قضية الاردن لم تنته بعد عند هذا الحد لاسيما مع تصعيد بعض العشائر البدوية التي تقف الى جوار الامير حمزة حاليا ضده وبالاخص بعدما اعتقل العديد من ابنائها بتهمة المشاركة في المؤامرة الاخيرة لقلب نظام الحكم هناك وهي مؤامرة حقيقية وليست من نسج خيال الملك عبد الله لتصفية معارضيه وخصومه كما توهمت بعض وسائل الاعلام العربية او حاولت تسويقها على انها كذلك …تماما كمحاولة الانقلاب الثانية على اردوغان في تركيا بالتزامن مازالت وستظل تتفاعل ان لم يكن انقلابيا وعسكريا ، فانتخابيا واقتصاديا وسياسيا ولا شك …!
القضيتان وان بدتا للعيان بعيدتين كل البعد عن بعضهما الا انهما مرتبطتان ببعض ..اما اردوغان فيراد ازاحته عن السلطة لتدخله في سوريا ، تدخله في ليبيا ، تدخله في اذربيجان ، تدخله للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط على حدود قبرص واليونان وتدهور العلاقات من جراء ذلك مع كل من ايطاليا واليونان وقبرص وفرنسا ، فتحه ملف المهاجرين الى اوربا بين الحين والاخر ، الغاء صفقة المقاتلات الاميركية F 35 مقابل الدخول في صفقة الصواريخ الروسية اس 400 ، توتر العلاقة بينه وبين اميركا بايدن التي يحركها اليسار اليهودي من خلف الكواليس كالدمى بضمنهم بايدن ابو عثرة الذي اعقب ترامب ابو كذيلة ، الشروع بالمصد الطبيعي – البحري – السكاني عبر حفر قناة اسطنبول بتكلفة 15 مليار دولار وبعائدات سنوية متوقعة تبلغ 8 مليارات دولار سنويا مع بناء مجمعات سكنية حولها وحول المطار الكبير الذي بني قريبا منها ، لأكثر من 3 ملايين تركي ، والخروج من اتفاقية مونترو أو القفز عليها والتي كانت قد فرضت شروطا مجحفة على الاتراك منذ اقرارها سنة 1936 ما يشكل تهديدا اقتصاديا وربما عسكريا وامنيا ايضا للعديد من الدول التي باتت تقف بالضد من القناة كليا لهذا الغرض لاسيما وانها ستسمح بمرور مالايقل عن 185 سفينة وبمختلف الاحجام يوميا بما فيها السفن العملاقة والبوارج الحربية وحاملات الطائرات المختلفة ، ومن دون قيد بخلاف الشروط التعجيزية الاوريية المفروضة على تركيا في مضيق البسفور والتي تتدخل حتى بقيمة الرسوم المفروضة وعدد السفن المارة واوزانها وحمولاتها وطبيعتها …اعلان اردوغان عزمه على انشاء جامعة الدول الاسلامية بدلا من جامعة – النوم – العربية ، ومنظمة -الخمول – الاسلامية وكلتاهما منظمتان وهميتان وشكليتان خاملتان – لاتحل ولا تربط – خسارة فيهما انفاق دولار واحد سنويا واغلاقهما اولى من الانفاق عليهما ، اعلانه عن عودة العلاقات المصرية – التركية ، فور الاعلان عن فتور العلاقات المصرية – الخليجية بسبب الحرب في اليمن والتي وقفت فيها مصر على الحياد تقريبا من دون التورط بها كما كان مخطط لها سلفا ،مقابل عدم تفاعل الخليج مع قضية “سد النهضة” لصالح مصر وهي قضية امن قومي عربي قبل ان يكون مصريا و سودانيا بل على العكس من ذلك تماما ،فهناك مؤشرات تؤكد بأن دول الخليج تدعم اثيوبيا وليس مصر في هذا الملف بل وتمول السد كذلك ، ناهيك عن عدم تورط مصر بحرب مع تركيا في ليبيا كما كان مخطط لها للتخلص منهما سوية – اي من تركيا ومصر دفعة واحدة – في نفس الوقت الا ان الجانبين ابديا تعقلا وتفهما للعبة وبالتالي فقد رفضا الحرب بالوكالة ،اعقبها تعقل مماثل برفض المواجهة بينهما في قضية التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط ، فهذه كلها عوامل تهدد نظام اردوغان جديا بقيادة الجيش الذي فقد سيطرته على البلاد بعد ان كان سيدها وبلا منازع لأكثر من 85 عاما من جهة ، وبين قوى المعارضة ذات النزعات الطورانية والعلمانية والقومية واليسارية والانفصالية من جهة أخرى ..انسحاب اردوغان من اتفاقية اسطنبول ” للجنس” المبرمة مع الاتحاد الاوربي والتي تتضمن فقرات منها اباحة عمليات التحول الجنسي من الذكورة الى الانوثة وبالعكس وادخال ذلك في المناهج الدراسية …اردوغان اليوم يعيش بين مطرقة العسكر المتربصين للعودة الى الحكم ، وسندان القوى العلمانية المعارضة وكل واحد منهم تبع وذيل وذنب لدولة اجنبية ما ..وحاول لطفا لا امرا أن تقيس المعارضات دائما من هذه الزاوية وبناء على هذا القياس لأن الكثير من المعارضات الخارجية والداخلية ولا اقول كلها ، اسوأ من الانظمة الحاكمة ذاتها ، واكثر تبعية للخارج ، واشد ذوبانا وإذعانا له ولأوامره وتوجيهاته والامثلة على ذلك كثيرة لا اريد الخوض في مستنقعاتها هاهنا !” .
