20 مايو، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

الاحزاب الاسلامية… مفهوم ليس له مصاديق

Facebook
Twitter
LinkedIn

في حديث دار مع احد سادتنا الافاضل حول دور الاحزاب الاسلامية في العراق وما انتجته من 2003 والى يومنا هذا توصلت الى نتيجة مهمة جدا وهي ان هناك اعتقادا غير دقيق في ماهية الاحزاب الاسلامية واحببت ان ابين ذلك بمقال.. بداية انا اعتقد ان المقصود بالأحزاب الاسلامية وعلى النطاق الشيعي هي حزب الدعوة والمجلس الاعلى والاحرار وحزب الفضيلة وهذه الاحزاب وان كانت التسمية التي تطلق عليها “أحزاب اسلامية” الا انها ليست كذلك بالمرة واما الدليل على قولنا هذا هو ان نرجع الى تعريف الحزب لنلاحظ هل ينطبق هذا التعريف على احد منها حيث يعرف الحزب بانه ( تنظيم دائم على المستوى القومي والمحلي يسعى للحصول على مساندة شعبية بهدف الوصول الى السلطة لممارستها من اجل تنفيذ سياسة محددة ) وهنا يأتي السؤال من من الاحزاب الاسلامية التي ورد ذكرها ينطبق عليه هذا التعريف قطعا لا يوجد بينها من لديه اجندة أو يتحرك بأيديولوجية معينة لتنفيذ تلك الاجندة اذن فليس من الصحيح تسمية هذه الجهات بالأحزاب فضلا عن تسميتها بالإسلامية لأننا وفق هذا التعريف للحزب قد نفينا صفة الحزبية عنها واما صفة الاسلامية فليس معناها انها تتبنى فكرا اسلاميا وانما السبب في هذه التسمية هو وجود شخصية دينية على راس الهرم بصورة مباشرة او غير مباشرة وليس معنى الاسلامية انها تتبنى فكرا اسلاميا يسعى لتطبيق المفاهيم الاسلامية في المجتمع وصولا لتحقيق النظرية الاسلامية العادلة . وهنا يرد السؤال وهو اذن ماهي التسمية الصحيحة للجهات التي تسمى بالأحزاب الاسلامية وهي ليست كذلك وهي موجودة في الساحة ولها التأثير الكبير في سياسة البلد فنقول ان هذه الجهات المذكورة عبارة ادوات لتحقيق اهدافا تتبناها الشخصية الدينية الموجودة على رأس الهرم وهذه الاهداف تختلف من شخصية الى اخرى فهناك من يريد ان يسود العدل والمساواة بين ابناء الشعب وهناك من يريد ان يبرز على انه الشخصية التي غيرت مسار التاريخ الشيعي في العراق وهناك من يريد ان يتحكم بمقدرات البلد ويفرض نفسه بانه غاندي العراق وهناك من يعتمد على اثر طيب لشخصية دينية رحلت من عشرات السنين واما الية تنفيذ الاهداف فأيضا تختلف من حزب الى حزب واغلبها تتبنى فكرا ميكافيليا حيث انها ظاهرا لا ترفع شعار “الغاية تبرر الوسيلة” ولكن اساس عملها مبني على هذه النظرية المرفوضة عقلا وشرعا لذلك نلاحظ هذا التخبط وهذه المشاكل وهذا التناحر بين هذه الجهات لأنها تستخدم نفس الادوات والاليات لتحقيق الاهداف وبذلك يحصل هذا التصادم والخاسر الوحيد في كل ذلك هو الشعب العراق المظلوم واسم الاسلام والتشييع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب