23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

الارتباط والعمق التاريخي بين الثورة الحسينية والمهدوية ..

الارتباط والعمق التاريخي بين الثورة الحسينية والمهدوية ..

إن المتتبع لنهضة ثورة الإمام الحسين(عليه السلام ) وثورة الإمام المهدي(عليه السلام) يجد ان هناك ارتباطا وثيقا بينهما فكلاهما بقيادة إمام معصوم ، وعلى خط الله لنصرة دينه وإقامة العدل بين الناس ,وقد وردت نصوص كثيرة يتضح فيها هذا الارتباط ، وان ثورة الإمام المهدي هي امتداد لنهضة الإمام الحسين فهما جولتان في حرب تاريخية واحدة بين الحق والباطل ، كانت واقعة الطف جولة دامية منها انتصر فيها الباطل ظاهريا ، أما ثورة الإمام المهدي فستكون الجولة الحاسمة التي ينتصر فيها الحق على الباطل ، ويطبق الدين الإلهي في إرجاء المعمورة ، وينتشرالعدل في ظلاله ، وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري .

وقد تصدى الشارع المقدس وفي مناسبات عديدة وبصور مختلفة لإبراز وبيان الارتباط الوثيق بين الثورة الحسينية والدولة المهدوية ودولتها العالمية , وكأن الثورة الحسينية تمثل الحركة التمهيدية والأسس الرئيسية الثابتة للثورة المهدوية أي إن غايتها وهدفها هو الثورة المهدوية أقيمت وانطلقت من اجل تحقيق أهداف الثورة الحسينية. ومن هذا نستنتج ان ثورة الحسين كانت المقدمة اما ثورة المهدي فكانت النتيجة .

فان لظهور الإمام المهدي ولنهضة الإمام الحسين (عليهما السلام ) مفهومين أساسيين هما (العدل والحق) وهما عبارة عن مرحلتين تتكامل فيهما فلسفة هذه العقيدة وترشد سلوكيات الإفراد وأخلاقهم بما يتلائم مع مقاصد الشرع الحنيف واهداف الحلقة الانسانية وحينئذ يصار الى خلق مجتمع فاضل متحضر يسعى الى تمثيل القيم والمثل في حركته العامة .

ومن ابرز ثمار ثورة الامام المهدي عليه السلام :

1 – الثأر للحسين والأنبياء والأولياء الصالحين والاقتصاص من ظالميهم

2- إجراء سنة العدل الإلهي وانتصار الإرادة الإلهية على قوى الشر والفساد

3- إقامة الدولة الإسلامية العالمية وهي الحلم الذي يطمح إليه المتدينون في التاريخ

4 – إدامة سنة الاختبار والتمحيص والكشف عن النخبة الصالحة والفئات غير الصالحة

5 – فرصة لرجوع العاصين الى الحق والإنابة إلى الله قبل يوم القيامة

6 – البعد المستقبلي البنائي للهويتين الحسينية والمهدوية

وهكذا فان كل من الانتماء للمنهج الحسيني والانتظار يمثلان تحديا لسلبية الواقع المنغمس في قبعات القيم المنحطة فالانتماء جاء ليمثل انعتاقا من سلبية الوعي ويحرر العقل ويعيد معايير القيم إلى المسار الصحيح اذ إن الفكر الإصلاحي يعي إمكانية الخروج بالوعي من حالة السكون إلى حالة الإبداع والانتظار يعني إن نستعد لاستقبال عصر الخير والعدل والانتصار .

فقد ذكر الأستاذ المحقق الصرخي الحسني في بحث الثورة الحسينية والدولة المهدوية :

(وبعد ذلك كله اصبح واضحا الارتباط بل الاتحاد بين الثورة الحسينية والثورة المهدوية وتحقبق دولة العدالة المقدسة حيث البعد والامتداد التاريخي الزماني والمكاني عند اهل الارض وسكان السماء ,فالملائكة والانبياء والمرسلين (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين )يعيشون ثورة الحسين وثورة المهدي وترقبوا ويترقبون انطلاق الثورة وتمنوا ويتمنون بصدق وعزم وثبات ان يكونوا من الانصار الاخيار وممن يعيش فكرا وقلبا وجسدا ثورة التضحية والفداء الحسينية وثورة التكميل والاخذ بالثار والانتصار للمستضعفين التي يقودها المهدي عليه السلام فيؤسس دولة النبي المختار صل الله عليه واله وسلم الموعودة ونسال الله تعالى ونتوسل اليه ان يجعلنا من الانصار الثابتين على الحق والانتصار له والاخذين بالثار مع الامام الهمام صاحب العصر والزمان وجعلنا من المتشرفين بالعيش في دولته الكريمة العادلة .).