6 أبريل، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

الاخوان المسلمين في كركوك البداية والتاسيس

Facebook
Twitter
LinkedIn
يعتبر المرحوم نور الدين الواعظ هو الاول في تاسيس وقيام عائلة الاخوان الاولي في كركوك عام 1947 وهو محامي من كركوك من مواليد 1928 من عائلة دينية عريقة في كركوك فقد كان والده ملا رضا الواعظ رحمه الله رئيسا لعلماء كركوك ومعروفا علي مستوي العراق
وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في كركوك ثم حصل على البكالوريوس في كلية الحقوق ببغداد عام 1951 ثم الدبلوم من معهد الدراسات الاسلامية في بغداد عام 1961-1962م، وإمتهن المحاماة منذ عام 1951 الى حين خروجه خارج العراق واقامته في تركية عام 2011م. ويعتبر محمد محمود الصواف هو موسس الاخوان في العراق بعد ان انتمي الي الاخوان في مصر علي يد البنا
عاد الصواف من مصر حاملا فكر الإخوان المسلمين وعمد بالتعاون مع الشيخ أمجد الزهاوي على نشر دعوتهم وفكرهم في مواجهة المد الشيوعي الذي تغلغل في أركان المؤسسات خاصة الطلابية.
في هذا الوقت انضم الأستاذ نور الدين الواعظ وأسس فرع الإخوان في كركوك عام 1947م بمعاونة الداعية الاستاذ سليمان محمد أمين القابلي فشكلوا أول أسرة اخوانية ثم التحق بهذه الأسرة بعد ذلك كل من الأخوين سيد أحمد سيد محيي الدين وفاضل عز الدين القاضي وغيرهم. وبدأت الدعوة بالانتشار لاسيما عندما عين الاستاذ عابد توفيق الهاشمي مدرسآ في ثانوية كركوك للبنين في بداية الخمسينات من القرن الماضي.
وتولى الاستاذ الواعظ مسؤولية ادارة شؤون الإخوان في كركوك منذ عام 1951، وجعلت من جامع نور الدين الواعظ مقرا لها كما اتخذوا أماكن اخرى لعقد اجتماعاتهم منها: محل سيد محسن الاطرقجي ، ومكوى احمد في شارع أطلس ، ومكتبة الاخوة الاسلامية لسليمان القابلي ، وتولى رئاستها المحامي نور الدين الواعظ ثم اعقبه لرئاستها سليمان محمد أمين القابلي
وكان للشعبة جهاز استنساخ (رونيو) بمسؤولية سالم شاهين السراج (كاتب عدل في محكمة بداءة كركوك) تستخدمه لطبع التوجيهات والمنشورات الخاصة بها . وقد الغيت الشعبة على اثر الغاء المركز العام ، وكلفت وزارة الداخلية محكمة بداءة كركوك لتولي مهمة تصفية اموال الشعبة وممتلكاتها
ظل مسئولا وبمساعدة عدد من الإخوان حتى عام 1959 حيث نقل الاستاذ الواعظ وظيفته المهنية الى بغداد واستقر هناك بعد عن أبعد عن رئاسة بلدية كركوك التي كان قد تولى مسؤوليتها بعدانقلاب 14 يوليو 1958 بتعيين من الزعيم الركن ناظم الطبقجلي والذي كان قائدآ للفرقة الثانية حينئذ التي كان مقرها مدينة كركوك وذلك لما تمتع به الاستاذ الواعظ من النزاهة والكفاءة والاخلاص وحب أهل المدينة له وحاجة البلد لأمثاله.
وهذا ما جعل التنظيم الاخواني في كركوك يصاب بشئ من الارتباك ولاسيما بعد حركة الموصل والهجمة الشيوعية على كركوك وأستمر هذا الارتباك أكثر من شهرين وانقطعت اتصالات الإخوان ببغداد وأكتفى الإخوان آنذاك باللقاءات الشخصية وكان سيد أحمد سيد محيي الدين يشرف على الأمور المتعلقة بالتنظيم شفويآ.
حتى تمكن الإخوان في كركوك وباجتهاد منهم من تكوين قيادة محلية بعد الأخذ بنظر الاعتبار بمؤهلات القدم والعمل والاخلاص للدعوة وتكونت من سيد أحمد سيد محيي الدين – مسؤولآ – وسليمان محمد أمين القابلي – نائبآ – واحسان قاسم الصالحي وصبحي محيي الدين الداوودي – عضوي فرع – وجعلت مهمة الاربعة الاشراف على تنظيم الإخوان في كركوك عمومآ وكلف عبدالله حسين البرزنجي وآيدن عبدالرحمن بكر بالاشراف على تنظيمات الإخوان داخل كركوك وكذلك قابيل الطالباني والد الشيخ محمد قابيل الطالباني وكان موظفا في شركة النفط ومولع بالادب والشعر يكتبه بالكردية والتركمانية
استطاع الاستاذ الواعظ بعد أن أصبح مسؤولآ للاخوان في كركوك منذ التحاقه بالدعوة واستمر في هذه المسؤولية الى آذار عام 1959 بشخصيته الربانية وبفراسته الايمانية وبأسلوبه الدعوي الرصين، أن يربي جيلآ من الشباب الواعي المؤمن يذكرون الانسان بالرعيل الأول وأن يترك بصمته الواضحة على عقول وقلوب وسلوك دعاة الإخوان في كركوك.
