18 ديسمبر، 2024 6:38 م

الاختلاط وداعش الذي يتجول بيننا !

الاختلاط وداعش الذي يتجول بيننا !

أخيراً اكتشف وزير التربية المحترم ان سبب انهيار نظامنا التعليمي وتدني مستوياته الفكرية والعلمية والمنهجية ، يكمن في الاختلاط بين الجنسين في المعاهد الاهلية ، فيقول في منشور له على مواقع التواصل ” تكون الهيئات التدريسية في جميع المعاهد الأهلية من نفس الجنس (مدرسات إذا كان المعهد للبنات) و(مدرسين إذا كان المعهد للبنين)، على أن يكون دوام الطلاب في جميع المعاهد الأهلية حسب جنس المعهد ولا يجوز الدوام المختلط فيها نهائياً” !
وهذا يعني ان لاحق للمدرس ان يدرس في معاهد البنات ولا يحق لمدرسة ان تدّرس في معاهد البنين وعليك ان تتصور حجم الكارثة بالتحايث مع قرار طالبان الداعشية في اغلاق مدارس البنات !!
وتواترت ردود الفعل على قراره هذا ، فقررت الجامعة العربية بيسارها ويمينها ان ترسل وفدا اختصاصياً للاجتماع بوزير التربية ليبحث معه تلك الافكار النيرة التي ستساعد على تطوير النظام التربوي في الوطن العربي ، وقالت الاخبار ان اعضاء الوفد كان ساهمين وهم يستمعون الى تفاصيل اكتشافات السيد الوزير المحترم ، واثنوا كثيرا على ماصدر منه من افكار فلسفية حول الموضوع ، بل شكروه لانه قدم لمجتمعات شعوبهم انموذجا راقياً للتحضر والرقي وان التأريخ سيكتب بمداد من الكرستال على صفحاته هذا الانجاز التربوي غير المسبوق !
كتبت اكثر من مرّة ان داعش ليس بندقية فقط ، داعش منظمومة فكرية لاتختص بالسنّة فقط فمخرجاتها الفكرية التفصيلية متاحة للجميع وتنتج عنهم !
منع وتحريم الموسيقى، سلوك داعشي بامتياز، لكنها ممارسة في محافظات العراقية، وتتعرض حفلات موسيقية ينظمها ناشطون ومثقفون إلى الإلغاء والمنع وملاحقة المنظمين وتهديدهم !
إزالة النصب والتماثيل، سلوك داعشي لإلغاء الهوية العراقية، وهو ما قام به أكثر من مسؤول في بغداد، فقد رفعوا رأس هارون الرشيد، وبعد الاحتجاجات الجماهيرية أعادوه تحت حجة “الصيانة”، ووزير عراقي يرفض دخول أكاديمية الفنون في بغداد قبل تغطية التماثيل أو رفعها لأنها “حرام”، وآخر المبتكرات إزالة مبنى معهد الدراسات النغمية من الوجود ، قبل سنوات ، بشفلات معدّة ومستوردة لأغراض الإعمار والبناء !
فرض نمط من الحياة، سلوك داعشي معروف، وتقوم ميليشيات مسلحة في مناطق نفوذها بفرض نوع من الممارسات والسلوكيات تتناسب مع أفكارهم، والفرق أن هذا السلوك الداعشي لا يتم بنفس طريقة داعش وإنما من خلال الإيحاء والتهديدات والتحريمات !
رفض مصافحة النساء، سلوك داعشي يمارسه مسؤولون عراقيون على مستوى عال في أجهزة الدولة، في ظاهرة تشكل أكبر إهانة لنصف المجتمع العراقي أو أكثر!
محاربة الحياة المدنية، سلوك داعشي أيضا، لكنه أيضا يجري في بعض الاحيان برعاية رسمية وغير رسمية ، كغلق النوادي الاجتماعية ومنع مهرجانات عروض الأزياء وفرض الحجاب على المرأة وسطوة الحياة العشائرية وفوانينها على سلطة «الدولة المدنية» وقوانينها!
اختفاء المعارضين، أيضا سلوك داعش، فداعش لا تريد أن ترى معارضا لها يتنفس على قيد الحياة، فيما اختفى الكثير من الناشطين المدنيين في ظروق غامضة على يد قوى مسلحة غير رسمية !
لم استغرب من وزير التربية ، الذي لااعرف حتى اسمه ، مثل هذه المخرجات “التنويرية التربوية” التي اساءت كثيراً لطلبة وطالبات المعاهد التي عناها في منشوره فقد اعتدنا على فتاوى رخيصة من هذا النوع تساهم وتساعد على حل ازمات البلاد بمستوياتها كافة وضعت العراق في مصاف الدول المتحضرة وفي الصف الاول من مستويات ومعايير حقوق الانسان !!