9 أبريل، 2024 5:50 ص
Search
Close this search box.

الاخوان ومرسـي متمسكون بالكرسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 قبل ثلاثة اعوام من اليوم لم يكن احد يتخيل امكانية حصول حركة الاخوان المسلمين على الاغلبية في مجلس النواب ، ولا اظن إن احداً من الاخوان انفسهم تخيل امكانية أن يصبح احدهم وزيراً بعد عامين أو ثلاثة ، ولكن بعد ثورة 25 يناير الشعبية تغيرت الامور وانقلبت الادوار ، فلقد كان سخط الشعب شديداً على اركان الحزب الوطني الديمقراطي بعد أن اسرفوا وتعسفوا في استخدام السلطة لخدمة مصالحهم الشخصية ، وجاءت انتخابات 2010 برعاية الملياردير احمد عز لتزيد الطين بلة ، فلقد كانت الانتخابات مزورة وبشكل علني ومفضوح ، واحتكر الحزب الوطني الديمقراطي اغلبية مقاعد مجلس النواب ولم تترك حتى الفتافيت للمعارضة ، وهذا مما اغضب الشارع المصري تماماً لينفجر غضبه مباشرة بعيد ثورة تونس بعشرة أيام تقريباً .
احتارت الولايات المتحدة فيما ستفعله تجاه الثورة ، فأختارت أن لاتعيد خطأها الذي ارتكبته ايام الثورة الآيرانية ، ولكن ما حصل هو ابعاد الوجوه القديمة المكروهة ، والمجئ بمجلس عسكري مؤقت ليحتوي ابعاد الثورة ويمنع تطورها الى نظام وطني ديمقراطي .
لقد كان الاخوان المسلمون هم حصان اميركا الاسود الذي راهنوا عليه للفوز بهذا السباق ، ولم يكن الكثير من المصريين يتصورون أو يتخيلون إن هؤلاء الناس الذين يدعون الورع والتقوى ، هم انتهازيون متملقون من الدرجة الاولى ، ومستعدون لبيع جميع الاحزاب الوطنية المعارضة من اجل الزعامة والكرسي .
أثناء الايام الاولى للثورة دارت محادثات سرية بين قادة الجيش وزعماء الاخوان ، ولم تكن الاصابع الامريكية بعيدة عن هذه المحادثات ، فلقد سبق للسفارة الامريكية أن فاوضت الاخوان منذ عام 2006 ، فهم الحركة المنظمة الاقوى بين جميع احزاب المعارضة ، وسياستهم الاقتصادية تتشابه الى حد كبير مع الحزب الوطني الديمقراطي ، والحزبان يتبينان الفكر الرأسمالي الامريكي ويسترشدان به ، مما يعني إن السياسة الاقتصادية للأخوان غير اسلامية على الاطلاق ولا تؤمن بمبدأ الكفالة الاجتماعية ، أو رعاية الدولة لعموم مواطنيها .
لقد استخدم الاخوان المسلمون الدين كقميص عثمان للوثوب الى السلطة ، وكل الاحزاب الدينية حتى الشيعية منها تفعل الشئ نفسه ، وقصة قميص أو دشداشة عثمان لمن لايعرفها ، هي إن النعمان بن بشير الانصاري حمل هذا القميص الملطخ بالدم بعد مقتل عثمان الى معاوية بن ابي سفيان في الشام ، فوضع معاوية القميص فوق منبر الشام وبكى وابكى الناس معه على الخليفة المظلوم ، وزعم امامهم بأنه سينتقم للخليفة الشهيد من قتلته بصفته اقرب الناس اليه ، وزعم بأن الامام علي (ع) يحمي القتلة ويمنع الاقتصاص منهم ، إلا إنه بعد خمس سنوات وبعد أن تنازل له الامام الحسن عن السلطة حقناً للدماء ، لم يقتص من قتلة عثمان ولم يتتبع اثارهم ، فلقد كان القميص حجة ووسيلة للوثوب الى السلطة ليس إلا ، ودخل قميص عثمان كأحد الامثال العربية الدالة على الانتهازية والخداع والمراوغة .
منذ عام 2000  والولايات المتحدة تضع مخططات جديدة لتغيير صورة المنطقة ، والمطلوب حصول صراعات ونزاعات وقلاقل في جميع دول الشرق الاوسط ، لتصبح بعدها اسرائيل هي واحة الآمن والاستقرار في المنطقة المتفجرة بالحروب والنزاعات الاهلية ، وكان افضل نزاع تستطيع اميركا اثارته هو الصراع بين الشيعة والسنة وبين المسلمين والمسيحيين ، ولكن لايمكن للأحزاب الديمقراطية العلمانية من تحقيق هذا المخطط ، لذا فلقد توجب على المخابرات الامريكية تسليط الاحزاب الدينية على رقاب الناس كعقاب جماعي لهم بسبب خلعهم لأصدقاء اميركا واحبائها ، وقد نجحت في اماكن معينة ، لكنها فشلت في مصر بسبب تلهف الاخوان على استلام السلطة الكاملة واستعجالهم لتخريب العملية الديمقراطية ، فصندوق الانتخابات الذي اوصلهم للسلطة من الممكن أن يوصل اعدائهم اليها غداً أو بعد غد .
بعد أن قام الجيش المصري بعزل الرئيس السابق محمد مرسي ، نزل الكثير من الاخوان وانصارهم الى الشوارع يهددون بالويل والثبور وعظائم الامور ، ويا نلعب يا نخرب الملعب ، واخذناها وبعد ما ننطيها ، فالاخوان اصلاً لايؤمنون بحرية الرأي ولا بالديمقراطية ، وإنما اتخذوا الديمقراطية كحجة للوثوب الى السلطة ، في حين إن من مستلزمات الديمقراطية هو وجود دولة مدنية ذات نظام علماني ، ودخول أي حزب ديني يريد تطبيق الشريعة هو خرق فاضح للعملية الديمقراطية ، وهي مثل قيام فريق كرة قدم بأنزال خمسة عشر لاعب الى ارض الملعب ، أو انزاله حارسين للمرمى في نفس الوقت ، لكن الولايات المتحدة واوربا غضتا النظر عن الخرق لرغبتهما بتدمير الدول العربية القوية خاصة  .
واخيراً : هنالك مثل مصري يقول (هبلة ومسكوها طبلة) ، أي حمقاء ومسكت دمبك ، والآن اتذكر هذا المثل كلما ظهر احد الاخوان على شاشات الفضائيات (الجزيرة خاصة) ، وهو يهرج ويقرج ويستخدم الالفاظ الدينية طلباً لأستعادة الملك الذي طردوا منه ، ولا يتصور احدكم إن القصة ستنتهي بعد اسبوع او اسبوعين ، كما ارجو من الكتاب أن لايحلموا بأمكانية خلع الاحزاب الدينية عن الحكم في اماكن آخرى ، فأميركا بقوتها وجبروتها قد نصبتهم عليكم ، لأنكم قد صرتم مثقفين اكثر من اللازم ويجب غسل ادمغتكم واعادتكم الى الامية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب