18 ديسمبر، 2024 4:01 م

الاديب … واللقب العلمي

الاديب … واللقب العلمي

ازدادت مؤخراً ظاهرة (اعلانية) بتظهير المؤلف غلاف كتابه صورة شخصية وسيرته الذاتية.
واذا كان مثل هذا الاعلان قد وجد له ما يبرره، فأننا اليوم نفاجأ باعلانات من نوع أخر وعلى المستوى الثقيل… حيث لا تكاد تخلو جريدة أو صحيفة يومية من كتّاب يزينون اسماءهم بــ”د” اختصاراً للقب دكتور.
ورغم حساسية التعرض لظاهرة كهذه، انتشرت في العراق خلال السنوات الاخيرة، “واخشى من تهمة الحسد لخلو سجلي الشخصي من هذا اللقب” رغم كل هذه المحاذير فأنني اطمئن البعض الى انني لن اتعرض في هذه العجالة للكيفية التي حصلوا فيها على هذه الـــ”د” ولن اشير الى المؤسسات المشبوهة داخل العراق وخارجه التي اتاحت للكثيرين من ادعياء العلم والثقافة وامكانية شراء هذا اللقب حتى صار بمقدور حملة الشهادة الاعدادية (وحتى الذين لا يحملونها) تزيين اسمائهم بلقب “دكتور”.
في مقابل كل هذا لم يغب عن بالي، ولن يغيب مدى ما يوحي به هذا اللقب، ومدى مكانته ورفعة شان حامليه ممن حصلوا عليه بالجهد وسهر الليالي، وادرك، وان اختلط الحابل بالنابل، ان الزبد سيذهب جفاء.
من جهة اخرى لن اشغل نفسي في هذا المكان بفرز (القشور) عن (الحنطة)، بل سأحاول فقط تسليط ضوء ما على عشوائية استخدام هذا اللقب هذا من خلال موقعين متناقضين، كنت شاهداً عليهما، لشاعرين معروفين. الموقف الاول تمثل في الغضب الهادىء والخجول لشاعر على مسافة قريبة من نيل لقبه كطبيب “دكتور” حينما اعترض على تثبيت الــ “د” قبل اسمه اثناء نشر قصيدة له في احدى الصحف المحلية.
الموقف الثاني تمثل في الغضب الجاد الذي اعترى شاعراً معروفاً لان الصحيفة المحلية (اسقطت) لقب (الدال) بقصد او بغير قصد من اسمه اثناء نشر مادة ادبية له، هذا الغضب وصل الى حد التلاسن مع رئيس التحرير ومحرر الصفحة، مما جعل رئيس التحرير ان يطالب (الدكتور) بشهادة الدكتوراه الممنوحة له وصحة صدور الشهادة من الجامعة بكتاب سري لتتمكن الصحيفة من تثبيت (الدال) قبل الاسم، فضلاً عن تقديم اعتذار له في مكان بارز من الصفحة الادبية.
في الموقف الاول رأيت الكثير من المنطقية في اعتراض الشاعر (الطبيب) على تثبيت الـ (د) لأنه وحسبما برر ذلك كان ينشر مادة ادبية وليس بحثاً في اختصاصه الاكاديمي.
وفي الموقف الثاني رأيت ايضاً من المنطقية في مشاكسة المحرر ورئيس التحرير للاديب المذكور واسقاط الـ (د) من اسمه لمعرفته بالكيفية التي اشترى فيها هذا الاديب شهادة الدكتوراه ولخبرته ايضاً في الاسواق والبورصات (الجامعية).