دقتها امانتها وحداثتها..
جهات الترويج والتسويق..
أُغِرقت صفحات التواصل الاجتماعي هذه الايام با لكثير من الاخبار العاجلة والمشوشة التي تمررها جيوش الكترونية اقليمية ومحلية واخرى تنساق ورائها وترى فيها من حيثيات صياغتها وتوقيتها ، أملا في تغيير قادم وسريع ..
واحلام الظهيرة الاخيرة.. تبقى امنية تدغدغ خواطر كل العراقيين الشرفاء ممن ذاقوا الويلات ما بعد عام 2003..،ما خلا قلة من الفاسدين “والرغاليين” وشذاذ الافاق ممن تحاول الصياغات والتوقيتات لهذه العواجل ان تتلاعب بعواطف الشعب المكبوتة والمسحوقة..لكي تُجرَدْ من بعدها حملات قمعية من الاعتقالات والمداهمات الارهابية ضد الغالبية الوطنية..
هذه الاخبار السريعة العواجل والنوازل !! التي تروجها جيوش وهمية ، باتت اليوم تغزوا هواتفنا وتتسلل الى اِسرتنا على شكل اشرطة من الاخبار العاجلة من مدعيي الصحافة ومن المروجين تحت هوس التغيير القادم والسريع وهي تحاول ان توظف احداثا داخلية مفبركة وسط دوامة احداث ٍ عالمية واقليمية وتحركات جيوش وراعٍ لا تهمه إلا مصالحه ، كان روعنا من قبل بالصدمة والترويع ..
الجميع متفقين بصورة واخرى سواء كانوا منتجين ام مروجين، ممن يتعاطون الخبر والتقرير والاشاعة الكاذبة والمدسوسة تحت مسميات وعناوين الاخبار العاجلة ..والنازلة على حدٍ سواء ان مردوداتها ستقع على رؤوس العراقيين تهديما وترويعا..ما يدفعنا الى عدم الانجرار ورائها ..وحتى تتكشف الحقيقة ..
لماذا هي إذن : عاجلة ؟ علم الصحافة يعرف الخبر العاجل بانه خبر حديث دقيق وملتزم ينفرد به شخص او مؤسسة اعلامية وخبرية و تنتفي منه الصفة هذه حالما يمر عليه وقت او تتعامل معه عدة مؤسسات اخبارية ..وتلك اساليب خبرية خبرناها قوالب ومفاتيح خبرية..لكننا اليوم امام وباء العواجل ..
وتلك صيغ وسياسات متخصصة تستخدمها الوكالات الاخبارية والصحف المتقدمة اخراجا وتغطيات اخبارية من خلال مراسلين وقيادات تتصدر واجهات التحرير فيها ، واول ما تعني السرعة والحداثة والدقة في نقل الحدث والفات النظراليه ويتبعها بناء القصص الاخبارية من خلال تغطيات وحملات شاملة للحصول على الانفراد والخصوصية في ايراد الخبر وضمن متواليات إخبارية اخلاقية تنفرد بها هذه الفضائية او الوكالة الاخبارية..
وكثيرة هي الاخبار التي تعتمد على موقع الحدث وتواجد المراسلين الاذكياء ما يجعل من حصوله على خبر خاص ينفرد به عن الاخرين ، سبقا صحفيا يسجل له ولمؤسسسته الصحفية والاعلامية .. .. وتلك بحار وافكار تعصف في عقل المراسل الصحفي والكاتب ولكنها تبقى ضمن الثوابت وهي الامانة والدقة والحداثة والالتزام..
وسابدأ بعد هذه المقدمة الطويلة لكي نعري من يعتمدون اخبارا كاذبة ومشوشة على انها اخبار عاجلة على صفحات جهات التواصل الاجتماعي ..و لننتقل بسرعة الى الحديث عن انواع من الامراض والفايروسات الذي اصابت اعلامنا واخذت منه مواطئ قدم بغيضة تمرر لنا عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقدمة منها الفيس بوك..
هذه الحمى النزفية للعقول والمواهب التي صارت حالة مرضية تلاحقنا وتصيبنا بعدواها لما نتناقله من اخبار عاجلة لا تخلوا منها صفحات وشبابيك الفيس بوك وغيره ،إن لم نرتقِ ونتصبب عرقا وجهدا عقليا فاننا لن ندرك مدى فداحة ما نمرره بوعٍ او دونه…
حداثة الخبر وركاكة صياغته وعدم ترابطه هذا اوتلك الصورة التي يتلاعب بها “فوتو شوب” صار ميدانها الواسع على صفحات التواصل فكلُ وما ملكت يداه وليس اذناه وعيناه!!! ليضع لنا قوالب خبرية مزيفة تغزوا هواتفنا على مدار الساعة .. حتى صار المتابع غير الفطن والمدرك مروجا لها دون ان يدرك..
هذه الاخبار المسربة وتلك المصنعة التي تثير البغضاء والفوضى والاحلام الوردية لها كتابها ، وتمارسها كتائب اعلامية مخاتلة معادية ذات انفاس استخبارية وامنية تستهدف لملمة ردود الافعال والايحاء بان هناك احداث وكوارثا ستقع في هذا البلد وذاك ،فتقوم الجهات الامنية المصنعة اساسا او المسوقة الى ملاحقة السياسين والنشطاء وكل من دغدغت عواطفه الاكاذيب المسربة ..
ومما نلمسه ونتعايش معه انه لايكاد يمر يوم إلا وتطالعنا صفحات التواصل الحبلى بالكثير من هذه “العواجل” سواء ما يتعلق بمؤتمرٍ للمعارضة ؟؟ في الخارج مشكوك في امره ونواياه والجهات المنظمة له … او تحركات عسكرية او تصريحات لقادة ورؤساء دول وتبنى عليها قصص مخادعة ..
وتلك وهذه هي في الاساس مجموعات هلامية مناهضة تعطي لنفسها عناوين كبيرة تستقطب من تستقطب جبهويا ، لكنها بالاساس تنتعل الحذاء الامني والطاقية المخابراتية لكي تصطاد المغفلين والمندفعين والسذج لتقام لهم مآدب وحفلات ترفيهية في سجون للمليشيات التي لاتدين بولائها للوطن والتي ليس لها ذكر في قوائم السجون والمعتقلات الرسمية ..
ومن يتعمق اكثر في سبر غور هذه الظاهرة “الفيسبوكية ” يجد ان هناك قوى مكلفة وموجهة لنشر هذه الاخبار الكاذبة بما ينشر اجواءا من عدم المصداقية ويتناغم ايحائيا مع الجهات والقوى المخابراتية الملهمة ..
ولأن الامر في المقابل بات يتقاطع مع اعلام ينساق وراء الطائفة والمذهب والقومية فترى الجميع وما سرب له من اخبار سواء صحيحة او مجتزئه تعمل بالضد من حركة الاحداث وتسوق لمسرحيات اخرها جيش انصار السنة ..
وهو لو صح فانه آخر محاولات اذكاء الفتنة الطائفية بين المكون الواحدنفسه وامتداد لداعش التي تلفظ الان آخر انفاسها ..كل ذلك يجري طبخه في مطبخ ايراني بحت لخلق تجمع مناهض له من ابناء السنة يكون طعاما مقبلا على مائدة الارهاب المزدوج….؟
ولعل ما اذيع وروج عن مؤتمر المعارضة العراقية الذي اقيم في ديترويت وقيل الكثير فيه ومن حوله وما بثت كامرات الهواتف النقالة منه ومن امام واجهاته من فديوات اتصب في الهاب الحماس الوطني والطائفي في ان واحد ..وهومحاولة الترويج لافكار قامت بها الجمعية العراقية الامريكية ضمن مؤتمر مشبوه دفع السلطات العراقية الى شن حملات من الاعتقالات بسبب جاسوسية البعض الذي راح يصور كل شاردة وواردة وحتى شتيمةٍ.. !!
ولكي نقترب بامان من اجواء اي حدث علينا ان نراقب ونستقصي وندقق كل سيل هذه المعلومات التي من الظلم تسميتها وحتى مجازا بالاخبار العاجلة لانها اخبار مستهلكة ومهلكة يجري طبخها على دخان نار يتطاير شررها ولئلا تصيبنا وتصيب الاهل والاصدقاء وابناء الوطن الواحد ..
علينا ان نتوقف عندها خبرا كان ام صورة وان لانقدم للخصوم وصانعي هذه النوازل مجالات لاحكام قبضتهم على الوطن ..هذا الوطن الذي يستدعي منا ان نكون على درجة من الوعي والفهم كي لانقدم للصناع والمروجين الفاسدين في داخل العراق وفي دوائر التخصص والايحاء في دول الجوار البغيضة ما يسحق اي امل باقٍ في التغيير الجذري..