23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

الاحزاب الثورية مدرسة النضال السياسي والاخلاقي

الاحزاب الثورية مدرسة النضال السياسي والاخلاقي

الاحزاب الثورية ليس كغيرها من الأحزاب المبنية على اسس طائفية وعرقية وموسمية ،لأنها تستهدف آمرين تعمل على تحقيقها في آن واحد أولها الانقلاب على الذات وهذا الانقلاب يرتبط في بنائها العقائدي فهي تعمل على ان يتخلص اعضائها من المفاسد التي علقت بهم قبل انتماءهم الى اليها  ، وثانيهما العمل على التصدي للقوى الاستعمارية الغاشمة المباشرة وغير المباشرة وذلك بالعمل النضالي  للنيل من هذه القوى وتابعيها لأبعادها من إدارة دفة البلاد والتحكم بمصير الشعب. إن الاحزاب الثورية التي عرفها ابناء شعبنا العربي والعراقي بالذات هي مدارس للنضال السياسي والاخلاقي فهي تعمل على يكون اعضائها نموذجا للنزاهة والشهامة والرجولة كما تعمل من جهة ثانية على تحقيق الوعي السياسي  الذي يقود الجماهير إلى إدراك حقيقة الأوضاع في البلاد  وتآمر القوى الأجنبية الطامعة في خياراته وعلى رأس هذه القوى كما هو معلوم هي الإمبريالية الأمريكية وشركاتها النفطية بالاستناد على الخونة والمأجورين ممن يدعون الانتماء لهذه الشعب كما كان ابن العلقمي ابو رغال وغيرهم يدعون ذلك .  فالاحزاب الثورية الحقيقية هي التي تتوجه قبل كل شيء نحو تهذيب النفوس والضمائر  لأنها تؤمن انه عندما تصل إلى تطهير نفوس منتسبيها من المفاسد والادران التي تراكمت  على مر العصور وتعيدها إلى طبيعتها الأولى حيث كان الانسان العربي الأول الذي تمتع بالبطولات الخارقة وفتح البلاد ونشر الحضارة في أرجاء الأرض وحمل إلى العالم رسالة الاسلام المحمدي الرسالي وليس اسلام الطوائف المتناحرة .
إن استمرار الاحزاب الثورية على الوتيرة النضالية  يعتمد على انتهاج أعضاء هذه الاحزاب  نهج المؤسسين الأوائل وذلك في أبعاد أنفسنهم عن المطامع الوقتية والمناوشات الجانبية التي يريد ألاعداء إلهاء الاحزاب الثورية بها وان تقصي عن نفسها أي نوع من أنواع الهوان وعدم الثقة بالنفس وهذه مهمة شاقة لكن النتيجة عظيمة بالنسبة للشعب ، لأنه لا يمكن للشعب ان ينتصر إلا عن هذا الطريق ، فالاعداء عديدون ويزدادون كلما استطاعت الاحزاب الثورية هدم أصنام الزعامات الزائفة والخيانات المستترة وهدم الطائفية المقيتة والعرقية العفنة والعشائرية الغير مسئولة.
وبسبب خشية العملاء والمرتزقة من الثوار  يلجأون الى شن حروبهم العبثية المتعددة الوجوه والاشكال وذلك ادراكا منهم بان الثوار هم من يتصدون لهم ويقفون في طريقهم ولايسكتون على افعالهم المشينة. على الثوار ان يعلموا حق العلم انه لا يمكنهم أن ينجحوا الا بتفانيهم بالدفاع عن مبادئهم وعقيدتهم وان يكونوا صفا متراصا في مجابهة أعدائهم  وعلى الثوار واجب العمل على تحقيق  أهدافهم في حياة حرة كريمة لشعبهم.
الثوار هم طليعة الأمة وهم طليعة النضال والكفاح الحاسم لإنقاذ شعبهم  من الضعف والوهن الذي أصابه وعلى الثوار معرفة بانهم سيقدمون كثيرا من الضحايا لتحقيق غايتهم النبيلة والحصول على شرف الإنقاذ لشعبهم  ويكفيهم شرفا ومجدا انهم يهدفون الى رفع الظلم والتهميش والذل  وان يعيدوا الحق إلى نصابه، فلا شرف يعادل شرف النضال في سبيل التحرر والانعتاق ، وبقدر ما تكون الاحزاب الثورية قوية بإيمان أعضائها بقدر ما تخطو سريعا باتجاه تحقيق النصر الناجز