الاحزاب السياسية الشيعية التي أمسكت بمقاليد السلطة في العراق , لم تكن مؤهلة لقيادة هذا البلد وشعبه , لا عقليا ولا فكريا , وليست لديها الامكانات والسبل المنهجية لادارة مؤسسات الدولة العراقية , ولم تستطع أن تقدم مشروعا سياسيا واحدا , يدرك العراقيون فيه يقينا , أن مرحلة ما بعد 2003 أفضل من مرحلة الدكتاتور صدام حسين .. وأن السياسيين المحسوبين على الشيعة , لم يكونوا مهيئين أصلا لاستلام السلطة في العراق , بسبب عدم أنضاج وبلورة مشاريعهم السياسية , التي كانوا ينادون بها في مرحلة المعارضة , وقفزوا بصورة مفاجئة الى مرحلة الامساك بالسلطة , الامر الذي جعل الاكثرية من هؤلاء السياسيين الشيعة , في حالة تخبط وفقدان للوعي , لم تستوعب عقولهم , أنهم صاروا يمسكون بزمام الاوضاع في العراق , وباتت خزينة البلد بأيديهم , حتى نهبوا وأغتصبوا , ما لا يتوقعه الانسان السوي , من هؤلاء الشلة الفاسدة , التي جاءت بحجة مظلومية الشيعة , وأن الشيعة لهم الاحقية في حكم العراق , وسمحوا لانفسهم أن يكونوا ممثلين عن شيعة العراق ..
وبعد أربعة عشر عاما , لا يوجد دليل واحد , على أن الحكومات التي سيطرت على البلد , هي حكومات شيعية , والحجة أن مدن الفرات الاوسط وجنوب العراق , أضحت مدنا مدمرة , الانسان فيها يعيش حياة العصور الوسطى , والامراض والاوبئة المنتشرة التي تفتك في جسده العاري , في ظل أنتشار المخدرات التي باتت حكرا في تجارتها وتعاطيها , على أبناء المدن الشيعية , وكثرة حالات الطلاق والايتام والارامل , حتى صارت الرعاية الاجتماعية حصرا , لابناء الوسط والجنوب , أضافة الى طوابير العاطلين عن العمل , وتوقف المشاريع الصناعية والزراعية , والاهمال المتعمد من قبل هؤلاء السياسيين المحسوبين على الشيعة للانسان العراقي بشكل عام , الذي صار فقط , رقما في سجل الانتخابات ..
واللافت للنظر, أن هؤلاء السياسيين الشيعة , لم ولن يعترفوا , بفشلهم في أدارة الدولة العراقية , ويتبجحوا بمبررات لا أساس لها من الصحة , ويحاولوا الكرة ثانية , وثالثة في الامساك بالسلطة , تحت مسميات الاغلبية السياسية , وأن هناك توجهات من تلك الاحزاب السياسية لاستبدال الوجوه المستهلكة , بأخرى شبابية , قد تنطلي على العراقيين , سيما وأن المرجعية أكدت مرارا , أن المجرب لا يجرب , حيث رمت الكرة في ملعب الشعب , وعليه أن يقرر بنفسه ما يريد ..
السياسيين الشيعة , الذين يتداورون على المناصب والكراسي , في كل دورة , قد يواجهون عمليات الشلع والقلع في الانتخابات المقبلة على يد التيار المدني , الذي يطالب بدولة مدنية , أو بعض القوى الشيعية الوطنية , التي لطالما رفضت سياسة المحاصصة والطائفية , أو قد تكون مفاجئة صعود قيادات في الحشد الشعبي , التي تمتلك كل المؤهلات اللازمة والاحقية لمسك السلطة ….