ليس الخطر يأتي من عدو تعرفه و يقف أمامك و يتحين الفرص من أجل النيل منك، وانما الخطر و کل الخطر من ذلك العدو الذي لاتعرفه و يندس بين الناس بحيث يعلن شيئا و يضمر خلافه و عکسه تماما کما کان الحال ولايزال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يملأ الدنيا صخبا بعدائه مع التنظيمات الارهابية نظير القاعدة و داعش و غيرها، لکنه وفي الحقيقة في حالة تواصل و تنسيق و تعاون مستمر معهم.المعلومات المختلفة التي يتم الکشف عنها تدريجيا من جانب المصادر الامريکية بشأن التعاون الذي کان قائما بين تنظيم القاعدة و بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل و بعد أحداث 11 سبتمبر، يبين و بکل وضوح بأن هذا النظام کان يلعب على أکثر من حبل وکان يمارس الکذب و الخداع و تزييف الحقائق و التمويه على المجتمع الدولي فيما يتعلق بدور و علاقته بمسألة الارهاب من مختلف النواحي.ضمن وثائق و أقوال منشقين عن الحرس الثوري و محامين من أهالي ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر، أنشأت طهران عقب الهجمات ممرا لإخلاء عائلات مسؤولي “القاعدة” من أفغانستان، وإن أبرز القيادات التي تم إخلاؤها عبر ذلك الممر المسمى ب”خط الجرذان” هي أسامة بن لادن وسيف العدل وأبو مصعب الزرقاوي. وهذا مايزيح قناع الکذب و الخداع و التمويه عن وجه النظام في إيران و يکشف للعالم حقيقته النفاقية البشعة و کيف إنه کان ولايزال بؤرة و جسرا للتطرف و الارهاب الموجه ضد العالم کله.التحذير من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الانتباه الى مايحيکه من مخططات و مايلعبه من أدوار مختلفة، أمر دأبت عليه المقاومة الايرانية و کانت تؤکد عليه على الدوام، بل وإنها “أي المقاومة الايرانية”، أکدت بأن هذا النظام يمثل بؤرة التطرف و الارهاب و مرکزه الاساسي في العالم وإنه لايهمه ماإذا کان الارهابيون سنة أم شيعة وانما يهمه أن يکون على إرتباط و تواصل و تنسيق معهم و يبقي جذوة الارهاب و تحرکاته نشيطة و مستمرة.تنظيم القاعدة و تنظيم داعش و التنظيمات الاخرى المشابهة لهم، هي تنظيمات خطرة و تشکل تهديدا على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، ولکن الاخطر بکثير من معظم التنظيمات المتطرفة و الارهابية هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمثل روح و أساس و محور التطرف و الارهاب لکنه يظهر نفسه بوجه و مظهر آخر في سبيل التمويه على العالم و خداعه.