ترجمة بتصرف من ال BBC
يقول العلماء ان الاخفاقات تقود في كثير من الاحيان الى نجاحات باهرة وخاصة اذا توفرت لها الظروف المناسبة وهذه الظروف كما يعلمها الجميع متوفرة في دول العالم المتقدم وهذه ليست عقدة نقص او عقدة خواجة . لكن في دول العالم الثالث او المتخلف اذا كانت هناك نجاحات او إخفاقات فأما ان تكون دون جدوى او يكون الفاصل الزمني بين الإخفاقات والنجاح النهائي قرون ان لم نقل الفيات. لنرى ما يقوله التقرير الاتي في علم النفس
اذا لم تنجح في البداية حاول وحاول حتى تحقق الهدف المنشود هذه حكمة سمعناها ونسمعها في حياتنا اليومية ولكن هل هناك دليل علمي بان الاخفاقات المتعاقبة شيء ايجابي ويدفع نحو الابداع؟
يقول الخبير توم بولمان المتخصص في علم القرار وتحليل المعطيات نعم هناك ما يكفي من الادلة بعد ان اجرى دراسات معمقة على فكرة حالات الاخفاق المتكررة .مضيفا ان التغيرات السريعة في خطى الاعمال التجارية فرضت على الشركات القيام بالإبداعات بشكل مستمر والتكنلوجيا الحديثة مكنت ايضا هذه الشركات من تلبية التحديات من خلال اجراء التجارب بشكل مستمر . وقد اظهر تقرير للمؤسسة التي يتراسها توم ان حالات الفشل السريعة التي تقع في اكثر الاحيان تعتبر افضل طريقة ومدخل للنجاح في العديد من ميادين العمل التجاري.
ويحدد تقرير الشركة مفهوم الفكرة هذه على انها القوة والتزمت في مواصلة اجراء التجريب مدعيا ان العلم بإمكانه ان يبين ان الفشل يدفع نحو الابداع. وقد لقت هذه الطريقة صداها في ميدان الصناعات الصيدلانية والعلوم الاساسية وصناعات الكتل الحركية
ان التكنولوجيا الحديثة غيرت الامور هذا ما قاله (ري غبس )وهو احد المدراء التنفيذين لشركة كبيرة لها فروع في الولايات المتحدة وبريطانيا وكوري الجنوبية ويعمل في ميدان المواد الكتابية مثل الحبر والاغلفة . ويعتقد غبس انه من اجل تطوير منتج ناجح عليك تجريب مختلف الافكار لتحقيق النتيجة النهائية وذلك بالتعلم من حالات الاخفاق.
ان الفشل يقول الخبراء ليس بالأمر السيء في الاعمال التجارية بل انه مجرد امر يقودك الى حدوث شيئا ما يمكن ان يكون ذا فائدة اساس اذا ما نفذ وطور بشكل صحيح ويضيفون انه حتى شركة ابل العملاقة كان لها حصتها من الاخفاقات مثل قصتها مع اول حواسيبها المحمولة (نيوتن) الذي اوقفها ستيف جوب صاحب الباع الكبير في ميدان الابداع.
لايزال يعتقد الكثير من الناس ان الفشل علامة من علامات عدم الكفاءة ويحاولون تجنبه مهما كلف الامر ولكن اذا كان اعتقاد المرء ان إنشاء شركة ما عبارة عن سلسلة من التجارب عليه ان يفكر ان الفشل خطوة لا محال منها و حتمية في هذه العملية.
ويقول اندرو فيلف مؤسس شركة ويرك وهي شركة برمجيات في الولايات المتحدة ” بدانا بتجهيز خدمات ادارة المشاريع الى شركات اخرى. وبيمنا كنا نقوم بإدارة مشاريع للزبائن اصبح واضحا باننا انفسنا نحتاج الى اداة لتحسين عملنا الجماعي. اسسنا ويرك للقيام بذلك فقط وادركنا حالا ان هذه هي مشكلة تقف بطريق العديد من الشركات الاخرى ايضا والنتيجة كانت قيام فليف بإنشاء شركة جديدة كليا”.
ويقول المدير التنفيذي لشركة تريت ويل للتجميل لم يكن بعلمي اي شخص اسس شركة ولم يمر بالكثير من التحديات وكان عليه اجراء التغيرات حسب ما تتطلبه كل حالة وتكون العملية التجارية مملة اذا كان الامر سهلا.
ومن الطبيعي ان اجراء التعديلات بشكل مستمر على الابداعات ليس بالأمر الجديدة. فقد مرت الاختراعات ابتداء من القطارة البخارية الى الفرن المنزلي بالعديد من التغيرات والتعديلات . وينطوي كل اختراع بطبيعة الحال على العديد من مخاطر
وقد ادت الازمة المالية في 2007 الى ايقاف العملية الابداعية وجعلت الكثير من الشركات اكثر تردد في المجازفة والمخاطرة واكثر خوفا من المنافسة وضغوطات الزمن و التكاليف.
ولكن بعد مرور عقد من الزمن تقريبا قامت الشركات مثل بيك داتا وكلاود كومبيوتنج في التقليل من تكاليف التجريب بشكل كبير جدا ويعني النمو في الاقتصاد الرقمي ان المعرفة اصبحت اسرع من اي وقت مضى مجبرة الشركات في التفكير بمصالحها.
واحد اهم الميادين التي ينطبق عليها هذا الامر هو ميدان تطوير البرمجيات. حيث بعكس صناعة الافران او المجمدات تعتبر البرمجيات صناعة يسهل فيها تجريب شيء ما وارسال تحديثات الى الزبائن وتحديث ما هو زائد او ناقص.
وقد احدثت فلسفة الاخفاقات السريعة والمتكررة تغيرات في اشكال الابداع منذ البداية كما يعتقد المسؤولون في الكثير من شركات البرمجيات المشهورة مثل شركة اوبن ستاك المولعة بتجريب انواع التقانة الجديدة التي ترى ان الفتوحات الحقيقية لا تتم الا من خلال ركوب المخاطر.
خذ مثلا صناعة السيارات: تصبح السيارات الفارهة قديمة وهي في اثناء شحنها الى غرف العرض ولكن انظر ماذا فعلت بعض الشركات تقوم حالا بإرسال تحديثات على انظمة السيارة وهي في العمل لان بعض هذه الانظمة مثل النافي عادة ما تصبح قديمة بسرعة وبذلك يكون حالها حال الهواتف الذكية التي يمكن تحديثها عن بعد.
وسارت الصناعات الصيدلانية والموسيقية ايضا على نهج ” ابدع وانت شغال” وقد يبدو الامر غير محسوم ولكنه جيد وضروري في واقع الحال. مما يجبر الشركات على التخلي عن افكار سبق الاصرار عليها والاتجاه نحو التجريب والتعلم .
الابداع بالنسبة لبعض المهتمين كمن يرمي الاسهم على لوحة اسهم متحركة اما ان يرمى السهم بدقة اكثر او يرمى المزيد من الاسهم لزيادة احتمال اصابة الهدف.