18 ديسمبر، 2024 8:07 م

الارادة العالمية والقوى الخفية ارادت الصراع والخلاف والدمار للبلدين الجارين

الارادة العالمية والقوى الخفية ارادت الصراع والخلاف والدمار للبلدين الجارين

معادلة الحرب لم تؤسس لسلام دائم بين البلدين( العراق وايران )، فضحاياها ما زالوا في شوارع بغداد وطهران معاً، وبقايا لافتاتها السود معلقة، لكن بفارق الحاضر الذي يسبغ الحياة الإيرانية بالتعافي والشماتة، التي تجرع زعيمها الخميني وقتها كأس السم، وهو يوافق على وقفها، بعد أن خسر الطرفان ملايين الضحايا بين قتيل وجريح واقتصادين مدمرين بالكامل.

وخرج العراق منتصراً عسكرياً وسياسياً، كما كان يعلن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو يجول بعباءته العربية ساحة الاحتفال الكبرى ببغداد التي ادخرها لهذا الحدث التاريخي، وليرسل رسالة إلى الآخرين في الطرف الشرقي، بأن انتصاره كان للعرب الذين آزروه في الحرب، ووضعوا كامل طاقتهم لمعاونة شعب العراق في حربه على إيران، رغم تواصلها ثماني سنوات مريرة، استمرت ليل نهار بين كر وفر.

ودُمرت خلال الحرب مدن، وأزيلت قرى، وهجّر مئات الآلاف من سكان الحدود في جبهة طولها 1300 كيلومتر، تمر بجبال ووديان وسهول وبراري، واجتثت أكثر من عشرة ملايين نخلة بشظايا الحرب، واستُخدمت وقوداً للتدفئة وطعام الجنود.

وشهدت المعارك استخدام كل أنواع الأسلحة بمختلف الأعيرة، وجربت كل أنواع الطائرات التي أغارت على عمق البلدين، وأفرزت أساطير من أشكال الصمود وسفر التحدي الذي ظل سمة الحرب في صراع الإرادات، التي يتداخل فيها ما هو تاريخي وجغرافي مع تنوع عجيب لكل النوازع وتيارات الموالاة والمعارضة في عموم أطراف الحرب، المحلية والإقليمية والدولية.

وكان عمق إيران البالغ ثلاثة أضعاف عمق العراق وبعد عاصمتها عن الحدود البرية ضمانة لها من أن لا تسقط بسهولة، كما سقطت مدن الحدود الإيرانية التي تداعت في الحرب الخاطفة التي تمكن العراق من شنها في السنتين الأوليين، خصوصاً مع ترجيح الوصول إلى بغداد في أي خرق محتمل، حيث تبعد 120 كيلومتراً، في جبهة طويلة مشتعلة على امتداد 1300 كيلومتر.

وكانت التعبئة الإيرانية والنفس الطويل هما اللذان حكما استراتيجية المواجهة الإيرانية للجيوش العراقية الثلاثة، والفرق التي ازدادت إلى أكثر من 32 فرقة، بعد أن دخل الجيش العراقي بتسع فرق فحسب مطلع الثمانين أول أيام الحرب، واضطر لتعبئة المدنيين، وسحب كل القادرين على الحرب، ما جعل الجيش يتضخم بهدف الإمساك بالأرض والدفاع عن ثغرات الجبهة الطويلة.

وبرز خلال الحرب الدعم العربي والإقليمي الذي انخرط حيزه الأكبر لنصرة العراق، لا سيما دول الخليج، التي قاتلت بالمال والدعم المعنوي لمد جبهة الحرب العراقية بما يمكنها من الاستمرار، لكي يتمكن العراق وجيشه من الانتصار، رغم الخسائر المادية الجسيمة، والتكلفة العالية للمعارك التي خاضتها القوات العراقية على الجبهة الملتهبة.

الثابت، أن العراق اضطر راغباً إلى أن يعلن قبوله مبادرته لوقف الحرب طوال السنوات اللاحقة لعام 1982، لكنه قوبل بتعنت إيراني ورفض الامتثال لحالة وقف الحرب، اعتماداً على دعم جديد تلقته إيران من بعض الدول، في مقدمتها كوريا الشمالية وسوريا وحزب الله اللبناني، ودول أخرى وجدت في هذه الحرب ما يؤمن مصالحها السياسية والاقتصادية.

من جانبه ظل العراق يعتمد على تفوقه الجوي، وحصوله على أحدث الطائرات في العالم بدعم الغرب وأموال الشرق، لا سيما طائرات سوبر اتندارد الفرنسية المتطورة التي كانت لها مقدرة التحليق فوق طهران وضرب أهداف منتخبة، لا سيما الاستهداف المستمر لمنشآت إيران الاستراتيجية، مثل المنشآت النووية وجزيرة خرج البعيدة والاستراتيجية وتدمير عقد التعبئة الحيوية، مع إقامة سد ناري بري في سواتر الحرب ونقاط الاشتباك القريبة.

أما إيران التي أعلنت أنها انتقلت من الدولة إلى الثورة بعيد عام 1979 فإنها اعتمدت على تصفية خصومها في الداخل وتغيير استراتيجية الحرب إلى تكوين جيش غير تقليدي، آفل من أيام الشاه، وذلك بتأسيس الحرس الثوري والباسيج وتكوين فيالق المقاومة والاستخبارات، وتغيير عقيدة الحرب إلى السلطة الدينية (الثيوقراطية)، التي مكنتها من تسويغ حجم ونوع الضحايا وإعلانهم “شهداء من أجل تحرير القدس والدفاع عن المقدسات وصولاً إلى كربلاء”.

وقد استثمرت هذا الجو العاطفي الحماسي لتصفية خصوم الثورة وإعادة وظيفة أجهزة الدولة المدنية نحو العسكرة، وقد نجحت في تأمين مقاتلين تزج بهم على الجبهات وهم يحملون مفاتيح كربلاء، الذين قيل لهم إنهم بمجرد عبور السواتر العراقية في البصرة والعمارة وديالى وخانقين وجبال زاغروس سيصلون إليها.

كانت حرباً شرسة في عقيدتها وفي حجم ونوع التعبئة التي رافقتها، وفي حجم خسائرها البشرية وأعداد الأسرى والمفقودين الذين راحوا ضحايا في البلدين، ما ولد آلاف المشكلات التي بدأت ولم تنته، خصوصاً العداء المستحكم في نفوس الشعبين، وتاريخ دموي من الصعب أن يُمحى بيسر.

أما الاستراتيجية العراقية، فأحيت الموروث التاريخي العدائي بين البلدين من أيام الصراع العربي مع الفرس الساسانيين والأخمينيين وكورش الذي دمر بابل، وروج الإعلام العراقي لحكايات غزو العيلاميين الفرس العراق ونقلهم مسلة حمورابي، ما أحيا تاريخاً من العداء مع خراسان وأرض فارس مع العرب، ومعركة ذي قار مع كسرى باستحضار الماضي وزجه كمسوغ للحرب، وإطلاق اسم “قادسية صدام” على تلك الحرب، والتذكير بنار معابد الفرس المجوس، وإذكاء كل ما يثير الحنق ويبرر ويوفر مصدراً للتعبئة، مع سيل من الحجج من كل طرف بأنه هو من بدأ الحرب.

معادلة اليوم اختلفت وانقلبت تماماً بعد احتلال العراق عام 2003، إذ دخل الإيرانيون العراق وكأن أبواب الجنة فُتحت لهم بتمكن الأميركيين من تغيير معادلة حكم العراق، بإسقاط نظام صدام حسين وتحولهم إلى سلطة أخرى للعراق يحكمها نظام المحاصصة والمكونات والسماح لأطراف المعارضة العراقية السابقة التي احتضنتها إيران عقوداً من الزمن وتربت في كنفها، بأن تتولى السلطة بأحزابها الموالية، التي كانت تتقدم خطوة واحدة على منطق الإدارة الأميركية التي أعلنت تزعمها مشروع التغيير في العراق، وتحويله إلى بلد ديمقراطي كما تخيلت.

في وقت كانت فيه القيادة الإيرانية أكثر معرفة بالجمهور العراقي واستخدامها المتواصل أسلوب الترغيب والترهيب والتوغل المستمر داخل المجتمع العراقي واستمالته بأدوات محلية، يساندها في نجاح مهمتها أمران: حل أجهزة ومؤسسات الدولة العراقية ونظامها السابق، وتحالف الأطراف العراقية الشيعية الموالية إيران، لا سيما التي عادت من إيران، مثل قوات بدر والمجلس الأعلى وحزب العمل وسواها، مع إصرار كردي على حل الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية العراقية التي تحمل تاريخاً طويلاً في صراعها مع إيران الثورة، وأوقفت تصدير ثورتها ربع قرن، لكنها وجدت في النيات الأميركية التي تمنت أن يمتثل العراقيون لمنطق عملية سياسية من خلال تمثيل محاصصي خلق فوضى غير مسبوقة في تاريخ المنطقة.

