عندما تبادر القطة المحشورة في زاوية ضيقة بمهاجمة من يحاصرها دونما جدوى، فإن ذلك يدل على يأسها المفرط و على مغامرتها بحياتها من أجل أن تنجو من ذلك الحصار، وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه اليوم نفس مصير هذه القطة و خصوصا عندما يعلن حرسه الثوري عن قيام مناورات عسکرية تشمل إطلاق صواريخ.
فترة الامتيازات غير العادية لولايتي الرئيس الامريکي السابق أوباما و التي تمکن خلالها هذا النظام من الحصول على مکاسب و إمتيازات إستثنائية بحيث جعلت منه لاعبا خطرا في المنطقة، لايبدو إن قادة و مسٶولي النظام قد إستوعبوا حقيقة أن عهد أوباما هي مرحلة مٶقتة و ستنقضي حتما و الاجدر بهم أن يعملوا بإتجاه يضمن مستقبل نظامهم، لکن الذي جرى هو عکس ذلك تماما، ذلك إن طهران قد تمادت کثيرا و بمختلف الاتجاهات و على کل الاصعدة وهذا ماقد دل بوضوح على قصور في النظر و على جهل مطبق في التعامل السياسي و الاستفادة من الظروف و الاوضاع الاستثنائية التي قد لاتتکرر بالضرورة.
التصعيد الامريکي الملفت للنظر ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب مهام الرئاسة في أمريکا، بالاضافة الى الحملة الاعلامية الغربية ضد هذا النظام، دليل قطعي على إن الصبر الدولي مع طهران بدأ ينفذ، خصوصا وانها لم تعمل بسياق يعمل على بعث الطمأنينة في نفوس المجتمع الدولي.
إيران هي “أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”.، هکذا أکد وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، يوم السبت المنصرم، محذرا بأن العالم لن يتجاهل الأنشطة الإيرانية، وهذا الموقف بإضاته للمواقف الامريکية الاخرى المشددة ضد طهران، دليل واضح على إن إدارة الرئيس ترامب قد عقدت العزم على المضي قدما في مواجهة التمدد و النفوذ الايراني، وهو مايدفع على بث الرعب و الجزع في الاوساط السياسية المختلفة في طهران الى الحد الذي تدفع النظام الى الاقدام على خطوات و إجراءات إنفعالية کما هو الحال في المناورات التي أعلن عنها الحرس الثوري.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي کان منذ اليوم الاول لمجيئه بمثابة مصدر لتصدير الفوضى و الفتن و المشاکل و الازمات للمنطقة و العالم، أثبت و بصورة لاتقبل الجدل من إنه نظام معادي للجميع وإنه ليس هناك من أي أمل في إعادة تأهيله و جعله عضوا صالحا في المجتمع الدولي، وإن الخيار الوحيد المطروح من أجل التصدي له هو العمل من أجل إزاحته عن الحکم عن طريق دعم و مساندة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني.