27 ديسمبر، 2024 3:41 م

الاحزاب الاسلامية حلال ام حرام ؟!

الاحزاب الاسلامية حلال ام حرام ؟!

قبل الشروع بالحديث عن شرعية الاحزاب الاسلامية من عدمها لابد لنا معرفة اسلامية الحزب من يمنحهم هذه المزية ، انا لست بفقيه حتى اقول حلال او حرام ولكن اتحدث بالتاريخ والمنطق والعقل .

هل يعتبر الحزب اسلامي اذا كان المؤسس او المؤسسون رجال دين ؟ نعم يعتبر اسلامي مهما كانت مبادئ الحزب ، مثلا يقال عن حزب سيد قطب حزب اسلامي وهو المطالب بتعري النساء الذي لا يتفق والحكم الاسلامي هذا جانب ومن جانب اخر الاسس التي يتشكل الحزب على اساسها فعندما يريد ان يكون الحكم اسلامي اي الالتزام بالاحكام الاسلامية هنا ياتي السؤال ومن يقرر هذه الاحكام وما راي الله عز وجل بذلك ؟ وهل ترك الله عز وجل دينه لكي تُحيه الاحزاب ؟ الرؤية الفقهية تختلف بين السنة والشيعة لكن بالعموم للاسلام وقفة مع الاحزاب .

المعلوم عندنا كل تصرف يخضع للحكم الشرعي من حيث حليته او حرمته ، وهذا يعني ما من تصرف او قرار يصدر عن الحزب الا وللفقيه راي له بذلك ، وهنا نسال هل الفقيه مبسوط اليد ام تحت الاقامة الجبرية ؟ والامر الاخر مسالة التقية ستلعب دورا خطيرا في عمل الحزب الاسلامي حيث في ظروف معينة يعتمد المواجهة والنتائج لا يحمد عقباه وفي ظروف اخرى السكوت تحت مظلة التقية وبين هذا وذاك يؤدي الى تشتت الحزب ومحل انتقاد من اللا اسلامي

عندما يكون هنالك حاكم ظالم لا يعمل بالاحكام الشرعية الاسلامية او هنالك قوة معتدية على بلد ما فيكون المسلمون حزب لغرض اسقاط الحاكم او طرد العدو هكذا حزب لا اشكال عليه لان الظلم البين الفاحش مرفوض والظلم هو الحاكم او العدو ، ومسالة تغيير الحاكم الظالم يجب ان تكون وفق خطة مدروسة في كيفية ازاحته ومن هو البديل او كيف سيكون اسلوب الحكم ، اما التفاصيل في الاحكام التي ستصدر او الدستور كيف يوضع هنا محل تأني وحتى خلاف .

المختار الذي ثار من اجل القصاص من قتلة الحسين عليه السلام انه عمل شرعي، وفاتني ان اذكر الحزب قد يكون منظمة او مركز بحثي او مؤسسة او حركة او تيار المهم تجمع يتبنى افكارا معينة ، وعليه الحركة الثورية للمختار هي حزب حقق القصاص اما كيفية ادارته للكوفة خلال حكمه فهذا بحث اخر .

ناتي على الاحزاب الاسلامية الان ، الحزب الذي يفكر بالحكومة الاسلامية هذا محل خلاف لان اصلا من له الحق في الحكم الاسلامي حسب فقه اهل البيت عليهم السلام هو الامام المعصوم او من ينوب عنه ، ولاننا اليوم كل حزب بما لديهم فرحون اصبحت مسالة الاحزاب الاسلامية مسالة تساعد على التشتت بحكم الاختلاف الفقهي في المذهب الواحد .

ماهي مبادئ حزب الدعوة ؟ وهل حقق مبادئه ؟ وهل الاسلوب الذي اعتمده كان شرعا سليم ؟ وحتى بقية الاحزاب الاسلامية ( الشيعية ) لا تختلف عن حزب الدعوة ونحن نعيش الان الخلاف بينهم بل حتى انشقاقات الحزب الواحد الى عدة احزاب حزب الدعوة انموذجا .

ومسالة الجهاد التي تتبناها الاحزاب الاسلامية المتطرفة فانها ادت الى تشويه صورة الاسلام وهي التي تقتل المسلمين عاجزة عن الرد على الصهاينة وهذا يؤكد توجهاتها المدسوسة والمدروسة والموضوعة من اجندة ضد الاسلام ، الجهاد الحقيقي للمقاومة التي تدافع عن ارضها لطرد المعتدي ، المتمثل بالحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن .

لو فرضنا جدلا تمكن الحزب الاسلامي السيطرة على الحكم في اية دولة ما فهل يستطيع الفقيه ان يحكمها وفق الاحكام الاسلامية الصارمة ضمن مجتمع عالمي يسيطر على كثير من ضرورات الحياة ولا يؤمن بالخطاب الاسلامي ؟ الاختلافات الفقهية عند المذاهب في التعامل مع غير المسلم تظهر لنا الى اي مدى حكمة وعلمية السيد السيستاني حفظه الله في اعتماد خطاب يحفظ كرامة الانسان مهما كان وعلى اي الاديان مع الحفاظ على شرع الاسلام وتبقى صورة اللقاء التاريخي بين السيد وسيد الفاتيكان صورة رائعة لما تمخض عنه من مفاهيم رائعة ، فالاحكام او الدستور لا يمكن ان يكون وفق مذهب معين ولو كان يمكن لما طالب السيد السيستاني ان يكتب العراقيون الدستور بانفسهم مهما كانت توجهاتهم ، نعم هنالك بعض القوانين الخاصة بالاحوال الشخصية لا تقبل اي تدخل او تلاعب بها لانها مثبتة بكتاب الله منذ نزوله الى يوم القيامة لا يمكن ان تتغير مهما تغيرت العصور .

واما ايران فانها اليوم بدات تتراجع عن بعض الاحكام الاسلامية التي لا يمكن تحققها بحكم الظرف العالمي وهي على صواب وفعلها امير المؤمنين عليه السلام في حكمه فيما تفعل ولكن في نفس الوقت اصبحت محل انتقاد من قبل جهات اسلامية اخرى بل اثرت على ابناء المذهب في دول يحكمها مخالفو المذهب كما حدث في دول الخليج ومصر وغيرها .

الحزب الصحيح هو قوة عسكرية يحافظ على قوة الاسلام ويدافع عن ارضه ومقدساته وهم الغالبون .