الاختباء خلف الأصابع!!!

الاختباء خلف الأصابع!!!

تعتمد مناهج التحليل السياسي على نماذج كثيرة منها (دراسة الحالة) و( تقدير الموقف).. إذا حاولت تطبيق كلا النموذجين على نتائج زيارة السيد السوداني لطهران.. ما بين تصريحاته التي كررها الإعلام الرسمي العراقي. وتصريحات السيد خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.. في حساب المواقف ما بين حيادية العراق الإيجابية فيما مقبل الأحداث بين واشنطن الرئيس ترامب وطهران محور المقاومة الإسلامية وفيلق القدس.. يمكن الخروج بالملاحظات التالية :
اولا :ما زال فيلق القدس يتعامل مع محور المقاومة الإسلامية لاسيما بعد إسقاط نظام بشار الأسد وما حصل من تداعيات مع انتخاب رئيس لبناني جديد شدد في أول خطاب له على حصر السلاح بيد الجيش فقط.
ما زال هناك توظيفا للفصائل العراقية كخط ردع يدافع عما يمكن أن يكون في المقبل من تطبيق تهديدات فريق الرئيس ترامب… ضد السياسات الإيرانية.
ثانيا : عراقيا.. مساعي الالتزام بالحياد الإيجابي لابراز الخط الثالث دبلوماسيا في توظف الدعوة لعقد موتمرا دوليا في بغداد.. لا تبدو انها تمتلك غير مضمون الدعوة ذاتها.. بلا أفكار إيرانية او أمريكية للحوار غير المشروط.. مادام الملف النووي الإيراني يتصدر جدول أعمال الرئيس ترامب.. ولكونه ((رجل أعمال سياسي)) .. . فالموضوع عنده مجرد عقد صفقة تحقق له رضا الصهيونية العالمية للمضي بصفقة القرن وفتح صفحة جديدة في مشروع الشرق الأوسط الجديد.
السؤال هل ترضخ إيران لهذه التحديات وتعقد الصفقة وتتنازل عن منهج تصدير ثورتها عبر العراق لتحرير القدس؟؟
او انها على استعداد لإلغاء وجود فيلق القدس كليا لعقد الصفقة مع ترامب؟؟
ثالثا : عراقيا أيضا .. دعوني استذكار خلاصة نقاش مع سياسي كبير.. في اواخر أيام المباحثات لتوقيع اتفاقية الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق. حيث سالت.. وقد كررت ذلك في أكثر من مقال. ان وجود عشرات الالاف من الجنود الامريكان في العراق اقل قسوة واختراق لسيادته من رهن ريع النفط العراقي تحت سلطة الفيدرالي الأمريكي وحماية الرئيس الأمريكي دوريا…. الغريب ان ذلك السياسي الالمعي اتهمني بكوني عميلا لواشنطن التي لم ازورها ولا سفارتها في بغداد .. فيما زارها واجتمع هو لمرات ومرات مع قيادات أمريكية في واشنطن وبغداد!!
رابط الكلام.. ان صخب تضارب المصالح بين توظيف فيلق القدس للفصائل العراقية واغلبها مشترك بالعملية السياسية ضد سياسات إدارة ترامب المقبلة وبين رهن ريع النفط تحت سلطة الفيدرالي الأمريكي.. تجعل من هذه الفصائل مجرد (أداة ضغط) لصالح المفاوض الإيراني على ملفه النووي.. وهذا ما حصل طيلة السنوات الماضية.. أما المقبل من الحدث العراقي اذا ما فرضت عقوبات اقتصادية.. ترفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي من جانب. وربما تجعل المصارف الحكومية غير قادرة على صرف الرواتب في مواعيدها. وظهور مسؤول بدرجة وكيل وزير لا يجد في مثل هذا التأخير اي غضاضة ويمكن الطلب من (ابو المولدة رفع الحوزة)!!!
ومن دون صدور اي توضيح حكومي من وزارة المالية او رئاسة الوزراء وجمهور مستشاريها.. ولا من اعضاء مجلس النواب…
كل ذلك يؤكد ان العراقيين اول من سيتجرع سم عقوبات ترامب المتوقعة وليس فيلق القدس الإيراني الذي له أبواب دوارة في( إقتصاد حرب) يواجه عقوبات أمريكية منذ عقود.
لذلك لا يمكن الاختباء وراء الأصابع.. كون صراحة أساليب ترامب المقبلة مصرح بها علنا.. في نموذج الصفقة المطلوبة. المرفوضة ايرانيا علنا… وعدم قدرة العراق على الخروج من معطف القرار الإيراني.. حتى بالدعوة إلى عقد مؤتمرا دوليا في بغداد…!!
السؤال الأهم والابرز.. متى سيخرج العراق من الاختباء وراء هذه الأصابع.. والعمل من أجل عراق واحد وطن الجميع….؟؟
الوقت لا يسمح بكثرة الأصابع التي يحاول هذا الطرف او ذاك الاختباء وراءها. مطلوب شجاعة التفكير والقرار ان الواقع الاستراتيجي.. يغيير العقائد الفكرية ليس بمنطق (التقية) بل بمنطق المصالح العراقية وتلك معضلة تتحملها الأحزاب السياسية في تحالف إدارة الدولة.. ابرزهم أحزاب الإطار التنسيقي… والتاريخ لا يرحم.
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات