مرت علينا الذكرى الحادية عشرة من احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وقد استمر هذا الاحتلال حتى ان خرج بفضل المقاومة العراقية المسلحة المتمثلة بجيش الامام المهدي (عج ) والسلمية بفضل الاخوة في الجناح السياسي التيار الصدري (كتلة الاحرار) حيث انسحبت هذه القوات الأجنبية الأمريكية في نهاية العام 2011 مهزومة من العراق، وكان الكثير من القادة العسكريين الامريكيين قد صرحوا واعلنوا الصعوبات التي واجهوها في معركتي النجف ومدينة الصدر خصوصاً فضلاً عن باقي المحافظات، وقد تم مقاتلة هذه القوات والتي انُزفت مقابلها الكثير من الدماء الطاهرة تمثلت بشهداء التيار الصدري الابطال الذين قارعوا الاحتلال وقاتلوهم بشراسة وشجاعة، وهذه الاحداث سيخلدها التاريخ على مر العصور.
لقد انسحبت هذه القوات والسبب الرئيسي لأنسحابها هو الخسائر الفادحة التي لاحقتهم على مدار تسعة سنوات تقريباً هذا جانب، ومن جانب اخر ان الامريكان ارادوا سبباً اخر يحمي مصالحهم في العراق وهو سبب غير مباشر الذي تمثل بجدولة الانسحاب، والذي وافقت عليه جميع الكتل السياسية انذاك الا كتلةً واحدة وهي (كتلة الاحرار)، فالذي دعى هذه الكتلة لرفض مثل هكذا اتفاقية هو المردودات السلبية التي تعود بالشعب العراقي وارض العراق، ولأن هذه الاتفاقية التي نصت على ان الامريكان يحق لهم الدخول الى ارض العراق متى شاءوا!!
في حين عدم الموافقة على هذه الاتفاقية ستكون بمثابة ضربة قوية بوجه الامريكان لأنهم سوف يصبحون بعد عدم الموافقة غير شرعيين من قبل المجتمع الدولي ويصبحون كذلك محتلين لأرض وشعب العراق وتترتب عليهم مأخذ وخسائر يستحقها العراق!
لكن بعد الانسحاب الامريكي سواء كان بمقاتلتهم او بخروجهم بأتفاقية استراتيجية! نجد ان الامريكان لديهم بصمات واضحة في جميع القرارات المهمة، حيث نرى ان المسؤولين العراقيين في اعلى مستوياتهم يطبقون ما يملى عليهم من قبل القيادات الامريكية!!
ونجد ايضاً رئيس الحكومة العراقية “نوري المالكي” ينسجم كثيراً مع قرارت ورؤى المسؤولين الامريكان!! كذلك في الملف الاقتصادي نجدهم مسيطرين على الموارد النفطية والمصدرة عبر شركاتهم، وفي الملف الامني نجد ان الامريكان يسيطرون على وزارتي الداخلية والدفاع دون تدخلهم بشكل مباشر، لكن يكون التدخل عن طريق السياسيين العملاء العراقيين الذين دربتهم امريكا على قتل شعوبهم وقمعهم، ولم ولن يبالوا لموت شعبهم، لكن المهم عندهم هو ارضاء الامريكان!! فخروج الاحتلال لا يحل مشكلة التدخل الامريكي، لكن نتأمل خيراً ونحن على ابواب الانتخابات البرلمانية ان يحقق الشعب انتصاره بتغيير هؤلاء العملاء عن طريق صناديق الاقتراع لينصب اهتمام المسؤوليين الجدد نحوا خدمة العراق والعراقيين.