18 ديسمبر، 2024 6:51 م

الاحرف والكلمات… وما بينهما..!

الاحرف والكلمات… وما بينهما..!

باستطاعة الكلمات ان تكون عالما من الرؤى والرؤية، وان تتلون تلك الاحرف بكينونتها العجائبية، وفي سلسلة هذه الكلمات والاحرف، تكون المعرفة التي شكلها الانسان منذ بدء الخليقة، عبر وسائل بسيطة ، ابتدأت بكتابة الرموز على جدران الكهوف، وعزز تلك الرموز بالرسوم واغلبها كانت عن الحيوانات التي شاهدها واصطادها واكل لحومها، واستفاد من عظامها وجلودها، وترجع تلك الرموز والرسوم الى الاف السنين، وعبرها تعلم الانسان الاشارة باليد او باطلاق بعض الاصوات، ومن ثم تحولت هذه الاصوات الى معان ودلالات بين المجاميع التي عاشت في تلك العصور القديمة جدا من حياة الانسان.
ولانريد هنا ان نبين بالتفصيل كيف تعلم الانسان النطق بعدها ورسم الكلمات الدالة عن معنى معين، وهي بلا شك متكونة من احرف رمزية، ومن ثم تطورت ذاكرة الانسان القديم بفعل تداول تلك الاشارات والرموز والكلمات ، حتى بدأ يخط باحرف حجرية على جلود الحيوانات والطين والجدران، حتى جسده لم يخل من تلك الرموز والاشارات..
وهكذا بتطور الانسان، بدأت الكتابة الحجرية التي وجدت منقوشة على الاحجار المسطحة والصخور في الكهوف، حتى كانت المراسلات بين القبائل، وتبعها كتابة ما يجري من احداث في تلك الفترات، ولان الكلمة لها مدلولها الخاص، تكونت القوانين والقصص التي وجدت على المسلات والاحجار، وعرفنا اسماء الملوك والالهة التي كان يعبدها الانسان القديم ، وعرفنا من خلالها التعاملات التجارية والمقايضات وانواع السلع والحبوب التي كان يزرعها الانسان القديم، وعرفنا المكيال ووزنه ايضا..
ان الاف الكتب قد تناولت هذه الاساطير التي شغلت العالم اجمع، بدءا بأساطير وادي الرافدين لسومر وبابل واشور، وما جرى فيها من اعمال تخص سلالات الملوك والحياة وتعاملاتها والجيوش والقادة والاسفار والحروب والعلاقات بين الامبراطوريات وتبادل الهدايا والعبيد، والمعاهدات التي تقام بينهما ، وغيرها من الوصايا والاوامر الخاصة والعامة، تلك العناصر جعلت من الانسان حالة معرفية للاجيال التي اتت بعد هذا اٯيم الذي جال الصحارى والبراري والجبال والبحار.
اذن للكلمة ابعادها ومدلولاتها واستخداماتها، اما الحرف فله التأثير الاقوى في التبادل اللساني والمعنى، والا ما اهمية الكلمات من دون الاحرف، وما اهمية تلك الاشتقاقات اللغوية التي تعلمناها الى حين.