23 ديسمبر، 2024 10:29 ص

الادب العراقي ….تساؤلات

الادب العراقي ….تساؤلات

الايحاء المفاهيمي لمفردة الادب لا شك عرضة لمخاضات عديدة قبل  استقراره على ما هو عليه الان , فمن كونه مرتبطا بالطعام في الجاهلية الى ارتباطه الوثيق بالتربية والتهذيب بمجيء الاسلام حيث وضعه النبي الخاتم (ص) في هذا القالب بلحاظ قوله (ادبني ربي فاحسن تأديبي) مرورا بكونه مرتبطا بالتربية والتعليم في العهد الاموي ثم اتساعه المفهومي في العصر العباسي وهكذا رويدا رويدا , الى ان وصل الى ما هو عليه الان من حيث النوع والاجناس وتعدد الاغراض والاشكال (شعر , نثر , قصة , اقصوصة , رواية , نقد …..) فبات ظاهرة اجتماعية وان اتسمت العملية الابداعية بالذاتية على مستوى انتاج النص الادبي بمختلف اجناسه واشكاله , وبما انه لسان حال الثقافة والفلسفة والواقعية في المجتمع فلابد ان نتعرف على العديد من الامور بشأنه وعبر سيل الاسئلة التالية : سابقا كانت تتلخص مقومات الادب بمناهضته للاستعمار , اليوم بماذا تتلخص هذه المقومات مع مراعاة اختلاف التحديات قبل قرن عنها اليوم وهذا امر ضروري جدا , وهل يحتاج الادب العراقي اليوم الى تغيير جدري في مضمونه الفكري وما حجم هذا المضمون ان وجد ؟ وما الحمولات الايديولوجية التي تحركه ؟ وما الفلسفة التي تشكل نقطة ارتكاز ينطلق منها هذا الادب كي يعبر عن ذاته اخذين بنظر الاعتبار ان الفلسفات الرئيسة في العالم الغربي (الراسمالية والماركسية) كان لها دور كبير في صبغة الادب الغربي المحمول في تلك المجتمعات ؟ ثم هل يشكل الادب العراقي اليوم رجع صدى للادب الغربي كما هو عموم الادب العربي ؟ اين تكمن المشكلة في فهم ما لدينا من ادب ومن الذي يؤثر فيه ؟ هل يمكننا القول ان طبيعة العلاقة التي تربط الادب بالمجتمع هي صاحبة التأثير الاول في فهمه وادراك حزمة اهدافه ؟ طيب الحداثة وما بعدها وما حدث من نهضة للعلوم الطبيعية التي سيطرت بمناهجها وقوانينها على مجمل المنطومة المعرفية هل القت بظلالها على الادب العراقي , وان حدث ذلك فماذا انتجت لنا ؟ هل تستطيع ان تنتج لنا شكلا جديدا وجنسا اخر من الشعر كما فعل السياب ونازك والبياتي في ايلاد الشعر الحر , ثم ما مهمة الاديب واين تكمن ؟ هل هي تعبير عن شيء وجداني ؟ هل هي تعبير عن عقيدة ما؟  عن فكر؟ عن توجه ما ؟او هي تعبير عن ضروب الصراع بين طبقات المجتمع ؟ وايضا هنا استعير السؤال الذي اثاره اللبناني حسين مروة في كتابه (قضايا ادبية) ومفاده , عن اي فئة من المجتمع يكتب الاديب , وكيف يكتب ؟ وما اولويات التحرك لديه اليوم ؟ ثم اللوثة السياسية وامتلاك المفهوم الخاص بالديمقراطية دون الادوات , هل اوقف الابداع في الادب العراقي ؟ ام انه غير ثيمة وكرزما وروحية الكتابة الادبية ؟ سؤال اخير , هل مازال العراق بلدا يتمايل شعرا ويهزه القريض ؟ مجرد اسئلة .