23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

الارتباك الامريكي في محاربة داعش

الارتباك الامريكي في محاربة داعش

من المعروف ان لكل حملة عسكرية هنالك اهداف عسكرية واهداف سياسية تسعى الحملة العكسرية الى تحقيقها وبنسب متفاونة بين الهدف عسكري والهدف السياسي ويجب ان تكون هنالك حالة من التكامل بين الهدف العسكري والسياسي اي ان لا يتناقض الهدف العسكري مع الهدف السياسي، ومن يتابع الجهود الامريكية لمحاربة داعش في المنطقة العربية يخلص مباشرة الى ان هناك عدم وضوح في الرؤيا العسكرية والسياسية الامريكية لمكافحة داعش، وهذا يؤدي يالضرورة الى احتمالين الاول هو ضعف وعدم جدوائية هذا العمل العسكري والثاني عدم الوصول الى حلول سياسية تكون نتيجة محتمة للعمل العسكري، فامريكا في سوريا تحارب داعش ولكنها لا تريد ان تقضي عليه بشكل كامل ليكون وسيلة ضغط على نظام بشار الاسد فهي تريد نهاية حكم بشارالذي هو الاخر يحارب داعش وهو صاحب الارض و الجيش، وقد اخضعت المعارضة السورية الى الى اطياف مناخية منها معتدلة ومنها معارضة ذات مناطق ساخنة وباردة، ومن الجدير بذكره وحسب تقارير استخبارتية امريكية ان القوات التي قامت الولايات المتحدة بتدريبها وتسليحا وهي المعارضة المعتدلة كما يحلو لامريكا ان تسميها، لم يتبق منها الا اعداد لا تتجاوز الافراد حيث تم تسربهم واسلحتهم الى التنظيمات المتطرفة،وتسعى الولايات المتحدة ايضا الى عدم انهاء الجيش النظامي السوري الذي يمثل خط الصد الاول لمقاتلة داعش في سوريا،والذي يأتمر بأمرة حكومة بشار الاسد،ولم تقم القوات الجوية الامريكية في سوريا في شهر 9 و10 من العام الا بمئة طلعة جوية في حين نفذت القوات الجوية الروسية هذا العدد من الطلعات في يومين اثنين فقط،اما الجهد العسكري الامريكي في العراق الذي طالما وجهت له الانتقادادت لضعف ادائه في الحرب على داعش العراق فهو يتعامل بطريقة انتقائية وحسب ما يتماشى مع السياسة الامريكية وحسب التكتيك الذي يخدم مصالحة، وكلنا يتذكر كيف كان اداء القوة الجوية الامريكية عندما كان لهم جنود يقاتلون على الارض ابان الحرب على العراق عام 2003،اما اليوم فتثار الكثير من التساؤولات حول اهمية الطلعات الجوية الامريكية خصوصا بعد الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات المشتركة العراقية بجهودها الذاتية، وبعد العملية العسكرية التي يكتنفاها الغموض في منطقة الحويجة في العراق والحديث عن تقارير دولية حول نقل قيادات من داعش الى الولايات المتحدة الامريكية، خصوصا وان العملية تمت بدون علم الحكومة العراقية والتي يفترض ان تربطها بالولايات المتحدة الامريكية اتفاقية تحالف استراتيجي،ام بخصوص تسليح القوات العراقية فحرصت امريكا دوما على ابقاء

القوات العراقية في حالة من الحاجة الدائمة لها، وسعت دوما الى تدجين الجيش العراقي حتى جعلو منه قوة شرطية اقرب منها الى قوة عسكرية تمتلك قوة نارية كافية لحسم المعارك دون الرجوع الى الجانب الامريكي،فاي تضاد وارتباك هو الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة داعش في المنطقة.