثل طالبان  في باكستان وجبهة الشباب المجاهدين في الصومال وبوكو حرام في نايجيريا ومنظمة القاعدة في الشمال الافريقي والساحل ، وغيرها من المنظمات المحلية في دول اخرى ، وظلت القاعدة في اليمن تقاتل وترهب شعوب المنطقة والعالم يتفرج على افعالها المشينة ولم يتفق على ايجاد تعريف لاعمالها تاخذ به الامم المتحدة والمجتمع الدولي لغرض وضع حد لتصرفات هذه المنظمات الارهابية ، ولكن قامت الدنيا وقعدت بعد ضرب برج التجارة العالمي في نيويورك ،ولم يعرف الدافع او الجهة الحقيقية  التي وقفت وراء الحادث الا ان للقاعدة اليد الطولى فيه، وتم ضرب قطار الانفاق في لندن وتم بعدها تنفيذ عمليات اخرى في دول اوربية اخرى ، وكان العالم لا زال ينظر الى القاعدة بعين الريبة ولكن دون تعريف لارهابها او اتخاذ اجراء ناجع بحقها ، وقد تم توجيه الاتهام الى صدام بالتعاون مع القاعدة ، واتهم القذافي بذات التهمة تمهيدا لنظرية الشرق الاوسط الجديد، وكان الغرب اراد ولفترة طويلة غض النظر عن القاعدة وتفرعاتها ليتم الدخول الى المنطقة بهذه الحجة او تلك ، وبعد احتلال  العراق تم اعطاء المبرر للقاعدة للتدخل في شؤون العراق بحجة محاربة المحتل ، ولقد تواطئت الويلايات المتحدة مع بعض الدول المجاورة لانشاء معسكرات تدريب  القاعدة ، وبعد قيام التمرد السلفي في سوريا اخذت الويلايات المتحدة والدول الغربية تنشط في تدريب المعارضة السورية لا بل تمدها بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخبارية عن تحركات الجيش السوري والاطراف المساندة له ، وبعد ان تم تهيئة الاجواء لتجذر القاعدة في سوريا تم التستر على تفرخها لتتحول الى جبهة النصرة لتعمل ضد النظام السوري من جهة ولتدخل لبنان من جهة اخرى اما داعش فقد تم توسعها في سوريا ودخلت العراق لتحتل مناطق واسعة فيه ولاسباب لا مجال لذكرها الان لا بل تمددت الى المغرب العربي لحتل الاراضي الليبية وتصل الى الحدود التونسية، وكل هذا ولم يك الغرب يتوقف من تاييد جميع الحركات باعتبارها معارضة لنظام بشار الاسد ، غير ان ما حدث في فرنسا كان نقطة التحول في التصرف الغربي تجاه هذه الحركات ، غير ان الويلايات المتحدة ظلت حتى هذه اللحظة تمييز بين نوعين من الحركات المقاتلة على الاراضي السورية ، فهي ترى ان هناك معارضة معتدلة واخرى متطرفة ،وظلت ايضا وحتى هذه اللحظة تمد ما تراه معارضة معتدلة باحدث الاسلحة ومنها الصواريخ المضادة للدروع او الصواريخ المضادة للجو (الطائرات) وهي تعلم علم اليقين ان السلاح المتداول بين الحركات على الارض يمكن ان ينتقل من منظمة ارهابية الى اخرى ، فلا الجيش السوري الحر او الالوية التي تعمل تحت هيئة اركانه بقادر على ضبط السلاح ولا جبهة النصرة عاجزة عن الوصول اليه ، ما دامت يد الغرب سخية بتوزيع هذا السلاح ، ولما كان الارهاب بلغة القانون هو اعمال القوة للتاثير على مواقف الغير فان هذا التعريف ينطبق على كل المنظمات والحركات المسلحة التي تعمل للاخلال بالامن وسلامة الاراضي العراقية او السورية ، ما دامت تحمل السلاح بوجه حكومات وشعوب هذه الدول ،اذن بحكم القانون الدولي ليست هناك معارضة مسلحة معتدلة او معارضة مسلحة متطرفة لان حمل السلاح بحد ذاته هو تطرف خالص لا غبار عليه ، فالويلايات المتحدة وحسب مصالحها الانية هي تعد من تريده ان يكون معتدلا، او من تريده ان يكون متطرفا ، ولنذهب ابعد من سوريا الى دول اخرى فالويلايات المتحدة ترى ان حماس ارهابية لانها تهدد امن اسرائيل بغض النظر عن ان اسرائيل دولة محتلة للاراضي الفلسطينية ،في حين ترى ان مجاهدي خلق هي منظمة غير ارهابية ، في حين ان القانون الدولي لا يجيز اعمال منظمة مجاهدي خلق لانها ارهابية بنظر هذا القانون تهدد الامن القومي الايراني ، ونحن هنا لسنا في معرض الدفاع عن ايران ولكن منطق القانون مع اية دولة تهدد اراضيها منظمة تحمل السلاح ، والحال ينطبق على فصائل حماية الشعب الكردي فالويلايات المتحدة ترى ان هذه الفصائل  هي غير ارهابية رغم انها تحمل السلاح ، في حين ترى تركيا ان هذه المنظمات الكردية هي امتداد لحزب العمال الكردستاني وهي واياه منظمة واحدة ارهابية تهدف الى ارهاب الشعب التركي، عليه فان الويلايات المتحدة على ما يبدو لا تعريف لها للارهاب ، بالتالي لا موقف موحد لها تجاه هذه المنظمة او تلك ، ما دامت مصالحها هي الاخرى متغييرة…..                                                                   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب