يبدو ان الاردن كدولة ونظام نسيت اليد التي امتدت ولا زالت في مساعدتها بل كسرتها من المرفق حين تتعامل معها فالعراق لم يتوقف يوما عن مساعدة الاْردن ماديا من خلال الأسعار التفضيلية او المجانية للنفط العراقي وهو يصل اليها باستمرار منذ ان سنّ هذه السُنّة السيئة النظام البعثي الشوفيني في ثمانينيات القرن الماضي حتى عمدت الدولة الاردنية الى إعمار مرافقها الحيوية وكل المؤسسات المهمة من أموال العراق بما في ذلك مطارها الدولي الذي يعلن على صفحته الرسمية ما مفاده أن إقليم كردستان ضمن الدول التي يدخل حاملو جنسيتها الى الأراضي الاردنية من دون تأشيرة الدخول الـ”فيزا”. والاشارة هنا “ضمن الدول” اي انهم يعتبرون ان كردستان باتت دولة وبحكم الواقع وهذه دعوة الى تمزيق العراق وتطبيق اجندة سعودية قطرية خبيثة ومقابل ذلك وفي نفس الخبر على الموقع الرسمي لمطار عالية الدولي يقولون ان هناك بعض الدول لا يمكنها دخول الاْردن بدون فيزا على الإطلاق ومنها ايران والعراق والحال ان اقليم كردستان هو جزء من الدولة العراقية فلا زال خارج أحلامكم السخيفة التي تريدونها ان تحصل ويضيف الموقع الرسمي بالقول أنه لا يمكن لأي مسافر الدخول الى الأراضي الأردنية من دون تأشيرة الدخول التي تمنحها السلطات الأردنية بأستثناء بعض الدول ومنها إقليم كوردستان.
وادرج المطار كلاً من ايران والعراق ضمن البلدان التي لا يسمح لمسافريها الدخول الى الأردن بلا تأشيرة دخول.
أليس ذلك من سخرية القدر أيها القرّاء الأعزاء ان تكون دولة مثل الاْردن أغرقها العراق بالاموال واستعطف عليها لتبني مدنها فتتعامل معها بهذا الشكل وتدفع تلك التصرفات الى الحقد والكراهية من أبناء الشعب العراقي لانه تمييز واضح وحاقد على العراق كدولة وعلى نظامها السياسي واستمرار في التعنت على ادخال بلدنا في متاهات التمزيق والاختلافات العرقية والقومية والدينية وبالتالي يتحقق حلم الاعراب الخليجيين ومؤسسات الماسونية في المنطقة وصولا الى الحلم العثماني لأتاتورك العصر اردوغان .
لكن لا يمكن ان ينالوا هؤلاء ما يريدون وعليهم ان يتذكروا تاريخهم وبيوت الشعر التي كانوا يستضلون بها قبل ان يتم بناء معالم مدنهم اليوم بأموال العراق وبالذات المطار الذي يعلنون ويقررون من خلاله الدولة التي يرحبون بها ومن هي الدولة التي يرفضون دخلوها ويذلون مواطنيها عندما تطأ أرجلهم أرض مطارهم .