كما استطاع بشخصيته الاجتماعية المرنة وعقليته الثقافية الواسعة والمتنورة أن يبني جسور الحوار والتفاهم والصداقة مع شرائح كثيرة من مثقفي كركوك وكان لخطب الجمعة التي كان يلقيها في جامع والده تأثيرها الفعال في اجتماع الناس حوله وكان الإخوان ينتظرون خطبة الجمعة بشوق كبير لأنها كانت فرصة لهم لسماع ارشادات ونصائح الاستاذ القيمة.
أنشأ الإخوان مكتبة للبيع والمطالعة باسم (مكتبة الإخوة الإسلامية) في شارع أطلس في بداية سوق العصري صاحبها القيادي المرحوم سليمان محمد امين القابلي والمكتبة لازالت قائمة يديرها الابناء والاحفاد وكان لها دور كبير في نشر الوعي الديني حيث كانت ملتقي لعائلة الاخوان في كركوك واربيل والسليمانية وكانت المكتبات اول الاهداف الاساسية للاخوان حيث تعتبر محطة انطلاق للعمل والتوعية وكذلك اختيار او انشاء مقهي للملتقي وكانت مقهي فجر الاسلام في كركوك التي لم تدم طويلا قرب سوق الهرج احد المقاهي واهتموا بنشر الدعوة الإسلامية بين المسلمين عربا وأكرادا وتركمانا حيث التوتر القومي كان منتشرا بين أبناء هذه القويات فغدا المنتمون إلى الإخوان من هذه القوميات متآخين كالبنيان المرصوص يحب بعضهم بعضا في ظل أخوة الإسلام .
وكان مسئولو هذا الفرع حريصين على جمع الإخوان على أعلي مستوات المعاني الأخوية والدعوية والروحانية عن طريق صلوات الجماعة والكتائب الليلية والسفرات الجماعية وإقامة الحفلات بالمناسبات الدينية في المساجد. وكان لهذا الفرع دار ذات حديقة مناسبة كانت تقام فيها كل ليلة خميس دروس كان يشترك فيها الأستاذ نور الدين والأستاذ سليمان القابلي والأستاذ نظام الدين بعد أن انتقل من مدينة السليمانية إلى كركوك عام 1953م.
ومن الجدير بالذكر ان الاخوان اهتموا باستقطاب المدرسين اولا ومنهم الي الطلبة ومنهم محسن عبد الحميد والاستاذ صبحي الدوادي القيادي في تنظيمات كركوك والاستاذ احسان الصالحي وعدنان البياتي ونشاءت عبد الغفور واخرين لا استحضر اسمائهم وكذلك بالمهندسين منهم المهندس احسان سيرزاد الذي اصبح وزيرا للبلديات وعبد الوهاب حسين الي اسس شعبة اربيل ومكتبة الاخوان فيها عن طريق تنظيمات كركوك وكذلك المهندس عدنان رانية وهو عديل المرحوم عبد السلام عارف ومن النساء كانت السدة سامية صديق وهي تركمانية من كركوك وتزوجت فليح السامرائي الي تولي سكرتارية الحزب ولا بد ان نذكر دور المدرسين المصريين في نشر فكر الاخوان حيث بادر الاخوان في مصر بارسال المدرسين المصريين من الاخوان لهذه الغاية ومن اشهرهم محمود يوسف مدرس اللغة العربية وبقي في العراق وتجنس عراقيا وتوفي ودفن في العراق في التسعنيات وتزوج من كردية يقال غير موكد انها شقيقة مكرم الطالباني
توفي الاستاذ الواعظ في بغداد يوم الاثنين المصادف 11-7- 2016م وقد أقام له الإخوان في كركوك مجلس عزاء برعاية الاستاذ صبحي الداوودي – أحد تلامذته الاوائل
والذي قال عنه:
“كانت عقلية الاستاذ نور الدين الاسلامية والسياسية وثقافته العصرية وكفاءته القيادية ومكانته الاجتماعية واخلاصه لدعوة الله واحاطة الإخوان والناس له بالحب والتقدير كل ذلك كان يرشحه أن يكون الشخص الأول في الجماعة بعد هجرة الاستاذ الصواف الى مكة المكرمة عام 1959 قد يكون تواضع الاستاذ نورالدين ونفوره عن الاضواء هو أحد الاسباب ولكنه بالتأكيد لم يكن كل الأسباب”اما عبد الستار طاهر شريف انتمي الي الاخوان عام 1950 في كركوك مع محسن عبد الحميد وكان طالب المرحلة الثانية في المتوسطة وترك الاخوان وانتمي الي الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد 14 تموز 1958 مباشرة في شوان وعلي لسانه في كتاب صراع مع الحياة الفترة 1971 -1983 صفحة 209 تقديري
الصورة الاولي الشيخ نور الدين الواعظا احد شخصيات العراق وكركوك الذي كان عونا لاهالي كركوك جميعا في بغدادوهو شخصية معروفة علي نطاق العراق والدول العربية وكانت له مكتبة عامرة تملا ارجاء داره في الوزيرية وقد عرضت عليه احدي الدول العربية مبالغ خيالية لبعها ولكنه رفض اصيب المرحوم من نكبتين في اواخر اعوام عمره. حيث اغتيلت ابنته البريئة بنيران القوات الامريكية اثناء عودتها لدارها في بغداد كما فوجع بوفاة ابنه انس بازمة قلبية. اسكنه الله جنانه برحمته

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب