من يبحث بالقياس، ويقيس بالأرقام، فذلك من عمل الشيطان، وليس بعقل المنطق، ولا يقدم خدمة للمواطن، بل لا يفكر ألا بمصلحته، ويأخذ أكثر مما يعطي، فهذا لا شك غير مؤتمن، ولا يصلح للقيادة، ومن الطبيعي لا يستطيع أن يوفق بين الجميع، لتسير العملية السياسية، لذا أهل القياس لديهم مشاكل فيما بينهم، وكذلك مع الائتلاف الوطني، لديهم اختلاف في وجهات النظر، فضلا عن باقي الكتل.
القوانين التي لم تشرع في الدستور، لها أهمية كبيرة للمرحلة القادمة، لتنظم العمل وتساعد على تفعيل دور البرلمان، ولكي ننهج نهجا صحيحا، على التحالف الوطني، يتخذ مواقف جريئة، ويعمل عمل مؤسساتي، ويجدول القضايا، ويبدأ بتفكيك المشاكل، وفق مبدأ الأهم ثم المهم، وحلحلتها بطريقة مرضية للجميع، وخلق أجواء تساعد الشعب العراقي، للنهوض بواقعه السياسي والاقتصادي، لذا لابد من شخصية لها حضور ومقبولية، لقيادة التحالف الوطني.
إن التصريحات في الاعلام، على ترشيح السيد علي الاديب، عن دولة القانون، لرئاسة التحالف، وتقديمه وفق مبدأ الأصوات، فهذا منافي للعقل والمنطق، لأنه لا يجوز الجمع بين رئاسة الوزراء ورئاسة التحالف الوطني، لنفس الكتلة، والأمر الأخر لكي يكون العمل تكاملي، ويكون العمل مؤوسسة حقيقية تدير البلد بصورة ناضجة، ويخرج القرار رصين في كل المجالات ومدروس بشكل جيد، وفق مبدا المشاركة للانطلاق نحو الفضاء الوطني.
إن الأمر الذي يخشاه دولة القانون فرع المالكي، هو القرار السياسي الذي سيخرج من رحم التحالف، وهذا ما لا يرغب به، لأن القرار الجمعي يفقدهم ميزتهم، ويكشف خطاياهم، للفترة السابقة، والذي تبين الأن للشعب العراقي، كثير من الملفات تمت أدارتها، بشكل خاطئ، أما تفعيل القوانين وإقرارها، أصبح ضرورة، للمرحلة القادمة، وهذا يتطلب جهد كبير، لكن بيد من يتمتع بثقة الجميع، وهذا الأمر يفتقده الاديب.