كل ذلك وفر غطاءً للجنرال قاسم سليماني، وهو من نتاج الحرب العراقية – الإيرانية، لإدارة أصابعه ومد حباله القوية في التحكم بالمشهد العراقي، بل القدرة على النفاذ والتأسيس العسكري داخل العراق، بدافعية مركبة هي مزيج من ثقافة حرب الثمانينيات الذي كونت محتواه العقائدي وخبرة ميدانية، مع اتباع مطيعين قادهم ضد دولتهم أيام الحرب كمعارضين شرسين، ساعده في ذلك غياب عربي حقيقي، وخشية أطراف عراقية عقوبات أميركية محتملة عليهم، بعد أن أبعدت كل الزعامات العراقية التي سبقت عام 2003، وصدرت أحكام ضدهم، ووضعتهم في لوائح العقوبات، مع توفير غطاء قانوني بحل مؤسسات الدولة التي كانت تملك ذاكرة الحرب، وإحالتها على التقاعد، لكن من دون أجر أو نهاية خدمة!

ومؤكد، أن جيلاً عراقياً جديداً يسعى لاستعادة قوته، والعمل المستمر على بلورة عراق جديد، لن يخضع لهيمنة أي قوة أجنبية، شعاره “نريد وطناً”.

والجدير بالذكر الاشارة الى مايلي :: لم أكن يوما من المقتنعين بأن إيران تتدخل في العراق لأسباب استراتيجية تتعلق بالأمن القومي الإيراني فقط، بل أثق بأن هناك أسبابا دينية مذهبية تتغذى على أحقاد فارسية تاريخية تجاه العراق وأهله.

تاريخ العراق الضارب في عمق الحضارات منذ العصور السحيقة يعرفه الباحثون والمتخصصون في التاريخ والحضارات، كما يعرف هؤلاء أيضا أن النعرات العنصرية والمذهبية ظلت طيلة التاريخ هي المحرك الأساسي لإيران الصفوية تجاه العرب بشكل عام وبلاد الرافدين بشكل خاص.

أما تاريخ إيران ومواقفها تجاه العرب السنة، والعراقيين منهم تحديدا، في العصر الحديث فمعروفة للجميع ابتداء من ثورة الخميني عام 1979، ورفع شعار تصدير الثورة وغير ذلك.

الدولة الصفوية كانت دولة شيعية بالأساس، وعرفت بعدائها وكراهيتها الشديدة للعرب والسنة، ويقال إن الملوك الصفويين كانوا يبنون أهراما من الجماجم عقب ما يرتكبونه من مذابح وحشية، وهم من عرفوا محاكم التفتيش قبل أن تعرفها أوروبا في القرون الوسطي، فضلا عما يذكره التاريخ من استباحة النساء والأعراض وغير ذلك من مآس وانتهاكات بشرية بشعة لو حدثت في العصر الحديث لكان مرتكبوها قد عرضوا على الجنائية الدولية من دون تردد.

ويشير باحثون عراقيون في التاريخ القديم إلى أن تاريخ العلاقات مع إيران هو تاريخ مكتوب بالدماء ومليء بالأحقاد وعقدة الثأر الإيرانية من العراق والعراقيين. ويشير هؤلاء إلى أن اعتداءات إيران على العراق تعود إلى مرحلة التاريخ القديم، حيث كانت اعتداءات الإيرانيين هي السمة المميزة لتلك المرحلة، حتى هزيمة الفرس على يد العرب المسلمين، وكانت فترات الظلام في تاريخ العراق القديم هي تلك التي سيطر عليه فيها الإيرانيون الغزاة، حتى أن باحثا عراقيا معروفا يقول إن الإيرانيين ما تركوا فرصة طيلة التاريخ القديم لغزو العراق إلا واغتنموها.

تشير دراسات التاريخ أيضا إلى أن الإيرانيين تسببوا في تدمير مراكز حضارية كثيرة طيلة التاريخ العراقي القديم، ولم يتخلص العراق من السيطرة الفارسية سوى مع الإسلام، حيث هزم العرب المسلمين الفرس في معركة القادسية في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه لدرجة أن بعض المتخصصين يعتقدون أن طول الفترات التاريخية التي استغرقها الاحتلال الإيراني للعراق قد غرس في الوعي الإيراني الفكرة القائلة إن العراق جزء لا يتجزأ من إيران.

شخصيا، لا اعتقد أن هذا التفسير دقيق تماما لأن الطموح الإيراني يتجاوز العراق إقليميا بمراحل، فهناك توغل في سوريا وهناك محاولات في اليمن، وهناك الآن تدخلات غير مشروعة في الشأن الداخلي البحريني، ما يعني أن هذه التدخلات لا ترتبط بالتاريخ فقط، بل لها أبعاد توسعية ترتدي رداء مذهبيا.

ما سبق لا ينفي أن لإيران أطماعا في العراق تحديدا، وهي أطماع تتغذى حديثا على رغبة دفينة في الثأر والانتقام مما لحق بإيران خلال فترة حرب الثماني سنوات، التي عانت خلالها الكثير على يد الجيش العراقي، لذا لم يكن مفاجئا أن تكون لإيران خطة مدروسة للانتقام من كل من شارك في تلك الحرب من العسكريين العراقيين، بل كان من ضمن الخطة اغتيال العلماء والباحثين وكل من يستطيع المشاركة في بناء عراق قوي قادر على أن يقف على قدميه بعد طي صفحة صدام حسين.

