19 ديسمبر، 2024 12:37 ص

الاحزاب الاسلامية في مُستنقع الفساد !!

الاحزاب الاسلامية في مُستنقع الفساد !!

ليس غريبا أو غير متوقعاً أن تسقط الأحزاب الإسلامية في فخ المعادلة الأمريكية  ما دامت تلك الأحزاب قد دخلت البلاد في العام 2003م خلف جنود الاحتلال الأمريكي وليس بثورتها الوطنية أو الشعبية العارمة , لتتسلم  مهام الحكم و السلطة بعد أن قدمته الإدارة الأمريكية لها على طبقٍ من ذهب خلفاً للنظام البعثي الذي جثم على صدور العراقيين لثلاثة عقود من الزمن ، لكن طبق الذهب ذلك تحول فيما بعد الى طبق فساد مُتعق  أكلت منه جميع الأحزاب حتى شبعت ، بل تصارعت و تحاربت فيما بينها على حيازته و الفوز به .
ف المعادلة السياسية الأمريكية للمتتبع و المحلل يراها معادلة رياضية لا تقبل إلا الصواب في نتائجها  النهائية ، فهي ذات ثوابت قيمية و متغيرات عددية تطبق بخطوات لتعطي النتائج المرجوة منها .
الإدارة الأمريكية التي أيدت نظام البعث و صدام في العراق و دعمتهُ ضد خصومه بداية تسلمه الحكم و قادته إلى حرب ضروس مع إيران وقفت فيها إلى جانبه ولم تتخلى عنه أبدا حتى نهايتها بعد ثمان سنوات من انطلاقها ليصبح صدام حسين الرمز العربي المنتصر , نجحت في اسقاطه وحزبه دوليا و محليا وشعبيا بعد حرب الكويت وفرض الحصار الاقتصادي عليه الذي انهك الشعب حد الموت جراء الجوع و الحرمان و استشراء الامراض , ليرحب الشعب دون معارضةٍ و مقاومة بالاحتلال الامريكي لأرضه مقابل تخليصه من ديكتاتورية صدام ونظامه الشمولي واستبداله بنظامٍ ديمقراطي تعددي !!.
لكن الذي حصل نفس المعادلة قد طبقت بمتغيراتها القيمية (الشعب) و اختلاف المتغيرات العددية , لتحل الاحزاب الاسلامية التي دُعمت و أُيدت من قبل الادارة الامريكية في العام 2003م محل نظام البعث وصدام , ولتترك تلك الاحزاب بالسير وفق ما خُطط لها من خطوات المعادلة السياسية الامريكية , حتى غرقت في مستنقع الفساد المالي و الاداري و العسكري و الحزبي . فلم تفِ الاحزاب الاسلامية بوعودها التي قطعتها للجماهير ولم تلتزم بتقديم ابسط الخدمات لهم . فالتردي و الفساد قد استشرى في مؤسسات و مفاصل الدولة و الروح الوطنية قد قتلت مقابل تمثيل الاجندات الخارجية داخلياً , لينتفض الشعب بمظاهرات عارمة قد تقود الى ثورة وطنية على تلك الاحزاب بعد ان وجد عمائمها مزيفة و لحاها لحى الدجالين و مسابحها للخداع و الرياء . وقد لا يتردد الشعب مرة أخرى بقبول المساعدة الامريكية مقابل تخليصه من طغمة الفساد  والمفسدين القابعين تحت يافطات الاحزاب الاسلامية الذين اوصلوا البلاد لما هو عليه اليوم من خراب ودمار و احتلال لأراضيه. نعم .. لقد فوت المفسدون في الاحزاب الاسلامية الفرصة التاريخية التي كان ينتظرها السيد الشهيد محمد باقر الصدر ليقود الامة برمتها نحو اسلام حقيقي عادل لا يفرق بين الطوائف و الاديان بالحقوق و الواجبات . فالجميع متساوٍ امام حكومة الاسلام الحقيقي لعلي بن ابي طالب وليس حكومات الاحزاب الاسلامية الفاسدة التي قادت العراق لما هو عليه الأن ..