7 أبريل، 2024 3:59 م
Search
Close this search box.

الاحلال والاحتلال

Facebook
Twitter
LinkedIn

قديما قالوا ان الارواح الشريرة غالبا ماتبحث عن وعاء لتحل فيه ، على ان يتخذ الوعاء هذا اشكالا عدة كانما يكون لحيوان او لانسان بيد ان ذلك الوعاء لابد ان يحتوي على مقومات ومزايا ليكون مهيئ تماما لانزال تلك الروح فيه واحتلالها لجميع حيزه وولوجها في تمام اجزاءه .
العراق اليوم يشهد ذات النزعة في ظاهرة الاحلال والاحتلال . فهناك روحان شريرتان تتنازعان احتلاله ، هما ” ايران وامريكا ” . لذا اصبح واجبا على العراق ان يعيش ظاهرة نفوذ سياسي تبحث في ايجاد الممكنات من الادوات المتوافرة لتحل احداهما بجسد العراق المهيئ للاحتلال احداهما .
طرد الاحتلال بمحتل آخر تلك هي حقيقة المشهد العراقي اليوم . هو لعبة تبادل النفوذ بصراعات في الداخل العراقي يساعدهم فيها قيادات حاكمة في الدولة العراقية !! ، هما احتلالان لافارق بينهما سوى في اللغة والهدف .
العراقيون اليوم باتوا امام خيارين احلاهما مر ، وهو ان يقرروا مع اي محور احتلال يرغبون الانضمام اليه ليعبر بهم الضفة الثانية ويحققون من خلاله الامن والسلام والاستقرار والرفاهية والتمدن والتطور بعدما يئسوا من الحركات والاحزاب الحاكمة في العراق في انتشالهم من واقعهم المرير نتيجة الارث الذي خلفه النظام السابق فكان ان حكموا البلد بسلوكيات صبيانية دافعها الانتقام والاقصاء وتغليب الانا الحزبيه على المصالح الوطنية العامة وليس هذا فحسب فمرحلة حكمهم الحالي تعد من اخطر واسوء مراحل الحكم التي توالت على العراق في اتجاه كافة الصعد خصوصا الامني والاقتصادي والبنية المجتمعية .. لاكوة في نهاية النفق ولا امل في احداث التغيير حيث لم يعد هناك من فرصة في ظهور حركات تحرر وطنية في انتمائها الا اذا كانت مدعومة من الخارج وهذا ديدن احزاب السلطة العراقية فغالببتها تتبع اما محور ايران او المحور الامريكي .. لذا فالعراقيين اليوم يناشدون ويرجون كلا المحتلين ان يقدموا لهم برامجهم وما يرغبون من تحقيقه من هدف ومقدار حصتهم من قضم الثروة العراقية على ان يوضحوا كيفية اخذ تلك الحصة وحتى يعيشوا بسلام مطمأنين على مستقبل اطفالهم وازدهار بلدهم ويكونون بعيدين عن خوض الحروب بالوكالة ويخرجوا من دائرة المخططات والمؤامرات الى الأبد .
هنالك من يقول وكيف ترتضي الاحتلال لبلدك ؟
نقول : حتى الحيوانات البدائية لاتستسيغ ان يتطفل احد على بيئتها فكيف والانسان وهو يعيش في بلد له جذور ضاربه في عمق التأريخ سابر غور الخليقة منذ نشأتها ؟ .. بيد انا يجب ان نكون موضوعيين في الطرح وان علينا ان لانرفع الشعارات المثيرة للعاطفة او كالتي تستنهض الهمم .. العالم يدار باكمله من قبل منظومة رسمت اوجه مراحل مابعد الحرب العالمية الثانية . مراحل وليس مرحلة واحدة والى الان العالم ما استطاع ان يفلت من قبضة تلك الكماشة المتراصة .. ” حلفاء ومحور ” هكذا كانت القسمة سابقا .. والان لدينا امريكا وروسيا فما الذي اختلف ؟ .. نحن مخطط لنا ان نكون دول صراع ومناطق للنفوذ ودول هشه معرضة للتدخلات الاجنبية وبسبب عاملين ..
الاول ، بفعل منظومة الحكم والشخصيات الحاكمة لبلداننا .
ثانيا ، ما تتحلى به شعوبنا من ثقافة ووعي وفق مدونتها الفقهية والدينية ومدى تقبلها للمدنية.ودخول الحضارة اليها .
العاملان استثمرتهما القوى الغربية والاقليمية صاحبت القوة والمال ، ومشاهدات ما حدث ويحدث لدول الصراعات ا، ي دولنا لايحتاج الى استدلال .. قلنا علينا ان نختار بين احتلالين .. ولم ندخل بتفاصيل نوعية وصفة وماهية وشكلية الاحتلالين . ولنوضح هنا ونسئل هل السعودية محتلة ام لا ؟ بل دول الخليج قابعة تحت الاحتلال ام لا .. المانيا واليابان .. كندا وو .. الخ تلك الدول هل تعيش احتلال دول القيادة ام لا ؟
بريطانيا هي صاحبت العقل وهي المخطط والمدبر وهي الدولة التي ترسم سياسيات العالم وعلى امريكا التنفيذ وبما يضمن بقاء وديمومة تلك المنظومة ومصالح دولهما والدول التي يرغبان ان تكون ذات اقتصاديات كبيرة وبعيدة عن النزاعات ، ولا يهم ان تندثر دولا وشعوب اخرى يجدان فيهما عنصر سلبي للبقاء ومؤثر على ديمومة تنشيط قيادتهما للعالم .. واذن فالجميع بلغة الواقع هي دولا محتلة دونما ان تشعر شعوب تلك الدول كونها رازحة تحت وطأة الاحتلال ، فالاحتلال بمفهومهم بوصلته تشير الى الغزو الجغرافي بالالة العسكرية ومشاهدة الجنود يتسكعون في اسواقهم لاغير .. ولم يعلموا ان الفكر الاستعماري تطور وان الاحتلال بات يأخذ معاني وصور واشكال شتى فهناك الاحتلال الفكري والثقافي والاحتلال الاقتصادي ، هناك ايضا احتلال للقرار السيادي واحتلال الارادة وسلبها واحتلال الزعامات والرؤساء وسوقهم كما البهائم لتنفيذ ما يأمروا به وايضا الاحتلال بالوكالة ناهيك عن الاحتلال الجغرافي .. لذا قلت على العراقيين ان يختاروا اي الاحتلالين يرغبون به .. اي مالذي على العراقيين فعله للتخلص من احتلال احد الدولتين ؟ .. ايران وامريكا .. اي علينا في النهاية ان نختار مع اي محور نمضي هل مع المحور ال ” ايراني- روسي ” ام المحور ال ” امريكي – بريطاني ” .. ومما يلاحظ ان العراق اليوم اقرب للمحور الايراني وهذا ايضا لايحتاج لدليل ، خذ مثالا بسيطا وحسب ما قاله علي اكبر ولايتي في بغداد وامام ساستنا وملايين من العراقيين شاهدوه وسمعوه ولا اظن كونهم وعو ما اشار اليه المستشار للسيد الخامنئي ام لا فهذا يعتمد على ما يحمل الشخص من ثقافة ودراية في التحليل واستقراء للوقائع .. لقد اعترف مستشار المرشد الاعلى الايراني من ان العراق وسورية وايران ولبنان كونهم محور مقاومة !! اي انه سحب العراق لسياسته بعنجهية الواثق المحتل .. ويضيف ان تيليرسون يتجول في المنطقة ليقسمها وان ايران افشلت المخطط وهزمت امريكا .
طيب ماذا تمثل امريكا في جغرافية العراق تحديدا من نفوذ لندع نفوذها الدولي ، ثم العلاقات والعرف الدبلوماسي الدولي اما يقف بالضد من تلك التصريحات ويعدها تدخلا فاضحا بالشأن العراقي ؟ .. هذا هو حلفنا اذن وهو بات خيارنا ان نكون مع المحور (الايراني الروسي ) ..
هناك اليوم من يعول على نتائج الانتخابات القادمة فعسى ولعل ان تنجح القوى العراقية المدعومة من المحور الامريكي في الانتخابات وتحقق النصر بازاحة وتحييد ايران ونفوذها في العراق .. لا ندري هل لهذا السيناريو قابلية للتحقيق ؟ لا اظن سيتحقق بنتائج هذه الدورة بالمطلق ولا الدورة التي ستليها وفيما لم يقم الدكتور العبادي وتحديدا في الشهر الثالث من العام الحالي من تفكيك لالة الحشد وفك ارتباطه بايران وتوزيع افراده بين مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على حد سواء .. وايضا لن تنجح وفيما لم يقم بتحييد النفوذ الايراني واعطاء مساحة اوسع للعربية السعودية في التمدد في العراق عبر العنوان الاقتصادي .. فهل ينجح العبادي بمهمته ؟ . القادم ليس ببعيد وايامه حبلى بالتغييرات .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب