23 ديسمبر، 2024 4:54 م

الادماج بين فضاء الأنا و دال الصورة الغيرية

الادماج بين فضاء الأنا و دال الصورة الغيرية

قراءة في مجموعة ( غيوم تكركر ) لفرات صالح
أن القارىء لأنساق الملامح الذاتية الشعرية داخل فضاء الوعي الدلالي و القصدي في عوالم قصيدة مجموعة

( غيوم تكركر ) للشاعر البصري فرات صالح ، لربما

يواجهها القارىء على أنها محورية فكرة تستطيع بذاتها

من الناحية الغيرية و الذاتية أن تؤسس لذاتها الشخصانية

ثمة تصورات أجمالية من حدود الأفق الأتساعي المراهن

في إقران صوت الأشياء على نحو سلسلة تشخيصية كاملة

من فكرة تسعى دائما الى وضع ديمومة الدال الشعري بموجب طابعية تنتهي بخلاصة خاصية نادرة من الأستقلالية

الخاصة في رسم مفردات الأشياء كحتمية ثيمية يتم من خلالها

الطرح الصوري في القصيدة على نحو مهيمن و راسخ داخل أتون الأتجاهات الواحدية و الثنائية من علاقة ( العام / الخاص / الذاتي الغيري ) أن هذه التعددية المعيارية في مكونات فضاء قصيدة مجموعة الشاعر ، هي بدورها ما جعل فعل التلقي للنص ، يتم على أساس حاجة دلالية يستظهر من خلالها شكل القصيدة عبر فضاءات ايقونية قادرة على أن تقيم وعيا حسيا راصدا في صميم تجربة و حقيقة العلاقة التتابعية بين الأدماج النوعي القائم بين دلالة الوجود الصوتي في منطقة الأنا الشاعرة و بين تجليات وعي غيرية تعدد أطر الآخر الذي هو خارج مقام و حدود فكرة محور عملية الغيرية

الأدراكية المستوعبة في شكل قراءة النص الملموس و الظاهر عينيا .

أربعون عاما ( قصيدة : نظارات جدتي )

وجدتي تبحث عن نظاراتها

لتصوغ نهاية

للحكاية الفاغرة

ليعود أبناؤها

من الأرض الحرام

و أحفادها من الشتات

أربعون عاما

و الحكاية معلقة بالسقف

كقنديل مطفأ .

أن المشهد الشعري في نسيج هذه الشبكة الدوالية لعله يبدو و كأنه طقسا من طقوس تناوبية كشف حكاية زمن لحظات الذاكرة الغيري المتصلة و حدود حالات صورة ( الآخر /الموت / الأنبعاث / إحادية الازدواج الأنتاجي ) وصولا الى

فسحة مظهرية من زمن حركية الأشياء استخداما عكسيا في إقامة دائرة التناوب و الأزمنة في محصلة كشف دليل المعنى الراسخ في رحلة حياة الدال نفسه : ( أربعون عاما : مظهر زمني ــ صورة أزمة ــ الأنتظار الحامل للوازم قطب الذاكرة : وجدتي تبحث عن نظاراتها ــ مصدر يعتبر واحدا من أشكال تحديد الإضافة بالمعنى الرمزي الذي يجرى في نطاق النواة الأولية من وجه الإشاعة الغيرية الدالة : للحكاية الفاغرة ــ نهاية ــ بداية = موقف من الإحتمال التعويضي المباشر الذي يوحي قرائيا بتكافؤية صوت تواصل / توقف .. ليعودوا

أبناؤها من الأرض الحرام .. و أحفادها من الشتات ــ جملة دوال متقاربة الصلة إزاء محورية / الأنا / الغيرية = شكلا من أشكال البؤرة المشبعة بطابع تأثيرية مؤشرة في إشاعة

مضمون متناوب بين ــ أربعون عاما ــ و بين دلالة ــ جدتي ــ

و بين توزيعية الشكل الصنفي في وجه أحوال الصوت المتعدد = الإقتران = الكشف = مواصلة النمو القصدي و الإيحائي نحو التأثير المفصليي داخل مدلول الأصوات الشعرية و مرجعيتها و حالاتها الأفقية ) أن الشاعر فرات صالح في حدود منطقة محاور هذه القصيدة تحديدا يسعى

الى مرحلة من الإحراز الوقائعي المتفارق في مجاز فضاء الأصوات الملفوظية وصولا منه الى كلفة أتصال الادماج

الخطابي بين مستوى إطار حكاية الماضي و بين بنية الصورة الغيرية المرسومة بالموقف السببي و الذي هو بالمقابل يشكل

سمة خاصة في قابلية جدية الخطاب في المقاطع الشعرية :

( أربعون عاما ــ و الحكاية معلقة بالسقف ــ كقنديل مطفأ ) الشاعر هنا يستبعد الأفتراض التوليفي مع مصوغاته الأحتمالية الأولى من زمن تصور دال الجدة في البحث عن دليل نظاراتها . تبعا لأن حالة العون الرمزي في دال

( نظاراتها ــ تصوغ ــ نهايتها ) أضحت لنا غاية إحالية مراوغة على نحو مسار أمتداد في حالة حلقة اللاأستجابة في

دليل ( معلقة ــ السقف ) وصولا الى متباينة إطلاقية الدلالة القصوى في جملة ( كقنديل مطفأ ) و ليس هذا الأمر بأي حال سوى كفاية مدلولية تتمثل بوازع نواة ( الموت / الانتظار / التوقف / النهاية ) غير أن حافزية دلالة جملة ( أربعون عاما) يمكننا أن نلمسها في مفتتح تجربة القصيدة على أساس من أنها محض علاقة إطلاقية نحو مسعى فرصة التكيف الزمني مع مشروعية أدوات الحقيقة التقويمية الدائبة في تدوين لائحة

الإقامة و الاتصال في منطقة الأسباب و الدوافع الزمنية و المكانية .

( فرضية المعنى في استمالة دال الفكرة الغيرية )

أن ظاهرة النزعة الحوارية الغيرية و الخفية في مساع صوت الشاعر قد لا تتطابق أحيانا مع ظاهرة الجدل الشكلي الدلالي الواضح الذي يحظى بالمساحة الكاملة أحيانا في تركيبة معينات صورة محاور النص المركزية ، بل أننا أحيانا نستعرضه كوجود أحوالي متحدث مقابل مرئيات أفعال و موجودات الإتجاه الواحد في حالة تعدد بؤرة الإتجاهات

النصية في صوت و دال ( أنا الشاعر ) ، و بدرجة شبه معلومة و شبه محاورة و شبه قصدية في المعنى الشعري

و علاقاته العضوية . أن حقيقة الإحالة الغيرية في إجرائية

طبيعة صوت النص أحيانا تتمثل لنا كمقدرة حركية شفافة

ورابطة من شأنها أولا خلق حقيقة طرفية معاكسة بمداليل الفكرة المركزية في القصيدة و عبر فاعلية مخيلة لا تميل الى فضاء امتداد إحادي الاتصال و التعليق في محفز و تضاعيف

تحويرات الأنا الشعرية و الغيرية المخالفة .

أعترض الرخ طريقي ( نص:في الحبر ضاعت أيامي)

ولم أكن ملكا

لم أصبح سكينا

حين أغوتني بطيخة ناضجة

هل كنت جرحا ؟

الشاعر صالح في بعض قصائد مجموعته شديد الحساسية

في تعليق الأداة الشعرية و توصيفاتها ، إذ نجد القصيدة لديه أحيانا بالغة في تجاهل واقعا حاضرا .. إذ أننا نجدها أي القصيدة عبارة عن تأكيد غيري مراوغ على فسحة أستقلالية

الأنا الشاعرة ، حيث لا تسعفها في حين حتى أنفعالات الذات و أتساعا المخالف في وجه محاور المعنى الاستدلالي الكامن في رقعة الأنا المتكلم ، بل أننا نجدها حينا مجالا لحياة واسعة

من المواجهة مع مقصودية دال ( الأنا الغيرية ) على حين غرى تبقى ميولات القصيدة الدلالية موضوعا استثنائيا لفعل مرور التأويل و الافتراض الاستفهامي المشروط .

( تعليق القراءة )

أن مفردات التفاصيل الشعرية التي واجهناها في تنويعة قصائد ( غيوم تكركر ) لربما راحت تكتسب بتوجهها

ب( الأنا الغيرية ) قابلية مقنعة و حاذقة في تحقيق

موضوعة الزمنية المتوجهة بروح فحوى دلالة القصيدة الى

أقصى نقطة تداخل في الاستجابة و المساءلة و الاختلاف و الاتفاق في مضمون الدال الشعري . و كلامي في قراءة مقالي هذا مهما كان غامضا و ملتبسا أو غير دال من جهة بشكل كاف ، فأنه حتما سوف يعكس خلاصة إفهامية ما في مدلول

مرآيا الحقيقة الفاعلة و التي لربما في الحقيقة تتجاوز أمكانية أطروحة شروحي المتصورة هذه حول منجز قصائد الشاعر فرات صالح .

لا وردة في المزهريات

ولا ماء في الحديقة

صلاتي ترتطم بالسقف

و شمعتي تتعرى

أمام شرطي

في الأحلام .

و تبعا لهذا الشكل من جدلية ( الأنا الغيرية ) يتحول فضاء الدليل المظهر في صوت حافزية الشاعر و الدلالة الخطابية

الى حالة من حالات الصيرورة الإحالية في مثيرات ( الغيرية الرائية ) وصولا منها الى خاصية تشظي ما في مفاصل مؤولات و محددات المستوى المداري في أتون دلالة النص القصدية .. و الذي هو بحد ذاته محور المؤول الانتاجي العام

الذي راح يدفع بغيرية تفاصيل النص الأنوية نحو أمكانات نوعية سريعة التجسيد في صنيع الأظهارية الجمالية المؤشرة

في بؤرة سياق الزمن و المكان و الموضوعة و التقويم و الدليل القضوي المحايث للحالة الذهنية المنتجة لجاهزية رؤية النص الشعري الجاد .