بعد ان قدمت الكتل والاحزاب مرشحيها للمفوضيةالعليا المستقلة للانتخابات للترشيح لعضوية مجلس النواب غابت عنها , الاسماء المرشحة التي تشغل الرئاسات الثلاث ويبدو .ان المواطن غيب دوره مرة اخرى رغم خوض اربع تجارب انتخابية لمجالس المحافظات ومجلس النواب سابقا ,لازالت عملية ترشيح اسماء الشخصيات للمناصب الرئيسية في العراق ,محجوزة سلفا او محصورة بين الكتل والاحزاب ,اولانها قسمت بشكل طائفي رئاسة الوزراء للشيعةوالجمهورية للاكراد ,ومجلس النواب للسنة ,لذلك بقبت اسماء الشخصيات المرشحة لشغل هذه المناصب غير معروفة وربما بسبب ان الكنل لم تتفق عليها او لانها غير مضمونة ,الا بعد اعلان النتائج ومعرفة التحالفات وجس نبض الشركاء الاخرين ,لقبول هذا المرشح او رفضه لهذا المنصب او ذاك ,ويغلب طابع التغييب على دور الشعب من قبل الكتل والاحزاب في معرفة اسماء الشخصيات التي يمكن ان تقود البلد خلال السنوات الاربعة المقبلة ,وهو امر خطير جداان يبقى الشعب يجهل اي الشخصيات التي يمكن ان تقوده في المرحلة المقبلة ,وهذه يتنافي مع العملية الديمقراطية والحرية التي يطمح لها الشعب ,لان الاحزاب والكتل لم تصرح عن اسماء مرشحيها ,لهذه المناصب المهمة والتي يتوقف عليها مصير البلد في المرحلة القادمة ومانخشاه ان يجري تمرير اسماء وشخصيات ليس لديها رصيد في الشارع ,في الفترة المقبلة من خلال صفقات التوافقات الانتخابية مما يشكل مظهر سلبي على العملية الديمقراطية ,وربما الاحزاب والكتل تتخوف من اعلان اسماء مرشحيها لشغل المناصب الرئيسية ,خوفا على شعبيتها مما يؤثر سلبا على موقفها اثناء الانتخابات وقد يولد رد فعل بأن يتجه الناخب الى قوائم اخرى بديلة وربما لديها اسماء وكفاءات افضل ولكن لاتملك شعبية ,اعتقد ها جانب مهم استندت عليه اغلب القوائم التي دخلت الانتخابات وخاصة القوائم الكبيرة كي لاتفرط بشعبيتها او بقاعدتها الجماهيرية حتى لايتوجه الناخب الى قوائم اخرى مضاده ,او صغيرة لديها خبرات وكفاءات يمكن ان تشكل علامة فارقة في الانتخابات النيابية ,لذا احجمت اغلب القوائم الكبيرة عن اعلان اسماء مرشحيها لشغل منصب الرئاسات الثلاث,ليدخل المواطن في دوامة التفكير بين اختيار احد القوائم بدل ان يكون اختياره على اساس الاسماء والكفاءات ,والخبرات التي يمكن ان تحدث تغيير جذري خلال المرحلة المقبلة ,ويبدو ان اغلب القوائم الكبيرة ذهبت بهذا الاتجاه لتتجنب عزوف المواطن عنها واتجاهه الى قوائم اخرى جديدة يمكن ان تحقق فارق من خلال نظام سانت ديغو المعدل ,والذي يضمن لها ان تكون بيضة القبان في الانتخابات المقبلة ,وربما تسحب البساط من تحت اقدام الكتل والاحزاب الكبيرة التي لم تقدم شيء للمواطن سوى الوعود المتكررة والاماني الضالة التي لاتغني ولاتسمن من جوع .