من الملاحظ ان الاحتجاجات الطلابية لمختلف المراحل الدراسية ( ثانويات ومعاهد وجامعات ) في طول البلاد وعرضها تكون في محورين او ثلاث فهي لاجل دور امتحاني ثالث او اضافة درجات “مكرمة ” على المعدل او تقليص المناهج المقررة .. ليس من بينها احتجاجا واحدا للمطالبة برفع المستوى العلمي وجعل الدوام حضوريا طيلة ايام الاسبوع والعمل على اكمال المناهج وسد الشواغر في المدارس , فليس مثل هذه الامور واردة في تفكير الطلبة ولا تشغل بالهم ولا تثير اهتمام الاساتذة ايضا الذين يتعاملون مع ما يردهم من تعليمات , وكأن الامر لا يعنيهم ولا يقترحون عن طريق ادارات المدارس ونقابة المعلمين ما ينهض بالعملية التربوية ويرتقي بالمستوى العلمي وينتشل التعليم من حالة الانحدار التي هو فيها والعودة به الى سابق عهده .
الواقع ان هذه الاحتجاجات , للاسف الشديد سلبية ,نقيض للتعليم الجيد والمثمر الذي يسهم في التنمية , ويقف منها المجتمع سلبيا ولا تحظى بتأييده ومساندته والتضامن مع المحتجين على هذه المسائل , لذلك نراها تنفض بسرعة من دون ان تحقق اهدافها , على العكس من المطالب المشروعة للطلبة والدفاع عن مكتسباتهم التي حققوها في مسيرة كفاحهم المجيد .
الاحتجاجات السلبية المشار اليها لم تعد الحكومة تعير الاهتمام لها وترفض تلبية اي منها , بل ان القيام بمثل ذلك يقدم خدمة للجهات المسؤولة للهجوم على المكتسبات وتتملص مما هو حق وعقلاني في مطالبات اخرى لانها ,على سبيل المثال , تستغل بعض المطالبات للتشنيع عليها .
هموم الطلبة العامة كثيرة وكبيرة وتحتاج الى وقفة جادة من اتحاداتها لبورتها وتقديم المقترحات البناءة لحلها , فمما يواجه الطلبة سلب المنحة منهم على قلتها وكذلك فتح فروع جديدة في الكليات والجمعات تواكب التطور في التنمية وتوفر فرص عمل في الاقتصاد الوطني بانشاء مشاريع مدرة للدخل من خلال دعم حقيقي لهم وغير ذلك الكثير .
ان الضغط الايجابي لتطوير التعليم بجميع مراحلة وربطه بخطط التنمية وتقديم الدعم الملموس لهم لبناء مستقبلهم هو ما ينبغي ان ينظم الطلبة الاحتجاجات لاجله .
طبعا ,لا ينكر على الطلبة المشاركة الفعالة والنوعية في الحياة العامة وتقرير ورسم مصير الوطن , فهم لهم دورهم المشهود فيها , ويشكلون متراس صعب تجاوزه وكسره .