22 نوفمبر، 2024 11:01 م
Search
Close this search box.

الاخطاء الامريکية المتکررة

الاخطاء الامريکية المتکررة

الموقف الامريکي حيال الاوضاع في إيران، موقف لايتسم بالعقلانية و الانصاف و يميل الى نوع من التأرجح بين ماهو حق و ماهو باطل.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتميز بکونه يمتلك واحدة من أسوأ السجلات السوداء المعروفة في مجال حقوق الانسان، إذ تمت إدانته في الجمعية العامة للأمم المتحدة و منظمات و هيئات دولية أخرى، أکثر من 61 مرة على خلفية إنتهاکه لحقوق الانسان، يبدو أن الادارة الامريکية عندما تتعاطى و تتعامل معه” سواءا عبر الوسطاء او بصورة ضمنية”، تتغاضى او تتجاهل بالمرة هذه الحقيقة بل وحتى انها قد تکون مستعدة لنسيان کل ذلك فيما لو قبل هذا النظام بشروطه للتأهيل دوليا، لکن المشکلة ان هذا النظام يجد أن کيانه و وجوده يتعارضان مع الاستقرار و الامن و السلام، فهو نظام قام و يقوم على إثارة الفوضى و النعرات الطائفية و الحزازات الدينية و تصدير الارهاب.

الادارات الامريکية المتعاقبة واحدة تلو الاخرى أدلت بدلوها في التعاطي مع هذا النظام الارعن لکن من دون أية نتيجة، لکن الغريب أنه ليست هناك إدارة واحدة تأخذ الدروس و العبر من غيرها و تتقبل حقيقة کون هذا النظام نظام متعجرف متغطرس لايمکنه البقاء في أجواء مستقرة و آمنة لأنها تشکل نهايته، والذي يثير الشجون أکثر أن أي من الادارات الامريکية لم تلتفت بإتجاه الشعب الايراني و المقاومة الايرانية کي تمد جسور التعاون و الثقة معها، وانما ظلت تراهن على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المثير للجدل و الشکوك، حتى وصلت في النهاية الى مفترق يؤدي الى طريق مسدود.

المقاومة الايرانية و بعد أن تمکنت من طرح و إيصال قضيتها الى مختلف الاوساط و المحافل الدولية، وبعد أن نجحت في الخروج من قائمة الارهاب التي أدرجت فيها مسايرة و مماشاتا للنظام، وإن الخطأ الجديد بإبرام إتفاق نووي غير مضمون ولايمکن التأکد أبدا من إلتزام طهران بتنفيذ بنوده(کما إتضح لاحقا)، هو خطأ أمريکي شنيع آخر، ناهيك عن إن الخطأ الاکبر يکمن في فسح المجال لهذا النظام کي يسرح و يمرح في العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام، وقد بدأت الانتقادات تزداد لهذه السياسة الفاشلة التي تراهن على نظام معادي ليس لشعبه فقط وإنما لشعوب المنطقة و العالم أيضا.

من المهم جدا على الادارة الامريکية الجديدة أن تحزم و تحسم أمرها تماما مع النظام الايراني الذي لافائدة أبدا من وراء محاورته و مغازلته کما فعلت الادارات السابقة ولاسيما الادارة الحالية لأوباما و الاجدر للإدارة الجديدة أن تلتفت صوب الشعب الايراني و مقاومته وان لاتهدر او تتلف المزيد من الوقت الثمين في معمعة مأزق لانتيجة من وراء سوى الانتظار!
 [email protected]

أحدث المقالات