وفي ضوء هذا التاريخ المعقد والأحقاد الدفينة للإيرانيين تجاه العراق والعراقيين، يبدو من السذاجة التسليم بتصريحات المسؤولين الإيرانيين الحاليين بأن التدخل العسكري في العراق يستهدف مساعدة العراقيين في تحقيق الأمن والاستقرار، فهذا الهدف ليس مدرجا على أجندة إيران ولا يمكن أن يدرج مطلقا، فكيف لدولة تكن كل هذا الحقد والكراهية تجاه العراق أن تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار فيه!، ثم إذا كان هذا الكلام صحيحا فكيف يمكن أن نفسر حملات التطهير العرقي التي تشنها ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية ضد السنة العراقيين؟:

 

مفيد معرفة الحقائق التاريخية التي تؤكد بأن الخميني ونظامه وجدا الفرصة التاريخية لاقتلاع كيان العراق كدولة عربية مستقلة، وتحويله إلى تابع ذليل للإمبراطورية المغلّفة بالدين والمذهب بعد انتصار ثورة الخميني، الذي “يقدسه” بعض المتخلفين، وهو من أفتى بإزاحة نظام صدام حسين وتدمير العراق، حتى وإن لم يتحقق له هذا الهدف في حياته، بعد اعترافه تجرّع كأس السم لإذعانه بوقف الحرب، حيث مات بعدها بسنة، ليتحقق بعد ذلك في سياسات خلفائه وموالي عقيدته المدمرّة. فهل يستفيق البعض ممن يقدّسون الحاقدين على العراق والعرب ويعودون إلى رشدهم؟

تساؤلات تبدو منطقية في سياق التعرف على الأسرار الكامنة وراء انتقام الخميني من العراق، وهل كان السبب هو الطلب منه مغادرة العراق، فقد سبق لتركيا أن طردته ورحّب العراق به ضيفاً ولم يشن عليها حرباً انتقامية عبر أدواته مثلما فعل مع العراق، كما أن الكويت لم تسمح له بالدخول إلى أراضيها. ثم دخل الفرنسيون على الخط بشكل مفاجئ، فاستقبلوه ووفروا له الرعاية ومكنوا بطريقة ملفتة وسائل الإعلام والصحافة العالمية لنقل أحاديثه ودعوته إلى إسقاط نظام الشاه.

من المفيد التذكير ببعض الوقائع التي تشير إلى أن الخميني حمل من الحقد على نظام صدام ما جعله يضع في عقله مهمة الانتقام منه ومن العراق، قبل اهتمامه بخدمة الشعوب الإيرانية ونقلها من استبداد حكم الشاه وظلمه إلى حالة الرفاه والحرية والأمان، التي لم يتنعم بها، حيث تعيش اليوم أقسى حالات الفقر والجوع، فيما تسخّر المليارات من الدولارات لصناعة أدوات الموت والدمار الشامل من صواريخ ومشاريع للقنبلة النووية ورعاية الأدوات الميليشياوية داخل العراق وتهديد أمن بلدان الخليج.

أكثر الشعوب التي لحقتها أضرار نظام الخميني هو شعب العراق بعد شعوب إيران، وبسببه وقوع أبنائه، في غفلة من الزمن، تحت حكم أحزاب بعضها لا يعلن الولاء لنظام طهران، وبعضها الآخر يجاهر بذلك، لا يهمه قتل الآلاف بل الملايين من أجل عقيدة متحجرة بديلا عن المدنية والتحضر والبحث عن سبل المعرفة والتنمية.

هؤلاء الواقعون تحت أوهام الخرافة وزيف الإسلام السياسي لن يتزحزحوا عن مواقعهم المدمرّة إلا بعد صعقات متواصلة من صدمات المعرفة الحقيقية بسياسات نظام الخميني وحقائقها، ولعل ثورة تشرين – أكتوبر العراقية واحدة من تلك الصدمات العنيفة، ولهذا السبب الجوهري جعلوا من شبابها هدفاً للموت. لكنها ليست السبيل الوحيد لإزالة الغشاوة من العيون، وتخليص العراقيين من هذا البلاء.

وهنا تصبح الحاجة ماسة إلى جهود وطنية سياسية وثقافية وإعلامية متواصلة، لا تستهدف العداء للشعوب الإيرانية ولمعتقداتها، بل لمناصرتها إلى جانب شعب العراق للخلاص من هذا الوباء، وكشف الحقائق السياسية لرموز النظام الإيراني الذي أسسه الخميني والقائم على الحقد والانتقام من العراق والعرب.