بالمقابل فإن تلكؤ الملك عبد الله بالدخول الى صفقة القرن ، ورفضه نقل السفارات الاجنبية الى القدس ، واصراره على عدم التخلي عن الوصاية الاردنية على المعالم والاوقاف الاسلامية في القدس ،اضافة الى تفاعلات قضية الاميرة – هيا – شقيقة الملك وطليقة حاكم دبي كذلك خلاف الملك عبد الله مع النتن جدا ياهو ، كذلك غضب ترامب وكوشنير على الملك الذي لم يستجب لمشروعهما الذي راهن عليه ترامب طويلا للفوز بالانتخابات الاميركية ، كذلك الاستعانة بالخبرات الاردنية المقيمة في الخارج لتمشية امور البلاد بدلا من القبائل العربية ، الامر الذي اغضبها ، كذلك الصراع البريطاني – الاميركي للسيطرة على الاردن ، علاوة على رفض الاردن للتطبيع على الطريقة الاماراتية مع الكيان المسخ – تطبيع اندماجي -علني وعلى مختلف الصعد – والابقاء عليه كما هو حاليا ومنذ اقراره منتصف تسعينات القرن الماضي – تطبيع دبلوماسي واقتصادي غير منظور ولا معلن ، من بعيد لبعيد تشوبه حالة من الفتور المخفي والمنظور – اضافة الى مشروع ما يسمى بالشام الجديد ” وهذا مخطط له ان يضم كلا من تركيا وسوريا ولبنان والاردن والسلطة الفلسطينية والعراق ومصر …” للتخلص من سيطرة الصين وروسيا وايران تدريجيا والخروج من عباءتهما في عموم المنطقة ، وقد تم بالفعل اتفاق الاردن ومصر والعراق بشأنه أما بقية الدول الاخرى فبإنتظار الانضمام اليه تباعا وفقا لأوضاعها الداخلية والخارجية ، الامر الذي ازعج قوى اقليمية ودولية كثيرة ، وهذه كلها عوامل تدفع الى تغيير نظام الحكم في الاردن لصالح هذا الطرف أو ذاك ..واظن بأن المؤامرة ما تزال قائمة حتى الان في كل من تركيا والاردن ومتوقع سقوط النظامين بين لحظة واخرى ، وان تصحو الجماهير على البيان رقم واحد في كل منهما في حال لم يحسما الموقف لصالحهما سريعا وبحنكة ودهاء، بخلاف ذلك فإن ملكا آخر ربما سيفتتح المقبرة الملكية في بغداد غير الملك عبد الله اذا لم يتحرك الاخير بسرعة للسيطرة على الامور ” علنا الكل مؤيد لإجراءات الملك ضد معارضيه وحزين بشأنه، ولكن باطنا وواقعا نصف المتعاطفين معه هم من اركان المحاولة الانقلابية ومن المحرضين عليها ضده حرفيا ” الا انه وفي السياسة فإن المعلن فيها دائما هو بخلاف المبطن وبدرجة 180 …فلاتصدق كل من يبكي من الساسة ولا من يضحك امام الكاميرات ” الضاحك امام العدسات في حقيقته – قد يكون مضروبا 60 جزمة ونعالا خلف الكاميرا وهو يحاول بضحكته المسرحية تلك ان يبدو غالبا وضاربا، لا مغلوبا ولا مضروبا – اما الباكي على حال الفقراء امام الكاميرات فهو من اشدهم ضحكا على الفقراء واكثرهم شبعا وتخمة من اموال الفقراء انفسهم ، وقد اكل الجمل بما حمل ! اودعناكم اغاتي