يواجه العراقيون أسوأ واقع يمكن لشعب أن يواجهه هكذا أعزلا ” إلا من أحلام نبيلة لا تصمد كثيرا ” أمام ضربات الحياة التي يتلقوها يوما” بعد يوم وساعة فساعة .
وما بين رمضاء الإرهاب والتهجير والأقتصاد المتلكأ الساحة العراقية ذبلت ورود البلاد ، وشاخت أمنيات الناس ، وهرمت الأحلام حتى لم يعد من حلم لمن تبقى في أرض البلاد سوي الهجرة كل بجلده .
مُكابر من ينظر لأزمة البلاد بمعزلٍ عن حقيقة ما أوصل العراقيين شعبا وأرضا لدركهم الأسفل الذي يعيشون فيه .
فقدت الدولة هيبتها وقيمتها وتحول السياسيين لقطاع طرق منظمين يحملون بيد السلاح وبالأخرى يرعبون ويسرقون وينهبون ، بل بذات اليد يسومون العراقيين على براءتهم سوء العذاب ولكأنهم نبتوا في أرض العراق ليذيقوا أهلها العذاب المستطير .
فظلت الاحزاب (الأسلامية ) تهب العراقيين علي إختلاف بطونهم وثقافاتهم وأعراقهم طوال سني حكمها البطش والخوف والجهل والتهجير والمرض ، فعاشوا أزمنة حُبلى بكل ماهو سيئ وبغيض .
تنامت الأزمات وتوالدت كجيوش البعوض ولم يعد أمام من آثروا البقاء سوي الصبر والصمود أمام ما يواجهوه من عظائم الأمور .
غير أن هذه الإحزاب وعلى إجتهادها المُفترض فشلت أيما فشل في ترويض هذا الشعب ؛ ففشلت مشاريع إعادة صياغة الشخصية العراقية وشاهد العراقيون بأم أعينهم سقوط دولة المشروع (الديمقراطي الحضاري) كأكبر أكذوبة عايش الناس حلقاتها مابعد 2003
سقط مشروع ” العم سام ” بالنهوض الجماهيري والوعي المصادم وسقط المشروع الحضاري بسقوط الإسلاميين في أوكار الفساد ليجد شعب العراق أنهم أمام عصابة ليس إلا ، ففشلت المشاريع تلو المشاريع وذابت أحلام العراق سلة غذاء العالم وركن من أركان أقتصاده ، بإمتصاص الاسلاميون الجُدد لما تبقى في عروق العراقيون من دماء قبل أن يَلعقوا ما على الجِباه الشم من عرق .
سنوات بكماء مرت لا صوت يعلو فيها غير صوت المدافع و المظالم التي إبدعوا في إقتسامها لكافة مكونات الشعب العراقي بذات إيثارهم في إقتسام ما ظلوا ينهبوه من خيرات الوطن فيما بينهم .
سؤال بحجم ماحاق بالأمة العراقية من ظلم ذوي القربي أسوقهُ منقولاً لأحد الكتاب :(ً “هل السماء صافية فوق أرضنا أم أنهم حجبوها بالأكاذيب؟ هل ما زالوا يتحدثون عن الرخاء والناس جوعى؟ وعن الأمن والناس في ذعر وعن صلاح الأحوال والبلد خراب؟”ألا يحبون الوطن كما نحبه؟ إذاً، لماذا يحبونه وكأنهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنهم مسخرون لخرابه؟) ..
مُسخرون فعلا” لخرابه فليس ما يبرر ما حدث ويحدث ببلادنا من قتل و خراب سوى أن هناك فعلاً من جعلوا من أمر خراب العراق برنامجاً وهدفاً لا مفر منه .
جف الزرع والضرع وتمدد الفقر والارهاب والدم ، وصار العراق على أمتداد مساحته الشاسعة ؛ أضيق من (خرم الإبرة) . وتحول بقدرة الإسلاميين من أحد أكبر بلد منتج للنفط العربي لأكبر دولة منتجة للأزمات .
أقول لم تقدم الإحزاب المتأسلمة طوال بقائها في سدة الحكم مشروعاً عاد بنفع للجماهير المغلوبة على أمرها وما خطت خطوة إلا وأرجعت العراقيين ألف خطوة للوراء ، حتي تَضعضعتْ أحلام الناس وصارت سِدرة مُنتهى أحلامهم وطموحاتهم مربوطة بأن لو رجع بهم الزمان لسنوات ماقبل ألاحتلالأجل أمنيات العراقيين وأحلامهم تضعضت وتضاءلت للدرجة التي يناجون في أمسياتهم أزمنة دكتاتوريات كان لهم قصب السبق في إدهاش العالم في كيف للشعوب أن ” تَسحل ” و ترمي بأوغادها من الدكتاتورين الى حيث مزابل التاريخ .
بقيَّ أن تعلم هذه الاحزاب أن دوام الحال من المحال ، وأن شعب العراق سينهض مُتَوكئاً على جراحه طال الزمن أم قصر ..