19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

الارهابي معروف وليس مجهول

الارهابي معروف وليس مجهول

عند إرتکاب أية جريمة أو جرائم إغتيالات في العراق خصوصا والبلدان الاخرى الخاضعة لنفوذ وهيمة النظام الايراني، بحق ناشطين رافضين للأوضاع السلبية عموما وللتدخلات السافرة لهذا النظام خصوصا، فإن الاصوات ترتفع وهي تطالب بالبحث عن مرتکبي هذه الجرائم على الرغم من إن الجميع يعرفون حقا من هو الذي أوعز وأمر بتنفيذ هذه الجرائم، وهذا ماقد حدث وتکرر مجددا يوم السبت الماضي بعد أن إغتال إرهابيون مسلحون الناشط البارز وعضو منسقية التظاهرات في محافظة كربلاء، إيهاب الوزني، في منطقة الحداد.
إعلان خلية الإعلام الأمني، أن شرطة المحافظة استنفرت بحثا عن “العناصر الإرهابية” التي نفذت الهجوم في شارع الحداد وسط كربلاء، قد جاء بمثابة إستمرار لنفس الاسلوب الذي ألمحنا إليه آنفا، لکنه مع ذلك قد جاء باهتا بل وحتى ضائعا بين الاصوات الکثيرة التي تعالت من کل جانب متهمة الميليشيات العميلة للنظام الايراني بإرتکاب تلك الجريمة، علما بأن هذه الميليشيات هي الوجه الآخر للنظام الايراني وإنها لايمکن أن تخطو خطوة واحدة من دون تلقي الاوامر منه، ولاسيما وإن النظام يبادر دائما لتحريك هذه الميليشيات العميلة کلما تدور به الدوائر وتسوء أحواله، ولاريب من إنه وفي الظروف والاوضاع الحالية بالغة السلبية بالنسبة إليه وعدم وجود مٶشرات إيجابية بالنسبة لمفاوضات فيينا التي تزداد الاراء ووجهات النظر التشاٶمية بشأنها، فإن النظام الايراني يريد من خلال الساحة العراقية أن يدلي بدلوه ويوجه رسائل للبلدان الغربية من جهة ويوجه من جهة أخرى، رسالة دموية أخرى للعراقيين الرافضين لدور ونفوذ هذا النظام في العراق ولميليشياته العميلة.
إغتيال الناشطين العراقيين الرافضين لنفوذ النظام الايراني ولميليشياته العميلة التي إستباحت العراق وجعلته ساحة خلفية لهذا النظام، جريمة مستمرة بشکل خاص منذ انطلاق الحراك الشعبي في أكتوبر 2019 في العديد من المحافظات العراقية، خصوصا وإنه وکما ذکرت وسائل الاعلام فإنه وعلى مدى العامين المنصرمين، لقي ما يقارب من 600 متظاهر حتفه في الاحتجاجات التي انطلقت ضد الفساد والمحاصصة بين الأحزاب، قبل أن تتحول إلى حراك جارف مطالبا بتغيير نظام المحاصصة السياسية، وإنهاء التدخلات الخارجية، لا سيما الإيرانية، في شؤون البلاد. ولأن النظام الايراني کان ولازال من خلال ميليشياته العميلة صاحب الذراع الاطول في العراق فإنه وقف ويقف خلف معظم جرائم الاغتيالات هذه وإنه من الخطأ القول بأن الارهابي الذي إرتکب ويرتکب هذه الجرائم مجهول بل إنه معروف للشعب العراقي والعالم کله وهو النظام الايراني بحد ذاته الذي منذ وطأت قدماه العراق سادت المشاکل والازمات والفتن في کل أرجائه ولن ينعم العراق بأمن وإستقرار مالم يتم قطع دابر هذا النفوذ وحل هذه الميليشيات العميلة وفرض سلطة القانون وسيادة الدولة العراقية.