25 مايو، 2024 3:55 م
Search
Close this search box.

الاحتياط سبيلُ النجاة

Facebook
Twitter
LinkedIn

-1-
اتصل بي أحدهم ليلاً ، وفي ساعة غير مناسبة للاتصال

وقال :

هل بالامكان ان اتحدث اليك ؟

قلتُ

أُفَضّلُ أنْ يكون الحديث غداً ،

قال :

متى اتصل بك ؟

قلت :

من المناسب أنْ تتصل في الساعة العاشرة صباحاً .

-2-

انّ صاحب الاتصال الهاتفي ليس ممن اعتاد على اجراء الاتصالات الهاتفية معنا ،

ورغم كونه زميلا لي قبل 48 عاماً في كلية الحقوق، الاّ انه لم يزرني منذ عودتي للوطن الحبيب بعد سقوط الصنم حتى الآن الاّ مرة واحدة ..!!

فاتصاله لايخلو من سِرَّ ..!!

-3-

والسؤال الآن :

ما هو سرّ الاتصال الهاتفي ؟

والجواب :

ان المتصِل بدأ بسرد مفردات قصة طويلة ، خلاصتها أنَّ هناك مشروعاً حكومياً للاسكان ، وأنّ مساحة شاسعة من الأراضي خصصت لهذا المشروع في ظل الحكومة السابقة .

وتصدّى هو لجلب الشركة القادرة على بناء البيوت السكنية من احدى البلدان الشقيقة ، ولكنه فوجئ بقرار إلغاء تخصيص تلك الأراضي من قبل الحكومة الحالية …

فهو يطمع في تدخلنا الشخصي مع رئاسة مجلس الوزراء لحّل ما اعترض المشروع من عقبات ..!!

وهنا قلتُ له :

انني اخذت على عاتقي مهمة النأي الكامل عن التدخل في القضايا المتسمة بطابع تجاريٌ، والتي تحقّق لأصحابها ” الربحية ” التي يسعون اليها …

كل ذلك انطلاقا من مبدأ :

( رَحِمَ الله من جَبَّ الغِيبةَ عن نفسه )

فالتدخل في أمثال هذه القضايا مظنةُ الاتهام، بالتواطؤمع تلك الشركات ورجال الأعمال لاقتسام الأرباح ..!!

وفي الساحة ضجيج وعجيج ، وأحاديث ذاتُ شجون عن اولئك الذين زجوّا أنفسهم في هذا الميدان ..

وسواء كانت الأقاويل صحيحةً أم لم تكن ، فانّها انما أثيرتْ حولهم لقبولهم ” التورط” في ما عُرض عليهم من مشاريع ..!!

-4-

وهنا بدأ الأخ المتصِل يُطنب في ما ذكر ما يعود به المشروع على الفقراء والضعفاء الذين ستهيّأ لهم المساكن من منافع …

ان المشاريع التجارية تُغلّف عادةً بحديث مسهب عن منافعها وفوائدها الاجتماعية والانسانية .

فقلتُ له :

ربما نظر بعض الراصدين الى المشروع من جانب منافعه للفقراء ، ولكّن الراصدين الآخرين قد ينظرون الى جانب التربّح فيتساءلون :

ما علاقتنا بالشركة التي جلبتَها من خارج العراق مثلاً ؟

وكم هي النسبة التي حدّدت لنا من هذه الأرباح ؟

الى كثير من التساؤلات التي تتناسل وتتكاثر على نحو أميبي ..!!

إنّ المثل الشعبي يقول :

سُدَّ الباب الذي يسرّب لك الريح لكي تستريح …

-5-

واعتذرتُ في الختام عن قبول مهمة التدخل خشية أن اكون أحد المسببين للتفريط بالمال العام ، حيث ان المقالات يندر ان تنجو من التلاعب والتحايل .

-6-

إنّ ” الحبّة ” قد تصبح ( قُبّة )، في سياق التخمينات، في حال القبول بالانخراط في تلك الأعمال …

ولا يلومَنَّ المرء إلاّ نَفسَه .

و” الاحتياط سبيلُ النجاة “
*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب