6 أبريل، 2024 10:40 م
Search
Close this search box.

الاحزاب السياسية الكوردستانية وأزمة فهم متطلبات الواقع

Facebook
Twitter
LinkedIn

الهدف من دراسة الماضي أن نستفيد من دروسه وعبره، فالتاريخ يعيد نفسه في غالب الأحيان، كما أنه من الضروري فهم الحاضر بكل جوانبه وأبعاده ومكوناته؛ لكي نفهم كيف نتعامل معه ونستثمر نقاط القوة المتوافرة فيه.. وإذا استطعنا استيعاب دروس الماضي واستثمارها من أجل العمل في الحاضر، وفهم الحاضر بكل جوانبه، فإن هذا سيكون خير معين لنا لنفهم آفاق المستقبل وأبعاده ومعالمه، يعد الوعي بالمستقبل وفهم تحدياته وفرصه، من المقومات الرئيسة في صناعة النجاح، سواء على الصعيد الشخصي ام على الصعيد الاجتماعي، ام على الصعيد الحضاري.
ان الوضع الذي نمر به وضع حرج ان لم نقم جميعا بعمل وطني كوردستاني مشترك واع لاهدافه وطموحاته لخسرنا كل شيء فالمشكلات والازمات ياسادة يا قوى يا احزاب لاتحتاج الى الترقيع وانتظار الحلول الجزئية انما نحن بامس الحاجة الى وعي حقيقي جاد، من المعلوم ان كل الاحزاب السياسية تنادي اليوم باهمية الحوار وحل المعضلات والمشاكل لكن من دون وعي خالص باهميته لذلك تزداد الازمات يوما بعد يوم وما زيادة تحاورها الا زيادة لاختلافاتها لذا على القوى السياسية عامة ان تتعلم دورس الماضي وتأخد منه العبر وان تقدم المصلحة الوطنية على مصالحها الحزبية الضيقة، لذا فنحن اليوم بحاجة ماسة الى وعي جديد وثقافة جديدة ثقافة التكامل والتكاتف والتعاون في شتى المجالات بين الاحزاب والقوى السياسية والافراد ايضا لان مسؤولية السياسة والعمل السياسي هي مسؤولية فردية وجماعية ايضا في نفس الوقت خاصة في ظل الظروف الراهنة وهنا نحن على مقربة من تحقيق الهدف، لان الوعي السياسي ليس مجرد علم ومعرفة بل يجب ان يكون مقرونا بالعمل اما من يعي ولا يعمل به فلا قيمة لوعيه للوصول الى الاهداف المنشودة من هذا التغيير لابد من العمل السياسي والاعلامي والتربوي والثقافي والتجاري والخ اذن احزابنا وقوانا السياسية بحاجة الى التنافس لمصلحة الشعب والوطن بعيدة عن الصراعات الجوفاء التي يكون الخاسر الاكبر فيها المواطن، وبسبب العناد وقلة الوعي السياسي نمر بهده الظروف الحرجة حيث انه كان من الضروري على احزابنا السياسية جميعا من دون استثناء دعم جهود شخص الرئيس بارزاني الذي حاول ويحاول بدبلوماسيته الهادئة ومواقفه الوطنية حيث ان اهم ما يميز بارزاني انه يجمع بين الاخلاق العالية والعمل السياسي وكما هو معلوم ان العمل السياسي يحتاج الى تغليب المصالح على المبادئ الا ان بارزاني لم يفرط بالمبادئ وحرص في نفس الوقت على مصالح شعب كوردستان وهو دائما يربط الاحداث بتحليل دقيق ويتخذ قرارات قد تبدو لمن حوله ان نتائجها مستحيلة وها هو يقترب من الهدف واعلان دولة كوردستان لذا من واجب كل الاحزاب السياسية في اجزاء كوردستان كافة دعم جهود بارزاني لان قيام دولة كوردستان امانة في اعناقكم جميعا وفاء لدماء شهدائنا اذن فلنتساءل من هو المسؤول عن هذا الوضع ؟ هل الاحزاب والقوى السياسية او القادة او المثقفون والمفكرون وطلاب الجامعات ام كلنا مسؤولون لذلك ما احوجنا الى صناعة الوعي السياسي وإننا على دراية بان اعداء شعبنا يخوضون معنا صراعات لا اول لها ولا اخر ويصارعوننا على الجيل الناشيء ويسعون بكل قوة ودهاء الى كسبهم لان اهدافهم تتحقق بارادة الجيل الناشيء لذا فان صناعة الوعي السياسي تتضمن عملية بناء مستمرة وترميم ثقافة ابنائنا لكن للاسف سياسيونا لا يعملون على الوعي السياسي والحوار الحقيقي لحل المشاكل، فليس كل من يدعو للحوار وحل المشاكل واع لاهميته او قادر على ذلك انما يتطلب من الجميع الابتعاد عن العناد السياسي واللجوء الى الحوار فاننا نعاني اليوم وللاسف من شيء اسمه تجزئة من الداخل وسياسيونا لايستطيعون فك لبس غموض المفاهيم والدلالات و يتطلب من الجميع من دون استثناء الوقوف على المشاكل عن طريق الوعي والعقل ان مانعانيه اليوم بات يشكل شرخا كبيرا بين هذا الحزب وذاك في الحياة السياسية والاجتماعية والسبب هو عدم القدرة على وعي الاخر وعيا لايؤدي الى التهميش والتعامل مع الاخر كمكمل وليس زائدا في الحياة السياسية فهل نحن اليوم نعي ضرورة الامر من كل النواحي، اذن لماذا الاحزاب السياسية لم تدرك بعد ادراكا حقيقيا لمد جسور العلاقات الوطنية والتعاطي مع الاخرين! لماذا لم نصل بعد الى الرؤىء الصحيحة لتكامل وعينا واستعاب وتمتين العلاقات؟ اذا استمرت الاحزاب في عدم التعاطي مع الاخر وعده مضادا يدفع بالضرورة الى الانعزال والانغلاق وتفاقم المشاكل.
نقلا عن جريدة التآخي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب